“كارثة” تضرب الموسم السياحي في لبنان .. الخسائر تتخطّى الـ3 مليار دولار!
دائماً ما يدفع القطاع السياحي ثمن الحروب والأزمات التي تعصف بهذا البلد، فهذا القطاع الذي عانى الأمرين واستنزف طاقته إن في أزمة كورونا أو الأزمة الاقتصادية، ها هو اليوم يواجه الأسوأ!
ومع أن الخبراء قد توقعوا بداية هذا العام موسماً سياحياً مبشراً، بيد أنّ جرّ البلاد إلى ويلات الحروب والتهديدات والتهويل بضرب المطار، جمعيها عوامل ساهمت في إضعاف هذا القطاع، وفي إنكفاء السياح وإلغاء الحجوزات.
في هذا السياق، عَبَّر رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود عن أسفه الشديد لما حَلَّ بموسم الصيف و”إنقلاب الأوضاع فجأةً رأساً على عقب”، كاشفاً عن خسائر كبيرة تكبدتها مختلف القطاعات السياحية لا سيما قطاع السياحة والسفر الذي انخفضت أعماله بنسبة تخطت الـ70 في المئة.
وأشار في بيان الى خسائر كبيرة تكبّدتها الكثير من شركات السياحة والسفر التي قامت “وكعادتها” بتنظيم رحلات سياحية من لبنان الى الخارج والتي انهارت بشكلٍ شبه تام.
وقال عبود: “الموسم كان مزدهراً، وكان من المتوقع أن يتجاوز عدد الوافدين ما بين 15 و16 ألف شخص يومياً في آب الحالي، إنما اليوم الوضع بـ”الويل”، كاشفاً عن أن “أعداد الوافدين إنخفضت الى الحدود الدنيا وهي إنحصرت بشكل أساسي باللبنانيين الذين سافروا الى الخارج، فيما المغادرة من لبنان هي سيدة الموقف، حيث قام كل من أتى الى لبنان من مغتربين لبنانيين وسياح عرب الى مغادرته على عجل”.
وأضاف: “هذا الواقع أدى الى إرتفاع كبير في الطلب على تذاكر السفر من لبنان الى أي وجهة خارجية، وقد بلغ عدد المغادرين زهاء 15 ألف يومياً، وترافق ذلك مع عدم توفر عرض من قبل شركات طيران، إلا لجزء قليل من هذا الطلب، في ظل تعليق أكثر من 12 شركة طيران رحلاتها الى مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، وقد أدى كل ذلك الى حصول إرباك شديد في سوق تذاكر السفر في لبنان”.
وأوضح أن “الإرتفاع الكبير في الطلب على تذاكر السفر وعدم وجود عرضٍ كافٍ، مضاف اليه حصول إنخفاض كبير في عدد الوافدين الى لبنان، وإنخفاض ملاءة الطائرات القادمة الى نحو الثلث وكذلك الإرتفاع الكبير في أسعار بوالص التأمين على الطائرات، أدى الى إرتفاع كبير في أسعار تذاكر السفر”، موضحاً أن إحدى العوامل الأساسية التي أدت الى إرتفاع أسعار التذاكر هي تغطية الكلفة التشغيلية للطائرات التي تأتي الى لبنان بملاءة منخفضة.
وأكد عبود أن مكاتب السياحة والسفر الشرعية والتابعة للنقابة تقوم بجهود جبارة لتلبية متطلبات زبائنها ومتطلبات اللبنانيين، آملاً أن تتضح الأمور سريعاً وتستقر الأوضاع لما في ذلك مصلحة وطنية عليا للبنان واللبنانيين.
في حين أعلن رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي أن “قطاع المطاعم والسهر في سنة 2024 شهد نموًا بنسبة 15.3% عن سنة 2023، وارتفع عدد المؤسسات المطعمية النظامية من 722 سنة الـ 2023 ووصل في الـ 2024 إلى 810 في 11 منطقة سياحية أساسية في بيروت وهي: بدارو- بليس- وسط البلد – الجميزة – الحمرا – مار مخايل – مونو / السوديكو – الأشرفية – فردان – زيتونة باي”.
كما قال في بيان: “أما على صعيد لبنان، فسجل القطاع ككل نموًا بنسبة 12%.
لكن مع التطورات التي يشهدها لبنان كل يوم من تصعيد أمني لخطر اندلاع حرب شاملة، لا بد من التوضيح بالأرقام الدقيقة عن الخسائر التي تكبدّها القطاع المطعمي، من خلال المقارنة المنصفة بين شهر تموز 2023 وشهر تموز 2024 وذلك قبل استهداف الضاحية الجنوبية.
وجاءت الخسائر بعدد الأشخاص الذين ارتادوا المؤسسات السياحية على هذا الشكل وبحسب المناطق التالية:
البترون: -31%
برمانا: -30%
ضبيه والنقاش: -40%
وسط البلد: -23%
اهدن: +3%
الجميزة ومار مخايل: -34%
طرابلس: -54%
صور: -24%
أي بلغ مجموع الخسائر حوالى 30%”.
وتابع: “مع دخول شهر آب الحالي بدأت الأرقام تتدحرج أكثر فأكثر ونتوقع المزيد من الخسائر مع حالة الاستنزاف لتصل إلى 75%”.
من جهته، نعى الأمين العام لاتحاد النّقابات السّياحيّة جان بيروتي، “الموسم السّياحي في لبنان، قبل أن يبدأ”، مشيرًا إلى أنّ “الموسم السّياحي انتهى مع خسائر تفوق 3 مليار دولار في القطاع السياحي، ومع تدنّي نسبة الإشغال في الفنادق إلى ما دون الـ20 بالمئة”.
وانتقد، في حديث إذاعي، “ترهّل الدّولة الّذي يقضي على كلّ ما بناه رئيس الجمهوريّة الرّاحل فؤاد شهاب”، لافتًا إلى أنّ “المرحلة تقتضي قرارًا اقتصاديًّا خاصًّا، لأنّ الزّمن مفتوح على حرب الاستنزاف”. ودعا رئيس الوزراء إلى “عقد اجتماع مع المجلس الأعلى للسّياحة، للوقوف على الواقع السّياحي، ليُصار إلى إعفاء القطاع السّياحي من الغرامات ولتأجيل دفع التّسويات”.
إذاً، ها هو القطاع السياحي يدفع الثمن الأوّل للحرب وللتهديدات وبعدما كان التعويل على موسم مزدهر، ها هي الخسائر تتصدّر المشاهد!
مواضيع ذات صلة :
كم بلغ عدد الشهداء والجرحى منذ بدء الحرب؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | إنقسام في كواليس الفريق الممانع بين مَن يدعو إلى مواصلة الحرب ومَن يعترف بصعوبة الوضع |