الجنوب على حماوته.. وخرق جدار الصوت في بيروت يثير الذعر

لبنان 7 آب, 2024

تحمية غير مسبوقة تشهدها جبهة الجنوب في لبنان، كما العمليات النوعية المتصاعدة. فبعد أن استهدفت إسرائيل مقراً لـ”حزب الله” في الجنوب أدّى إلى مصرع خمسة عناصر يتولون مهاماً قيادية، استهدف الحزب العمق الإسرائيلي شرق عكّا، فأُصيب عدد من الإسرائيليين نتيجة الصواريخ الاعتراضية.

التطورات الميدانية
سلطت الأضواء على الواقع الميداني الذي شهد تصعيداً غير اعتيادي، وقبيل دقائق من إلقاء نصرالله كلمته، خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت بشكل قوي فوق بيروت وجبل لبنان على دفعات، بعدما دخلت جبهة الجنوب مرحلة جديدة من التصعيد في ظل استهداف “حزب الله” نهاريا في شمال إسرائيل بمسيّرات، إثر قصف اسرائيلي استهدف بلدة ميفدون وسقوط 5 عناصر لـ”حزب الله” وإصابة طفل في الوزاني من مواليد العام 2011 بجروح متوسطة، وفقًا لمركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة.

وبحسب الإعلام الإسرائيلي الذي نقل لقطات مصوّرة، استهدفت المسيّرات الصامتة من نوع شاهد 101 ثكنة عسكرية في الخليج بين حيفا وعكا موقعة قتيلا وجريحاً. ثم هاجمت مسيّرة مستوطنة نهاريا وانفجرت فوق طريق عام، وأفاد الأعلام الإسرائيلي بأن صاروخاً إسرائيلياً اعتراضياً أُطلق في اتجاه مسيّرة “حزب الله” وسقط في نهاريا وأن عدد المصابين جراء سقوطه ارتفع إلى 19.

وكانت مسيّرة اسرائيلية أغارت قبل الظهر على منزل من طبقتين في حارة النادي في بلدة ميفدون وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة أن الغارة أدت إلى مقتل خمسة أشخاص وتبين لاحقاً أنهم عناصر بارزون في “حزب الله” وأن احدهم هو أمين بدر الدين إبن شقيق مصطفى بدر الدين المتهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وعلى الاثر، نعى “حزب الله” أمين حسن بدر الدين من بلدة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت وعلي مصطفى شمس الدين “ساجد” من بلدة مجدل سلم وحسن منصور من بلدة جبشيت وحسين علي ياسين من بلدة السلطانية وادهم خنجر حسين ناصر من بلدة أركي.

وفي المقابل، أعلن “حزب الله” انه “استهدف مبنى يستخدمه جنود إسرائيليون في مستوطنة أفيفيم وتجمعاً للجنود قرب موقع بركة ريشا بصواريخ بركان”. وأعلن أنه شنّ هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة على مقر قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز 621 في ثكنة “شراغا” شمال عكا محققًا إصابات دقيقة”.

وأعلن أيضا أنه “استهدف ملالة إسرائيلية في محيط موقع رويسات العلم بالصواريخ الموجهة وحقق إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح”. كما قصف “موقع المرج بقذائف المدفعية وحقق فيه إصابة مباشرة”. وبعد كلمة نصرالله وجّه الحزب رشقة صاروخية في اتجاه شمال إسرائيل وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية إصابة ستة جنود إسرائيليين بسبب سقوط مسيّرة أطلقت من لبنان في اتجاه الجليل الغربي.

على الصعيد الميداني، تعرضت بلدة عيتا الشعب في القطاع الاوسط لقصف مدفعي متقطع، كذلك، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة الخيام بصاروخين. وقد توجهت فرق الإسعاف والدفاع المدني الى المكان.

وليلاً، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة كفركلا، وهو استهدف محيط مركز البلدية.

وفي سياق ذلك أفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأنّ “بلدية ديمونا جنوبي “إسرائيل” قرّرت فتح الملاجئ بعد إجراء مشاورات وتقدير للوضع الأمنيّ”.

وشيّع حزب الله في روضة الحوراء زينب (ع) – الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، علي جمال الدين جواد (كربلاء)، وذلك بمسيرة حاشدة انطلقت من باحة الروضة وجابت الشوارع المحيطة بها، بمشاركة عضو كتلة الوفاء للمقاومة أمين شري، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات.

مفهوم جدار الصوت وآثاره النفسية
قبيل البحث في الآثار النفسيّة والمعنويّة لهذا الإجراء العسكريّ، لا بدّ من تعريف جدار الصوت وكيفيّة حدوثه.

يشرح الباحث والكاتب في شؤون الأمن والدفاع، رياض قهوجي، في حديثه لـ”الشرق الأوسط”، أن “خرق جدار الصوت” عبارة عن ظاهرة تحدث عندما تتجاوز طائرة سرعتها سرعة الصوت ويقول: “الصوت عبارة عن أمواج، وعندما تتجاوز الطائرة سرعة الصوت، تخترق الموجات الصوتية؛ ما ينجم عن ذلك أصوات انفجارات.”

ويتابع قهوجي: “عندما تحلّق الطائرة على علو منخفض وبسرعة عالية، ينجم عن الانفجار الصوتي ارتدادات قوية قد تسبّب تحطماً في الزجاج وغيره من الأضرار.”

يوضح قهوجي أنه لا توجد طريقة واقعية لتفرقة أصوات جدار الصوت عن ذلك الخاص بالقصف الجوي، ويقول: “يمكن لبعض اللبنانيين التمييز بين صوت عملية خرق جدار الصوت والقصف الفعلي، وذلك بسبب الخبرة وسط الاختراقات المتعددة التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي للأجواء اللبنانية، مضيفاً أنه عادة ما نسمع صوت انفجارين قويين متتاليين، بسبب وجود طائرتين تخرقان الأجواء معاً في معظم الأحيان.

ويؤكد المحلل العسكري لـ”الشرق الأوسط” أنه عند سماع جدار الصوت لا يجب الهلع، لأنه ليس قصفاً يترك أي انفجارات خلفه، بل يجب الحفاظ على الهدوء والاستمرار بما نقوم به بالفعل.

يشير المحلل العسكري إلى أن الهدف من هذه الظاهرة هي إثارة الخوف والقلق لدى الطرف الآخر.

وبعيداً عن الحرب المعنوية، ينفي قهوجي أن يكون لخرق جدار الصوت هدف عسكري، ويقول: “أحياناً، تُجري بعض الطائرات مناورات على ارتفاع منخفض وبسرعة عالية، لاستدراج دفاعات جوية، فوق منطقة يشك العدو أنها تحتوي على دفاعات جوية أو منصات رادار، لاستدراج الخصم وقصف هذه الرادارات، وأحياناً بسبب السرعة العالية يجري خرق جدار الصوت.”

وينصح المحلل العسكري بالابتعاد عن الألواح الزجاجية الضخمة والشبابيك؛ لأن خرق جدار الصوت أو حتى القصف الجوي قد ينجم عنه تساقط للزجاج.

ويضيف: “يجب تجنّب الهلع والركض، خصوصاً في الأماكن المكتظة، لأن ذلك قد يسبّب حالات سقوط ودهس مميتة”.

ويتابع: “علينا الابتعاد عن الطرقات المكتظة وعدم زيادة السرعة إذا كنا نقود السيارات، والاحتماء داخل المباني المغلقة حال مشاهدة دخان قريب من موقعنا”.

وفي حديث لـ”النهار”، تُعدّد أستاذة علم الاجتماع في معهد العلوم الاجتماعيّة، في الجامعة اللبنانيّة، جنات الخوري جبّور، العوارض النفسيّة التي قد تُصيب الأهالي في خارج نطاق الحرب: “الدويّ يُخلّف لديهم مشاعر القلق والتوتّر، لأنّهم لم يتوقّعوا مسبقاً إمكانيّة حدوثه، كأهالي الجنوب مِمّن يتعايشون معه يوميّاً، كما يُسبّب لهم ضغطاً نفسيّاً وتساؤلات حول ما إذا كان سيتبع هذا الصوت قصفاً جويّاً”.

من تداعيات هذا الحدث أيضاً، “معاناة البعض من اضّطرابات في النوم، وزيادة المشاعر السلبيّة مثل الغضب، خصوصاً بالتزامن مع توتّر الظروف السياسيّة والأمنيّة في البلد”، بحسب جبّور. أمّا الفئة الأكثر عرضة للخوف من جدار الصوت، الأطفال، باعتبار أنّ “الطفل يعجز عن استيعاب زنين الطائرة أو الدويّ الهائل الذي قد يترك آثاراً نفسيّة عليه”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us