“لا مطار ولا مرفأ” .. العتمة ستشمل كل شيء في لبنان!

لبنان 17 آب, 2024

تتزاحم الأزمات على سلّم الخطورة في لبنان. ففيما يرزح البلد تحت التهديد بحرب شاملة تُنذر بعواقب كارثيّة، تتكدّس الملفات التي تُفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها المواطنون. فإلى جانب المخاوف الغذائيّة والأمنيّة، برزت مجددًا إلى الواجهة مشكلة “العتمة الشاملة” التي اعتاد اللبنانيّون ربّما سماعها، بين الحين والآخر.

وفي جديد هذا الواقع “المظلم”، أعلنت مؤسسة “كهرباء لبنان”، في بيان، أنه “إلحاقاً ببياني المؤسسة تاريخ 07/08/2024 وتاريخ 27/07/2024، ولحين تبيان ما ستؤول إليه الأمور في ما خص مساعي الجهات المعنية لمعالجة مسألة تزويد مادة الغاز أويل لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، أكان من خلال اتفاقية المبادلة العراقية أو غيرها من المصادر، وبعد استنفاذ جميع الإجراءات الاحترازية الممكن اتخاذها من قبل مؤسسة كهرباء لبنان من أجل إطالة فترة إنتاج الطاقة بأقصى حدودها الدنيا الممكنة، في ظل الظروف الحالية المختلفة، تفيد مؤسسة كهرباء لبنان بأنه قد تم خروج قسريًا ظهر اليوم الواقع فيه 17/08/2024، آخر مجموعة إنتاجية لمعمل الزهراني متبقية على الشبكة الكهربائية عن الخدمة بالكامل، وذلك جراء نفاذ خزين المعمل من مادة الغاز أويل بالكامل، ما أدى بنتيجته إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائي كليًا على جميع الأراضي اللبنانية بما فيها المرافق الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، سجون، إلخ)”.

وأضافت: “ستقوم المؤسسة مجدّداً بإعادة تشغيل المجموعات التي وضعت خارج الخدمة قسريًا، بما يتجانس مع الخزين الذي سيتوفر لديها بعد تأمين مادة الغاز أويل لصالحها، ليتم من ثم إعادة التيار الكهربائي والتغذية تدريجيًا إلى ما كانت عليها. وعليه، ستبقي مؤسسة كهرباء لبنان جميع المواطنين الكرام على بينة بأية مستجدات فيما خص التغذية بالتيار الكهربائي، وذلك عبر بيانات لاحقة بهذا الشأن”.

وفي تعليق على هذه التطورات قال رئيس مطار بيروت الدولي فادي الحسن عند سؤاله عن خطر العتمة في المطار في الساعات الآتية لـ”النهار”: لا أريد استباق الأمور، ولا أعتقد أنّ الأزمة ستبقى على ما هي عليها”.
في حين أكّد للعربية:”نحن نؤمّن الكهرباء عبر مولّدات ونأمل ألا تطول الأزمة”

وكانت صحيفة “اللواء” قد أفادت بأنّ البلاد تواجه أزمة حادة اليوم إذا لم يتم تأمين الفيول، فتتوقف التغذية عن المرافق العامة، على خلفية عدم اجتماع مجلس إدارة الكهرباء، بسبب وجود رئيس مجلس الإدارة كمال حايك في إجازة.

ولفتت الصحيفة إلى أنّه “كان من المفترض أن يجتمع مجلس الإدارة، ويقرر تخصيص ما يلزم من أموال موجودة لدى المؤسسة لشراء الفيول من السوق المحلي، بانتظار وصول الفيول العراقي، لكن هذا الأمر لم يحصل، مما ضاعف من المخاوف”.

في ضوء هذه التطورات، برز اليوم طلب وجّهه وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، إلى مؤسسة كهرباء لبنان والمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، لوضع إنتاج المصلحة من المعامل المائية والتي تتراوح بين 80 و100 ميغاواط على الشبكة العامة لكهرباء لبنان لتأمين الطاقة اللازمة لخطوط الخدمات العامة العائدة للمرافق العامة ومحطات ضخ المياه ومحطات الصرف الصحي.

وجاء ذلك في إطار مواكبة فياض لأزمة توقف المعامل الحرارية العائدة لمؤسسة كهرباء لبنان، وبانتظار معالجة مشكلة تأمين الفيول العراقي الناجمة عن المستحقات المالية المتوجبة بذمة الجانب اللبناني وفتح الاعتمادات اللازمة لذلك.

يُذكر أن وزارة الطاقة تسعى بالتوازي إلى تأمين كميات من الديزل أويل لتشغيل المعامل الحرارية من المخزون العائد للجيش اللبناني في منشآت النفط، على أن تتولى مؤسسة كهرباء لبنان تسديد قيمة هذه الكميات وفقًا للأصول المعمول بها في أنظمتها.

كما يشار إلى أنّ وزير الطاقة كان قد أوضح الأسبوع الماضي، إثر اجتماع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنّ “المشكلة الرئيسية اليوم أنّ تنفيذ العقد مع العراق الذي بموجبه نستطيع تأمين 600 ميغاواط كهرباء، يتم تأخير تنفيذه بسبب التحويلات المالية”.

وطالب فياض بأن يقر قانون في المجلس النيابي، لكي يكون هناك غطاء قانوني ليستطيع تنفيذ هذه التحويلات.

أضاف: “هناك مرحلة صعبة ودقيقة، ونحن نبحث إمكانية أن يكون هناك إجراء استثنائي لتأمين كمية إضافية من الفيول قبل التاريخ المتوقع، وهذا هو الحل الذي نعمل عليه، ويمكن أن نستطيع تمريره من خلال الحكومة”.

كذلك لفت فياض إلى أنّ الناس تعاني من الإجراءات الناتجة عن تأخر شحنات النفط العراقي، فكهرباء لبنان تنتج اليوم نحو 200 ميغاواط بدلًا من 600 ميغاواط وكلكم تشعرون بالفرق في التغذية في منازلكم، والمجلس لا يجتمع لتشريع الضرورة والتأخير الأساسي ناتج عن هذا الأمر، ونحن على مستوى الحكومة نقوم بكل ما نستطيعه لتسيير هذه الأمور”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us