“تراجع خطير” لجهود التهدئة.. تحذيرات للبنان ورسائل “حمراء” من إسرائيل!
تتراجع أجواء التهدئة والجهود الدبلوماسيّة الساعية إلى وقف تدهور الأوضاع الميدانيّة في المنطقة، لا سيما بعد فشل التوصل إلى اتفاق خلال مفاوضات غزة في الدوحة مؤخرًا، وسط تحذيرات جديدة يتلقاها لبنان لخفض التصعيد ومنع انفجار حرب واسعة.
في هذا الإطار، كشفت أوساط معنية بمراقبة تطورات الوضع الميدانيّ والمنحى، الذي تتخذه الجهود والاتصالات الدبلوماسية الحثيثة، لمنع انفجار حرب واسعة، عن أنّ مُناخ الجهود الدبلوماسية يشهد تراجعًا خطيرًا، منذ مطلع الأسبوع الحالي.
وأوضحت هذه الأوساط لصحيفة “النهار”، أنّ التراجع أتى على خلفية التعثّر الواسع، الذي أصاب المفاوضات المتصلة بحرب غزة.
وكشفت هذه الأوساط عن أنّ لبنان الرسميّ عاد، في الأيام الأخيرة، إلى تلقي ضغوط وتحذيرات جديدة من دول متعددة، لخفض التوتر الميدانيّ والحؤول من دون تمكين إسرائيل من توظيف أيّ تطور ميدانيّ في زيادة وتيرة غاراتها وعمليات الاغتيال المنهجية.
تصعيد حتمي؟!
بدورها، تؤكد مصادر دبلوماسية لـ “المدن” أن المساعي والضغوط الدولية والإقليمية مستمرة لمنع انفجار الأوضاع. ولكن على الهامش، تتزايد النقاشات والتقديرات والتحليلات، في محاولة لاستشراف المرحلة المقبلة. بين من يحاول استعادة رسائل دولية عديدة للإشارة إلى أن التصعيد سيكون حتميًا.. ومن يستعيد حقبة الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، من حيث المؤثرات وليس لجهة المضمون أو الوقائع.
هنا تتضارب وجهات النظر مجددًا، بين من يعتبر أن التصعيد سيبقى محدودًا ومضبوطًا ومدروسًا، على قاعدة الضربات التي تحصل ويمكن أن تتكثف أو يتوسع نطاقها قليلًا. وبين من يستعيد تجارب سابقة مع الإسرائيليين، الذين قد يستغلون الوجود العسكري الأميركي في المنطقة لرفع منسوب المواجهات، ولتحقيق أهداف يعتبرون أنهم بإمكانهم تحقيقها بالاستفادة من وجود القوات الأميركية الذي لا يزال مبهمًا بالنسبة إلى كثيرين، لا سيما الذين يستبعدون اندلاع حرب كبرى.
رسائل من إسرائيل!
في السياق أيضًا، أكّد مصدر أمنيّ فلسطينيّ في بيروت، أنّ اغتيال الضابط السابق في حركة “فتح” خليل المقدح لم يكن مجرد حادثة أمنية، بل هو رسالة واضحة من إسرائيل بأنّها لن تتردد في استهداف أيّ عنصر تعتبره تهديدًا لأمنها القوميّ.
المصدر أوضح لصحيفة “الأنباء الكويتية” أنّ في ذلك إسقاط للخطوط الحمر كلّها وأنّ هذه الرسالة تحمل، في طياتها، عدة أبعاد، أوّلها التأكيد على أنّ إسرائيل لا تعتبر المخيمات الفلسطينية في لبنان خارج نطاق عملياتها العسكرية وثانيها، تصعيد الضغوط على القوى الفلسطينية، في لبنان، لزرع الفتنة بين مختلف الفصائل.
ولفت المصدر إلى مخاطر توسيع بنك الأهداف الإسرائيلية، لتشمل المخيمات الفلسطينية.
واعتبر أنّ ضم المخيمات الفلسطينية إلى بنك أهداف إسرائيل العسكرية، يمثّل خطرًا كبيرًا ليس فقط على اللاجئين الفلسطينيين، بل على الاستقرار الأمنيّ، في لبنان ككلّ.
وحذّر المصدر من استهداف المخيمات الفلسطينية، في لبنان، لا سيما مخيم عين الحلوة، الذي يعتبر عاصمة الشتات، قد يؤدي إلى كارثة إنسانية ومن أنّ أيّ استهداف للمخيمات سيزيد من معاناة هؤلاء السكان ويؤدي إلى نزوح جماعيّ يزيد من الضغط على المناطق اللبنانية المجاورة.
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة | هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو |