الرئاسة مؤجّلة حتى إشعار “غير مسمّى”.. هل يعود الحراك بدفع أميركيّ؟
بعد أن انشغل اللبنانيّون خلال الأيام الماضية بحرب الجنوب والعتمة الشاملة، تراجع الاهتمام المحلي بملف الاستحقاق الرئاسي الذي لم يعد في سلّم الأولويات في ظلّ تزاحم الأزمات التي يمرّ بها البلد، والذي يعيش على وقع نتائج مفاوضات الهدنة في غزة.
وبحسب مصادر رسمية متابعة، هذه التطورات التي شهدتها المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة، سواء بالتصعيد العسكري أو استئناف مفاوضات الهدنة المؤقتة في غزة، جعلت الاستحقاق الرئاسي مؤجلًا إلى إشعار آخر غير مسمّى، قد يطول إلى ما بعد انتهاء المفاوضات –إذا نجحت- وبدء تطبيق ما يتم الاتفاق عليه في المرحلة الأولى تبعًا لالتزام إسرائيل وعدم تنصّلها منه، بحسب صحيفة “اللواء”.
وهدنة الشهر ونصف الشهر المطروحة، تعني، إذا تم تنفيذها، وقف إطلاق النار مؤقتًا أيضًا في جبهة الجنوب، لكن تكون قد اقتربت الانتخابات الرئاسية الأميركية أوائل تشرين الثاني المقبل، والتي قد تجمّد البحث في أمور الشرق الأوسط كلها، لحين ظهور نتائج الانتخابات ومعرفة توجهات الإدارة الأميركية الجديدة التي تتسلم مهامها مطلع العام 2025، وعلى هذا كل شيء معلّق على ما ستسفر عنه مفاوضات الدوحة، ومن ثم الانتخابات الرئاسية الأميركية، وعلى هذا قد يدخل لبنان إما في ربيع هادئ وإما متفجّر مجددًا.
وفيما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة اليوم للبحث في مسودة قرار التمديد لـ “اليونيفيل” في جنوب لبنان وصيغته، أكدت مصادر دبلوماسية في نيويورك لـ “اللواء” أن أي أمر يخص لبنان الآن غير تهدئة الجبهة الجنوبية والتجديد لـ “اليونيفيل” غير مطروح في الأمم المتحدة أو لدى الإدارة الأميركية، لكن لا يعلم أحد متى يتم تحريك ملف الرئاسة، في حال تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة ما ينعكس فورًا على جبهة الجنوب، ما قد يعيد البحث في الاستحقاق الرئاسي بدفع أميركي ولو طالت المهلة قليلًا.
كذلك أفادت مصادر سياسية مطلعة لـ “اللواء” بأن لا عودة حالية للحديث في ملف الاستحقاق الرئاسي، حتى وإن حضر في مواقف رجال الدين، واعتبرت أن الحراك الرئاسي المنشود معلّق، ما يعزز التأكيد أنه مرتبط بالواقع الراهن، مشيرة إلى أنه لا يزال الكلام المتداول من أنّ عدم ظهور مؤشرات في شهر أيلول المقبل، يعني بالمختصر أن الرئاسة في لبنان طارت.
وقالت المصادر إنه لا يمكن الحديث منذ الآن عن هذا السيناريو، وذلك في انتظار تبلور مشهد غزة والجنوب.
مواضيع ذات صلة :
سيدة الجبل: لتحرير الاستحقاق الرئاسي من قبضة “الحزب – أمل” | اسمان فقط للرئاسة | الحوار قبل الاستحقاق الرئاسي ينسف عملية الإنتخاب .. والدستور سلاح في معركة المعارضة بوجه الهرطقات |