مطار بيروت يواجه الأزمات.. والعين على “القليعات”!
في كل أزمة يواجهها مطار بيروت، يعود الحديث مجدداً عن تأهيل وتشغيل مطار رينيه معوض الدولي المعروف بمطار القليعات، هذا المطار الذي تحوّل إلى مركز عسكري بعدما همشته السياسة التي تنأى بنفسها عن أيّ إنماء متوازن.
وفي ظلّ التهديدات الإسرائيلية المتتالية للمطار، وتقاذف الردود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وما نتج عن ذلك من إلغاء رحلات وتعليق للطيران، باتت الحاجة ملحة لمطار ثانٍ.
علماً أنّ هذه الحاجة تظهر أيضاً في الأيام الذهبية، حيث يعاني مطار بيروت من ازدحام وتكثر الشكاوى من قبل الوافدين.
وطبعاً مطار القليعات لن يكون بديلاً عن مطار بيروت الدولي، بل سيكون مسانداً له، وسيسمح بإنعاش القطاع السياحي أكثر.
في هذا السياق، كانت كتلة تجدّد قد وقعت على اقتراح قانون المحامي مجد حرب حول تشغيل مطار القليعات.
وبعد التوقيع، أشار المحامي مجد حرب إلى أن استحداث مطارات أخرى في لبنان بدأ، لافتاً إلى أن النواب أمام اختبار جدّي بالتوقيع على القانون والتصويت عليه عندما يُطرح في الجلسة.
من جهته، قال النائب ميشال معوض: “مطار رفيق الحريري واقع في منطقة خطيرة معرضة للقصف الإسرائيلي ووقوعه تحت سيطرة الميليشيات، لذلك هناك حاجة لمطارات أخرى للقيام بالإنماء المتوازن وتأمين فرص العمل”.
أضاف: “وقّعنا على إقتراح قانون المحامي مجد حرب لتشغيل المطار والمبادرة التي يجب ان تحصل هي الذهاب الى مجلس النواب لفتح الاعتمادات كي يتم تشغيل المطارات”.
وتابع: “نكرر رفضنا للحرب القائمة وهي حرب الآخرين على أرضنا وهي ليست حرباً لدعم غزّة إنّما لدعم إيران ووجودها في المنطقة”.
أما النائب أشرف ريفي فأكد من جانبه أن حزب الله أخذ البلاد إلى حرب مدمرة، مشيرا إلى أنه لو كان مكوّنًا لبنانيًا كان يجب عليه عدم الذهاب إليها من دون الرجوع الى الدولة والدستور.
وعن إنشاء مطارات، رأى أنه من حقهم إنشاء مطارات ومرافىء أخرى ولا أحد يمنعهم من ذلك.
وكان المحامي مجد حرب قد عقد في وقت سابق مؤتمرا صحافيا تناول فيه إقتراح قانون معجلا مكررا لتأهيل مطارات جديدة بهدف الاستعمال المدني.
وأشار حرب إلى أن الملاحة الجوية لا تملك الشروط اللازمة في “مطار بيروت”، مشددا على أن لا ضرورة أعلى من استصلاح المطارات للإستخدام المدني.
ورأى أن المواطنين يدفعون ثمن سياسات الدولة، لافتا إلى أن هناك فريقا مؤمنا بالمؤسّسات ويعمل على المواجهة ولكن الناس يئسوا.
وأضاف: “سأبدأ بجولة على الكتل النيابية لطرح اقتراح قانون معجّل مكرّر لاستصلاح مطارات للاستخدام المدني إلى جانب مطار بيروت الدولي”.
وأشار إلى أن الاشتباكات التي حصلت في 7 أيار أدت إلى قطع طريق المطار ما منع هبوط الطائرات حفاظا على سلامتها.
وأكد أن القدرة الاستيعابية لمطار بيروت لم تعد كافية لذلك من الضروري إعادة تأهيل مطارات أخرى.
وطالب بتخصيص أموال لتوسيع المطارات وتجهيزها وإستصلاحها وفتح مطارات أخرى، مشيرا إلى أن الامر يُوفّر فرص عمل للشباب اللبناني.
أين ملف مطار القليعات اليوم؟
للإجابة على هذا السؤال، كشف رئيس لجنة الأشغال النيابية سجيع عطية لـ”المركزية” ان “ملف المطار جاهز على طاولة وزير الأشغال، وما عليه إلا ان يوقعه ويبدأ بأعمال التأهيل والتجهيز”، مؤكداً ان “التمويل متوفر على مبدأ الـBOt ولا مشكلة في هذا المجال، حيث ان هناك شركات تموِّل وتُشغِّل هذا القطاع. لكن نحتاج الى السياسة كي تسهل الأمر”.
وأضاف: “وضِع المشروع على السكّة وكنا في صدد إنجازه، إلا ان الحرب في غزة وعلى الجبهة الجنوبية للبنان فرملته. لكن بعد انتهائها سنعيد العمل عليه”، مشددا على ان “الملف سيعاد تحريكه من دون أدنى شك، وليس هناك أي موانع او عوائق أمامه، لأنه حاجة وطنية واقتصادية. كما ان الملف جاهز وليس لدى اي طرف حجة لعدم توقيعه. الحكومة اتخذت القرار بتشغيله والجميع موافق، والملف أصبح لدى وزير الأشغال لإجراء المناقصات اللازمة وتشغيله، فقط لا غير”، لافتاً إلى ان “في حال سارت الامور على السكة الصحيحة، وتمّ تلزيمه، يحتاج إلى عام كحد اقصى لإعادة تشغيله، لأن المطار أصلاً جاهز بنسبة 70 في المئة”.
وأشار عطية إلى أهمية المطار من ناحية “تشغيل اليد العاملة وتنمية الزراعة وتوفير الشحن، لأن مطار بيروت لم يعد يستوعب، البنى التحتية ضعيفة، ولبنان يحتاج إلى مدخل ثانٍ. لا يوجد بلد في العالم من دون مطارَين أو أكثر، حتى قبرص فيها 6 مطارات رغم ان مساحة البلاد أصغر من لبنان، وفي سوريا 40 مطاراً”.
وأوضح: “في حال تمّ تشغيله، لن ينافس مطار بيروت بل سيكمّله. قد يُستَخدم في البداية للشحن والسياحة والرحلات القصيرة. وهذا ما سيؤدي إلى زيادة عدد السياح والانفتاح على مناطق جديدة. لذلك فهو مطلب عام مهم وضروري وله أهمية اقتصادية ومالية وسياحية”.
مواضيع ذات صلة :
نديم الجميّل: على الحزب الاعتراف بأنه أخطأ بكل السردية | السعودية تُحبط محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب الكبتاغون | هل اقترب إعلان وقف إطلاق النار؟ |