ما بين “اللا حرب” و”اللا سلم”.. كرّ وفرّ ميدانيّ وترقّب لمسار الأوضاع!
ما بين تصعيد وتهدئة نسبيّة يتراوح الوضع الميداني خلال الفترة الأخيرة في جنوب لبنان، لا سيما في ظلّ المفاوضات التي كانت دائرة حول وقف إطلاق النار في غزة، وإمكانية انسحاب الاتفاق إلى الجبهة المشتعلة بين إسرائيل وحزب الله.
في ظلّ هذا الواقع، رأى مصدر متابع لـ”الأنباء” الكويتية” أنّ “الوضع الميداني على الحدود اللبنانية مرشح للاستمرار على ما هو عليه بين كر وفر في الميدان. تصعيد يعقبه تراجع في العمليات، إذ لا نية لأحد لتسهيل فرص الحل. وكل الأطراف عاجزة عن تحقيق نصر ناجز، وفي الوقت عينه لا تستطيع أن تقدم أي تنازلات”.
وقال المصدر: “هناك من يرى أنه إذا كانت المعارك استمرت أكثر من 10 أشهر من دون حصول أي تغيير في موازين السياسة الإقليمية، فيمكن بالتالي إبقاء الوضع لشهر أو أشهر إضافية، إلى أن يصبح أحد الفرقاء قادرًا على فرض حل. توازيًا يلجأ حزب الله في إطار الحرب النفسية إلى الإيحاء بأن الرد حاصل خلال ساعات، ليعود ويقول إنّ هذا الرد يمكن أن ينتظر وسيحصل في نهاية المطاف”.
“اللا حرب واللا سلم”!
واعتبر المصدر أن شعار “اللا حرب واللا سلم”، قد يكون هو عنوان الأسابيع المقبلة، بحيث يحاول كل فريق الحفاظ على عدم تجاوز المواجهات للسقوف التي يمكن أن تجر الطرفين إلى مواجهة أوسع”.
في السياق عينه، يبرز اليوم السؤال الآتي: “هل دارت بوصلة الحرب التدميرية إلى الشمال، مع تكتيك للجيش الاسرائيلي، ضمن استراتيجية استمرار الحرب هناك حتى إخضاع حماس، أو تصفية الحساب الكامل مع قيادتها”.
بحسب صحيفة “اللواء”، السؤال، لم يكتسب مشروعية من سياق الوضع الميداني وحسب، بل من معطيات تبدأ بإخفاق مفاوضات الهدنة في غزة، ومغادرة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من دون أي موقف يتعلق بالمسار التفاوضي، فضلًا عن تصاعد العمليات الميدانية إلى درجة أن من يشاهد مسار الاغتيالات، وردود “الحزب”، وتوسع الجبهة في العمق الإسرائيلي أو باتجاه البقاع، لا يتردد في القول إن الحرب واقعة بين لحظة ولحظة.
مسار جديد للأوضاع!
في هذا الإطار، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أنّ ما من تأكيدات واضحة بشأن مصير مجريات المواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله وبالتالي فإن التصعيد الحاصل حاليًا يوحي بأن الأوضاع سلكت مسارًا جديدًا ما يعني أن جميع الاحتمالات واردة، وعلى الرغم من ذلك ما من توجُّه حازم ولا يزال الانتظار قائمًا، حتى أن الاتصالات الدبلوماسية للحؤول دون انحدار الأوضاع لم تُعلّق.
وقالت المصادر إن هاجس الحرب لم يتبدد، وإن المواقف السياسية عكست ذلك، مع العلم أن المواقف شيء والتقديرات شيء آخر، وفي هذا الوقت تتواصل المواكبة الرسمية لأي طارئ تحسبًا لأي سيناريو، مشيرة إلى أن لا شيء فوق العادة، إنما تجهيزات استباقية.
وحسب مصادر سياسية متابعة، فإزاء التصعيد العسكري الإسرائيلي المتدرّج في جبهة الجنوب واستهداف المدنيين أكثر والتوغل بالغارات في عمق البقاع أكثر، وقرب الرد على اغتيال القائد العسكري في “حزب الله” فؤاد شكر في حال التأكد من فشل مفاوضات التهدئة في غزة، يصبح الكلام الأميركي والغربي عمومًا عن “الحرص على استقرار لبنان والمسعى لتطبيق القرار 1701 من جانبي الحدود لا من جانب لبنان فقط “حبرًا على ورق أو كلام في الهواء للاسترضاء”.
وعلى هذا، أضافت المصادر السياسية: في حال فشلت مفاوضات غزة، قد يزور هوكشتاين لبنان مجددًا في محاولة جديدة للضغط على لبنان لمنع أي رد على الاغتيالات الإسرائيلية، وقد لا يحمل جديدًا حول ترتيب الحدود البرية.. وهناك احتمال أن لا يزور هوكشتاين لبنان إذا انفجر الوضع مباشرة بعد نعي مفاوضات غزة، وانتقلت إسرائيل إلى التصعيد في الجنوب، وإذا حصل ردّ بالمقابل على الاغتيالات. لذلك باتت المسألة مسألة ساعات ربما وليس أيامًا لتبيان مسار الوضع.
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة | هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو |