ألان عون فأبي رميا.. نائب جديد خارج “التيار” بسبب تفرّد باسيل بالقرارات
“إنه يوم حزين على المستوى الشخصي أن أعلن خروجي من «الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر»، لكنني سأبقى مخلصاً للمبادئ الوطنية لهذه الحالة السياسية التي رافقتها طويلاً، والتي انتجت ظاهرة استثنائية في تاريخ لبنان الحديث” هكذا اعلن النائب سيمون أبي رميا، في بيان، استقالته من الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر.
سيمون أبي رميا الذي قدّم سنوات شبابه من أجل “التيّار” و”الجنرال”. حُرم من البقاء إلى جانب ذويه لسنوات. هدّدت المخابرات السوريّة عائلته. ناضل في فرنسا، الى جانب ميشال عون. وحين انتُخب نائباً، كان الى جانب الناس، الجبيليّين، وأعطى صورةً جميلة عن حزبه، على عكس آخرين.
وكان من المتوقّع أن يصدر اليوم موقفٌ صريحٌ وصادم عن النائب سيمون ابي رميا يتطرّق من خلاله إلى الأسباب الحقيقيّة للخلاف مع باسيل. بعد أن عقد المجلس السياسي في “التيّار” اجتماعاً أمس تطرّق في بيانه المقتضب إلى موضوع الخلافات الداخليّة، على خلفيّة فصل نائبين، ومحذّراً من إجراءات ستطال من يخرج عن الالتزام. علماً أنّ استقالات عدّة بدأ يُعدّ لها في قضاء بعبدا، وأعلن عنها البعض عبر رسائل صوتيّة.
ويشكو نوّابٌ من “رفض النائب جبران باسيل التراجع عن قرارات الفصل والإصرار على التفرّد بالقرارات ومحاولة تطويع النوّاب، بحجّة عدم الالتزام بالنظام الداخلي، ما أدّى الى ازدياد الخلافات الداخليّة وارتفاع حدّة المعارضة لتفرّد باسيل بقرارات “التيّار” التي أوصلته مع نهاية العهد الى أسوأ أيّامه”.
تزامنًا، لوحظ أنّ عدداً من المنتمين إلى التيّار الوطني الحر يواصلون عملهم كالمعتاد في إذاعة “صوت المدى” التي يملكها نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، على الرغم من فصل بو صعب من “التيّار”، علماً أنّ بعضهم أعلن بوضوح أنّه على استعداد للاستقالة من “التيّار” إذا طُلب منه ترك الإذاعة.
يُذكر أنّ رئيس “التيّار الحرّ” النائب جبران باسيل، وقّع في الثاني من آب الجاري قراراً بفصل النائب آلان عون من “التيار”، بناءً على توصيتين صادرتين عن مجلس الحكماء في التيّار برئاسة ميشال عون.
وقصة الخلاف هذه ليست وليدة اليوم، بل بدأت يوم ترشح النائب عون لرئاسة التيار ضد باسيل، فطلب خاله منه الإنسحاب مفضّلاً الصهر عليه ففاز الأخير بالتزكية، وعلى الأثر أطلق باسيل العنان لمعركة خفية ضد مؤيدي النائب عون، من ضمنهم كبار مسؤولي التيار، فسارع إلى فصلهم تحت العديد من الحجج.
في السياق يقول مسؤول عوني سابق برز بمعارضته لباسيل لموقع “هنا لبنان”: ما يجري اليوم يؤكد أنّ الآتي أعظم، وأنّ الخسارة تتوالى وسيضعف “التيار” أكثر مما هو ضعيف سياسياً اليوم، بسبب السياسة الخاطئة التي يتخذها باسيل من كل النواحي”، ورأى أنّ النواب المعارضين له هم من خيرة السياسيين، كما أنّ المسؤولين السابقين الذين طردوا هم من أبرز المؤسسين والمناضلين في “التيار الوطني الحر” وبشهادة الجميع. معتبراً بأنّ فصل عون ستكون له تداعيات على المستويات السياسية والنيابية، كاشفاً أنّ باسيل سيعقد مؤتمراً صحافياً قريباً لتبرير ما حصل، كما سيعقد النائب عون مؤتمراً أيضاً لتوضيح ما جرى، وعندها سيتخذ المعارضون قرارهم.
وأشار إلى أنّ الموضوع بات قديماً جديداً، ولقد اتخذ أبعاداً وصلت إلى نقطة خطرة، لأنّ أخطاء باسيل تراكمت كثيراً وهذا غير مقبول، وقال المسؤول السابق: “كل أربع سنوات تُظهر نتائج الانتخابات النيابية تضاؤلاً في عدد ناخبي ومؤيدي “التيار”، اليوم بات عدد نوابه 17 وباسيل لا يمون سوى على 10 منهم، وقريباً لن يبقى معه سوى 5 نواب”، معتبراً أنّ باسيل يهرب إلى الأمام وعلى كل المستويات، وعليه أن يعيد النظر في أسباب خساراته، وهو اليوم مأزوم ومع ذلك يردّد قائلاً: “لست مستعداً لتغيير أدائي”.
وسأل المسؤول العوني السابق: “هل يقول لنا ما هو المنطق اليوم؟ فالبكاء على الأطلال لم يعد ينفع، و”التيار” من خلال الأداء الداخلي يتجه إلى الإنفراط وحجم شعبيته يتضاءل”، متوقعاً استقالة نائبين عونيين قريباً، ولفت إلى أنّ خروج عون من “الوطني الحر” لن يؤثر على علاقاته السياسية، وقربه من الثنائي الشيعي وخصوصاً من رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، كذلك الحزب “التقدمي الاشتراكي” لأنه منفتح على أغلبية الأطراف السياسية، على عكس باسيل الذي”يخبّص” كثيراً وهذا يعني أنه سينتهي قريباً في الإطار السياسي”.
مواضيع ذات صلة :
السفير والنوّاب الأربعة | بين عون وعون: كان يعلم… | ألان عون: قد نتجه لخيار الورقة البيضاء إذا عقدت جلسة لانتخاب رئيس |