تدهور القطاع السياحي في لبنان: “واقع مرير” بعد الأحداث الأخيرة والخسائر مستمرّة!

لبنان 12 آب, 2024

شهد القطاع السياحي في لبنان تدهوراً ملحوظاً بعد سلسلة من الأحداث الأخيرة التي ألقت بظلالها على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. فقد أعلن الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية، جان بيروتي، عن نعيه للموسم السياحي قبل أن يبدأ، مما يعكس الحالة المأساوية التي يمر بها القطاع.

وفي ظل هذه الأوضاع، شهدت رحلات الطيران تغييرات كبيرة، حيث اضطرت العديد من شركات الطيران إلى تعديل جداول رحلاتها، أو حتى تعليق بعضها بسبب التوترات الأمنية المتصاعدة. وهذا التغيير في حركة الطيران انعكس بشكل سلبي على حركة السياح، مما زاد من تفاقم الأزمة في القطاع السياحي.

** للإطلاع على قائمة شركات الطيران المعلِّقة رحلاتها الى المنطقة إضغط هنا

 

وشهد مطار بيروت الدولي خلال شهر تموز الفائت انخفاضاً بعدد الركاب بنسبة 18.7% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، حين بلغ إجمالي عدد المسافرين 751,034 راكباً. من بينهم 411,320 وافداً إلى لبنان، مسجلين تراجعاً بنسبة 18.3% مقارنة بتموز 2023، في حين بلغ عدد المغادرين 339,250 راكباً، بتراجع قدره 19%. أما الركاب الذين عبروا المطار في طريق الترانزيت، فقد بلغ عددهم 464 راكباً، مسجلين تراجعاً بنسبة 19.8%.

كما سجلت الرحلات الجوية التجارية لشركات الطيران الوطنية والعربية والأجنبية التي استخدمت المطار خلال شهر تموز انخفاضاً بنسبة 13.44% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، حيث بلغ إجمالي عدد الرحلات 5664 رحلة. من بينها 2832 رحلة وصول إلى لبنان، بتراجع نسبته 13.42%، ومثلها 2832 رحلة إقلاع من لبنان، مسجلة انخفاضاً بنسبة 13.47%.


خسائر فادحة في القطاع السياحي

وفي هذا السياق، يقول رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر لموقع “هنا لبنان” أنّ “القطاع السياحي يمر بخسائر فادحة وبالتحديد قطاع الفنادق، فصحيح أنّ القطاع بالمجمل لا يموت إنما الوضع سيئ وتحديداً منذ تشرين الأول الفائت، وعلى الرغم من معرفتنا أنّ موسم الصيف هذا العام صعب إنما تمكنا من خلق جو إيجابي وتحدينا الحرب، وبصراحة حال الوضع دون تحقيق طموحاتنا، متوقفاً عند الأزمة المالية التي انعكست سلباً على الموسم السياحي، كما أنّ هناك ممن اختار وجهات أخرى فقرر لبنانيون السفر إلى قبرص واليونان وتركيا”.

ويرى الأشقر أنّ “الظروف الراهنة دفعت إلى تدهور الوضع وليس من مبالغة في توصيف الوضع بالسيئ جداً، ويشير إلى أنّ المغتربين الذين حجزوا لقضاء عطلتهم بين الأهل والأصدقاء لشهرين مكثوا لفترة ١٥ يوماً فقط وغادروا البلاد سريعاً”.

أما بالنسبة إلى حجم الخسائر أو وجود أرقام محددة في هذا المجال، فيؤكد أنّ “ما من أرقام لأنّ المسألة تتصل بوجهة نظر والأرقام تأتي من وزارتي المال والاقتصاد ومن المصرف المركزي والمعنيين، لكن مما لا شك فيه أنّ هناك تراجعاً في عمل القطاعات وذلك من خلال العينات، فقطاع المطاعم تراجع بنسبة ٤٠ في المئة في المداخيل وحتى أنّ نسبة التشغيل ليست جيدة وهناك تراجع كبير في عمل الفنادق، أما موضوع المهرجانات فذاك أمر آخر يعود إلى اللبناني الذي يحب الحياة”.

وكان قد إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم في السراي الحكومي وبحضور وزير السياحة وليد نصار، إتحاد النقابات السياحية في لبنان برئاسة رئيس الإتحاد ونقيب الفنادق في لبنان بيار الأشقر، وجرى البحث في آخر المستجدات المتعلقة بالقطاع السياحي وموسم الصيف على وقع المخاوف من حصول حرب شاملة.

بعد اللقاء، قال الأشقر “وضعنا دولة الرئيس في صورة الوضع السياحي وتفاصيله ومشكلاته بعد الضربة التي تلقيناها جراء إرتفاع منسوب التوترات في المنطقة والخوف من الإنزلاق الى حرب شاملة، والتي أدت الى ضياع موسم الصيف الذي كنا نعوّل عليه كثيراً “.

أضاف الأشقر “نحن نمر بظروف استثنائية لأن الحرب هي عدو للسياحة، وكان املنا وحلمنا كبيراً ولكنه لم يتحقق، وتكبدنا خسائر كبيرة جراء كل ما حصل”.

ولفت الأشقر الى أن “وفد إتحاد النقابات السياحية طالب دولة الرئيس بتأجيل كل الضرائب والرسوم المفروضة على المؤسسات وتخفيض بعضها، وكذلك ايجارات الأرصفة المؤجرة في بيروت”.

وتابع الأشقر قائلاً “كذلك تطرقنا إلى قضية الكهرباء وهي المصيبة الكبرى لنا وللشعب اللبناني، لذلك نحن نحاول البحث في كيفية تأجيل كلّ المستحقات من خلال آلية قانونية او تخفيض البعض منها، وقد سلمنا دولته ورقة بمطالبنا بحضور وزير السياحة وسنتابع هذه القضايا مع الوزير نصار.”


قطاع المطاعم يواجه التحدّيات

كما يقول نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري، خالد نزهة، مؤكداً أن قطاع المطاعم في لبنان، “يعكس التحديات التي تواجه البلاد”.

ويشكل قطاع السهر والمطاعم والملاهي الليلية نقطة جذب متميزة في لبنان، ويشير نزهة في حديث إلى موقع “الحرة” إلى أنه “حتى الآن لا تتوفر أرقام دقيقة عن حجم الخسائر التي تكبدها هذا القطاع، إلا أن الاعتماد الأساسي كان على اللبنانيين المغتربين”، موضحاً أن الأولويات الحالية للبنانيين “تنصب على الصحة والتعليم والدواء والتموين، مما يضع قطاع المطاعم في وضع غير طبيعي”.

ويواجه قطاع المطاعم في هذه المرحلة “تحديات كبيرة بينها الحفاظ على القوى العاملة ومنع هجرة الموظفين”، وفي هذا السياق يشير نزهة إلى أنه “تم افتتاح أكثر من 50 مطعماً جديداً، استند أصحابها إلى الحركة الايجابية التي تبلورت في العام 2023، والآن تواجه هذه المشروعات تحديات كبيرة في ظل غياب الدعم الحكومي وارتفاع التكاليف التشغيلية”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us