إسرائيل “تُفاوض بالنار”.. تصعيدٌ في جنوب لبنان وتغيير في “الاستراتيجيّة”!
بعد التصعيد الإسرائيلي في العمق اللبناني، والاستهداف الذي طال منطقة البقاع موقعًا عددًا من القتلى وعشرات الجرحى، إلى جانب مواصلة عمليات الاغتيال التي تطال عناصر من “حزب الله”، وأخرى يستهدف فيها ما بين الحين والآخر، قيادات فلسطينية في “فتح” و”حماس”، وآخرها تلك التي طالت أمس الضابط المتقاعد في حركة “فتح” خليل المقدح، شقيق القيادي بالحركة منير المقدح، تتّجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه مجريات الأحداث والتطورات في الميدان، وما إن كان سيؤدي هذا التصعيد في النهاية إلى حرب شاملة أو حلّ يُنقذ المنطقة من عواقب كارثية.
تطورات ميدانية
في آخر التطورات الميدانية في جنوب لبنان، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي بعد منتصف الليل، على أطراف بلدتي الناقورة وعيتا الشعب.
كما أغار بعد منتصف الليل أيضًا، على كوثرية السياد لجهة بلدة تفاحتا، ولم يسجل وقوع إصابات.
فيما قصفت المدفعية الإسرائيلية الثقيلة بعشرات القذائف، أطراف بلدات رامية والناقورة وجبلي اللبونة والعلام في القطاع الغربي.
كما أطلق الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.
مع الإشارة إلى أن الطيران الاستطلاعي استمر بالتحليق فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط طوال الليل وحتى الصباح.
بالمقابل، أعلن “حزب الله” في بيان، أنّه استهدف عند الساعة 7:00 من صباح اليوم، ثكنة برانيت بقذائف المدفعية الثقيلة وأصابها إصابة مباشرة.
إسرائيل تريد التفاوض بالنار!
إلى ذلك، رأى مصدر أمني لبناني غير رسمي أنه “لطالما كانت إسرائيل تنفذ غارات جوية على أهداف في جنوب لبنان، خصوصًا في المناطق الحدودية، بذريعة استهداف مواقع عسكرية لحزب الله. ولكن مع امتداد هذه الغارات لتصل إلى البقاع، يبدو أن هناك تغييرًا في الاستراتيجية الإسرائيلية يستدعي التوقف عنده”.
المصدر قال لـ”الأنباء” الكويتية: “يمكن تفسير توسيع نطاق الضربات الجوية وصولًا إلى البقاع بعوامل عدة. أولًا، قد تكون إسرائيل تسعى إلى استهداف مواقع جديدة لحزب الله خارج الجنوب، في محاولة لتقويض أي تهديد محتمل من تلك المناطق. ثانيًا، يمكن أن يكون هذا التصعيد رسالة قوية إلى لبنان والجهات الدولية بأنّ إسرائيل لن تتوانى عن استخدام القوة في أي جزء من الأراضي اللبنانية إذا ما شعرت بتهديدات أمنية. ثالثًا، كون إسرائيل تعتبر أن المخزون الأساسي من سلاح الصواريخ لا سيما الدقيقة منها، موجود في هذه المنطقة”.
كذلك أوضح المصدر أنه “من المتوقع أن يؤدي هذا التوسع في الضربات إلى تصعيد جديد في التوترات بين إسرائيل وحزب الله، ما قد يجرّ لبنان إلى مواجهة جديدة قد تكون لها تداعيات خطيرة على استقراره الداخلي. كما أنّ هذا التصعيد قد يدفع أطرافًا إقليمية أخرى إلى التدخل، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة. وعلى ما يبدو فإنّ إسرائيل تريد أن تفاوض بالنار حول اليوم التالي للحرب، إن في قطاع غزة أو في جنوب لبنان”.
لا مؤشرات جدّية على اندلاع حرب واسعة!
بالمقابل، كشف مرجع سياسي لصحيفة “الجمهورية” أن لا معطيات حقيقية ولا مؤشرات جدّية على اندلاع حرب واسعة في المنطقة خلافًا لما تم تداوله على نطاق واسع أمس الأربعاء.
واعتبر المرجع أن هناك تهويلًا مبالغًا به هدفه الضغط على “حزب الله” لثنيه عن تنفيذ ردّه على اغتيال إسرائيل قائده العسكري فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، وأضاف: “نحن أصلًا في جو حرب، وبالتالي فإن فكرة الانزلاق موجودة لدى كل من إسرائيل و”حزب الله”. أما بالنسبة إلى ما يحكى عن انتقال التركيز الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان فله أسبابه، إذ أن واقع الجبهة في غزة تحول من العمليات الاستراتيجية إلى عمليات تكتيكية وحرب استنزاف”.
وأوضح المرجع أن ما نشهده من تصعيد في اليومين الماضيين مررنا به في السابق، مرة بعد اغتيال القيادي الفلسطيني صالح العاروري في الضاحية، ومرة بعد اغتيال القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر. وكشف أن أسباب التصعيد تعود إلى أن “حزب الله نجح قبل أيام في تنفيذ عملية كبيرة أدت إلى إصابة ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، فردّ الإسرائيليون بغارات على البقاع، ما استوجب ردًا من الحزب على الجليل. وهكذا دواليك”.
مواضيع ذات صلة :
إسرائيل: سنواصل العمل بحزم ضد “الحزب” | برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة |