لبنان الرسميّ يستعدّ “تحسبًا للأسوأ”.. وفرنسا تدعو إلى “تجنّب اشتعال المنطقة”

لبنان 8 آب, 2024

فيما لا يزال التوتر على أشدّه، خوفًا من الانزلاق نحو حرب شاملة تطال نيرانها ليس لبنان وحسب، بل المنطقة بأكملها، أفادت مصادر حكومية لـ “الأنباء الإلكترونية” بأنّ الرئيس نجيب ميقاتي أجرى سلسلة اتصالات مع سفراء الدول ذات التأثير على مجريات الأمور في المنطقة، وتبلغ منها بأن الوضع بالغ الخطورة، وأن احتمالات توسيع الحرب أصبحت واردة جدًا في ظلّ التعنت الذي تمارسه حكومة الحرب الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو الذي يرفض حتى الساعة الحديث عن هدنة أو وقف إطلاق النار.

وإذ نقلت المصادر عن ميقاتي تخوفه من جرّ لبنان إلى حرب لا قدرة له على تحملها، في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها منذ خمس سنوات، أشارت لصحيفة “الأنباء الإلكترونية” إلى أن وزارات الخدمات شكّلت كل منها خلية أزمة لمواكبة التطورات، ضمن الإمكانيات المحدودة، وقد تركز البحث على تأمين حاجة الأفران من الطحين والمحروقات والدواء والطلب إلى المستشفيات استقبال كل المصابين، كما ضرورة توفير المواد الغذائية لكل المواطنين، وسط تحذيرات للتجار من عمليات الاحتكار ورفع الأسعار.

في هذا الإطار، أفادت معلومات صحيفة “الأخبار” بأنّ اجتماعًا سيعقد الجمعة المقبل، بين المدير العام لوزارة الاقتصاد وكل مستوردي المواد الغذائية لوضع آلية للشركات المستوردة تتضمن تحديد 4 أو 5 نقاط توزيع لها في مختلف المناطق تحسبًا لقطع الطرقات، فضلًا عن مناقشة الرسوم الجمركية على البضائع والرقابة عليها.

دبلوماسيًا، حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي بينهما الأربعاء، على “تجنّب دوامة أعمال انتقامية”.

ولفتت الرئاسة الفرنسية إلى أنه “إزاء تصاعد التوترات عند الحدود بين إسرائيل ولبنان، يجب بذل كل الجهود لا سيما عند الخط الأزرق، وبما يتوافق مع القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، لتجنّب اشتعال المنطقة”.

وشدّد الإليزيه في بيانه على أنّ “حربًا بين إسرائيل ولبنان ستكون تداعياتها مدمّرة على المنطقة بأسرها”.

تزامنًا، رأت الأوساط الدبلوماسية والسياسية في الإعلان الأميركي عن أن وقف النار، بعد تقديمه عرضًا جديدًا كإطار لصفقة تبادل الاسرى، يأتي في إطار السعي لاحتواء التوتر على ضفتي الحدود بين لبنان وإسرائيل، وإيران وإسرائيل ومعها الولايات المتحدة، فضلًا عن الحرب المستمرة في غزة، وفق صحيفة “اللواء”.

وأشارت الأوساط إلى أنه “وراء الكواليس، تنشط مفاوضات جدية تقودها الولايات المتحدة تتضمن عدم رد حزب الله وإيران على إسرائيل، مقابل إعلان توقف النار في غزة ولبنان وإتمام صفقة التبادل”.

وهذه المعلومات أكدها قيادي في محور “الممانعة”، لكنه قال لصحيفة “اللواء” إن “المحور يرفض هذه المقايضة، والرد حتمي”.

وأكد القيادي أن المحور ذاهب للرد للنهاية، وعلى كل الوسطاء والقوى الإقليمية ترتيب أوراقهم على هذا الأساس من دون أن يعني المساس بجوهر معركة الإسناد وهو وقف الحرب على غزة هذا من جهة، ومن جهة أخرى التأكيد للوسطاء أن أي مفاوضات تبدأ بعد الرد وليس قبله.

في السياق عينه، أبلغت مصادر “حزب الله” صحيفة “الجمهورية”، أنّ “توقيت ردّ “حزب الله” على اغتيال القيادي فؤاد شكر، يتحدّد في اللحظة التي يتبدى فيه “الهدف الدسم”، وساعتئذ لن يتأخّر اتخاذ القرار باستهدافه. والسيّد حسن نصر الله كان شديد الوضوح لهذه الناحية”.

وبحسب المصادر، فإنّ “الاسرائيليين يريدون أن يعرفوا متى سنردّ، ومتى سترد إيران وكيف، وبعض الموفدين يطلبون أن يكون الرد شكليًا. وما نقوله إزاء ذلك، هو أن إسرائيل ستتلقى ردًا يتناسب مع حجم جرائمها، وإلى أن تحين لحظة الرد، ما على إسرائيل إلا أن تبقى غارقة في دائرة القلق، ومطاردة بالخوف من الانتقام الآتي حتمًا”.

من جهة أخرى، وبعد أن أعلن الحزب “التقدمي الاشتراكي” أن أبواب الجبل مفتوحة أمام “الضيوف” من أبناء الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، متى وجدوا ضرورة لترك منازلهم بسبب الحرب، والدعوة التي وجهها رئيس الحزب تيمور جنبلاط إلى “جميع المالكين لعدم الاستغلال المادي ومراعاة المعدلات الطبيعية لأسعار إيجارات الشقق والمنازل التي يستأجرها النازحون من أبناء الجنوب”، تحدث مصدر في الحزب “التقدمي الاشتراكي” لـ”الأنباء” الكويتية عن “انطلاق التحضيرات اللازمة لتشكيل خلايا أزمة في جميع قرى منطقة الجبل، من خلال وكلاء داخلية الحزب في المناطق والمعتمديات والفروع، من أجل وضع الخطط المطلوبة للتنفيذ، بما في ذلك مراكز الايواء، لا سيما المدارس الرسمية والمعاهد التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم العالي. وهذا الأمر يتطلب موافقة رسمية من الجهات المعنية، ليكون التعاون مشتركًا مع دوائر الدولة الرسمية ومنظمًا كما الحال مع الاتحادات البلدية والبلديات لتكون المسؤولية مجتمعة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us