“العد العكسي” للرد بدأ.. ودول “صديقة” تحذّر “الحزب”!
مع عودة الأجواء التشاؤمية حول وقف النار في غزة، عادت المخاوف من انفجار كبير في المنطقة، في ظل توقعات باقتراب رد طهران وحزب الله على عمليتي الاغتيال في طهران والضاحية الجنوبية، بعدما ثبت ان واشنطن “تشتري الوقت”.
وفي هذا السياق، نقل مسؤول لبناني عن مصدر ديبلوماسي غربي أنّ بلاده باتت مقتنعة بأنّ “العد العكسي” للرد من قبل حزب الله وطهران على “اسرائيل” قد بدأ، بعد أن منح الطرفان الوقت الكافي لمسار التفاوض حول غزة.
في حين أفادت مصادر مطلعة أنّ بعض الدول الحليفة للحزب وجهت رسائل واضحة لحارة حريك تقول بأن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يريد جر المنطقة كلها الى الحرب.
وبحسب المصادر فإنّ هذه الدول طلبت من الحزب، كما طلبت من ايران في وقت سابق، عدم الذهاب نحو ردود غير محسوبة، لأنّ أيّ رد غير مدروس سيأخذه نتنياهو ذريعة للقيام بعمليات عسكرية تصعيدية في لبنان ما قد يجر المنطقة الى اشتباك اقليمي كبير.
إسرائيل: الانتظار هو الأسوأ
إلى ذلك أكدت وسائل إعلام “إسرائيلية” أنّ “الانتظار اسوأ من اي شيء آخر، فـ”تهديدات حزب الله والانتظار الذي لا ينتهي للرد الإيراني، يمكن أن يُفقد المستوطنين صوابهم”.
ورأت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “التقديرات تشير إلى أن حزب الله سيهاجم، وأنه ينتظر فقط الوقت المناسب”.
وأشارت إلى “أنه بالإضافة إلى القلق على مصير الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، ورغبة المستوطنين في العودة إلى مستوطناتهم التي أخرجوا منها، فإنّ إسرائيل في انتظارها للرد تواجه واقعاً غير منطقي يصل إلى حدود الهلوسة، لافتةً إلى “أنّ الانتظار في حالة من عدم اليقين هو وقود القلق”.
وأكدت الصحيفة “أنّ مسؤولين أمنيين كبارا حذّروا في اجتماع “الكابينت” السياسي – الأمني، الذي عُقد يوم الخميس الماضي، من ان انتقام إيران أو حزب الله ليس لزاماً أن يتضمن هجوماً صاروخياً وهجمات بطائرات مسيّرة، بل أيضًا محاولات اغتيال وزراء وأعضاء “كنيست”، وضباط كبار في “الجيش الإسرائيلي”، ومسؤولين سابقين في “الموساد” و”الشاباك”.
وعلى هذا الأساس، رفع جهاز الأمن العام “الإسرائيلي – الشاباك” درجة استنفاره، وأصدر في الوقت نفسه تعليمات صارمة لجميع الهيئات ذات الصلة بـ”زيادة اليقظة” لدى الشخصيات المهددة، مشيراً إلى “أنّ التقدير هو أن استهداف مسؤول “إسرائيلي” سيعدّ إنجازاً كبيراً”.
وبحسب هذه المعلومات، فإن الوزير اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، الذي يقوم باستفزازات في المسجد الأقصى، تلقى تحذيرات مضاعفة وتكلم في جلسة الحكومة الأخيرة عن مضاعفة الحراسة عليه.
وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة “الإسرائيلية” ذاتها عن مصادر خاصة بها في الجهاز الأمني، تشاؤمها بنتيجة الاتصالات الجارية في الدوحة والقاهرة، وتأكيدها على ضرورة السعي للتوصل إلى اتفاق.
إيران: الرد آتٍ
من ناحيتها رفضت طهران مجدداً الربط بين المفاوضات الرامية إلى التوصل لهدنة في حرب غزة، والرد على إسرائيل بعد اغتيال رئيس حركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمر صحافي، إنه “لا شك في ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة”.
ونفى كنعاني حضور إيران في المفاوضات، أو أي خطة لحضورها. ولفت إلى أن بلاده “ترحب بكل جهد صادق لوقف إطلاق النار”، لكنه أبدى شكوكاً في نيات الولايات المتحدة.
وقال كنعاني: “دعمنا المفاوضات، ونتشاور وأطراف إقليمية، رغم أن لدينا انتقادات لأفعال الأميركيين”.
وألقى بالكرة في ملعب الأميركيين والإسرائيليين على حد سواء، قائلاً: “يجب على الحكومة الأميركية أن تُظهر ما إذا كان هدفها من المفاوضات هو المناورة للحصول على مكاسب سياسية، وشراء الوقت للنظام الإسرائيلي لمواصلة القتل، أم إنها تسعى فعلاً لتحقيق وقف إطلاق النار”.
وقلل كنعاني من تقارير أشارت إلى أن إيران قد تتخلى عن حقها في الانتقام لاغتيال إسماعيل هنية في طهران بعد ساعات من حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قبل 3 أسابيع.
وقال كنعاني للصحافيين إن “هذه المسألة لا علاقة مباشرة لها بالحق المشروع لإيران في معاقبة المعتدي والرد على العدوان، فهاتان مسألتان منفصلتان، وليست بينهما علاقة مباشرة”، مضيفاً: “إننا لا نسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة ونؤكد في الوقت نفسه على حق إيران الطبيعي في استيفاء حقوقها ومعاقبة المعتدي، وسنستخدمه في الوقت المناسب”.
مواضيع ذات صلة :
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | صفقة بين ترامب والأسد تقطع السلاح عن “الحزب”؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد |