الحرب في الجنوب مستمرة: خسائر تقدّر بـ10 مليارات دولار… ووزارة الصحة تستعدّ للطوارئ!

لبنان 24 آب, 2024

تستمر تداعيات الحرب في الجنوب، حيث تتفاقم الخسائر المباشرة وغير المباشرة بشكل متصاعد، متسببةً في آثار مدمرة على المجتمعات والبنية التحتية.

وفي ظل هذا الوضع الحرج، تبذل السلطات جهودًا حثيثة للاستعداد لأي طارئ قد يحدث نتيجة النزاع المستمر، مع التركيز على تعزيز الأنظمة الصحية والإغاثية لضمان التصدي الفعّال لأي تحديات جديدة قد تنشأ.

خسائر مباشرة وغير مباشرة

فقد رأى أستاذ الاقتصاد في الجامعة اللبنانية الدكتور جاسم عجاقة أن للحرب وجوه كثيرة اقتصادية واجتماعية وسياسية، مؤكداً على وجوب انخراط الوزارات المعنية لدرء المخاطر عن المواطنين

وقال عجاقة في حديث لصحيفة “الأنباء الكويتية” ان البلاد تحتاج إلى مقومات للصمود في وجه رياح الحرب العاتية، والى جهوزية على المستوى الاقتصادي.

وأكد أن الحرب القائمة على الحدود الجنوبية لا تطول بتأثيراتها من هم تحت النيران الإسرائيلية، بل أن الخسائر واقعة على اللبنانيين جميعهم، ذلك أن للحرب نوعين من الخسائر المباشرة وغير المباشرة. الخسائر المباشرة هي تلك التي تطول المنازل والبنى التحتية والمؤسسات ومحطات توزيع المياه والمحاصيل الزراعية التي تتعرض لقذائف الفوسفور الأبيض الذي تستخدمه إسرائيل، فضلا عن الخسائر التي لحقت بمواسم التبغ والزيتون والإنفاق الحكومي على القطاع الصحي. كلها خسائر مباشرة وهي فاقت بحسب التقديرات حتى الآن من 3 إلى 4 مليارات دولار.

وأشار إلى عدم وجود أرقام نهائية لمعرفة حجم الخسائر المباشرة في هذا القطاع. والحديث عن الأرقام غير دقيق في ظل غياب الإحصاءات.

وشدد على أن كل الأضرار الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي تتكبدها الحكومة، والأرقام إلى اليوم غير واضحة، إنما التقديرات تشير إلى بلوغها 50 مليون دولار أميركي.

وفي الجانب المتصل بالخسائر غير المباشرة، تحدث عجاقة عن تراجع المداخيل في القطاع السياحي الذي هو قطاع حيوي يساهم في الحركة الاقتصادية ويدخل العملة الصعبة إلى لبنان. فبعد انكفاء السياح، خسر لبنان نحو 4 مليارات دولار، أضف إلى الخسائر في الفرص الاقتصادية، أي الاستثمارات والاستهلاك مع ارتفاع الأسعار التي تأكل من القدرة الشرائية. وهنا تخطينا الخمسة مليارات. هذه الخسائر غير المباشرة يحسبها الاقتصاديون على أن لبنان كله قد خسر، وليس فئة معينة من اللبنانيين التي هي بدورها تتحمل الخسائر المباشرة. ويمكن القول اننا اقتربنا من الـ 10 مليارات دولار ما بين الخسائر المباشرة وغير المباشرة.

وزير الصحة: نحضّر لأيّ طارئ

من جهته قال وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض، خلال مشاركته  في ورشة عمل الشبكة الصحية بعنوان “الجهوزية الصحية المشتركة في صيدا والجوار والخطوات القادمة”، أنّ “منذ اليوم الأول كان موقف الحكومة واضحاً وهو أننا لا نريد الحرب، وطالبنا منذ اليوم الأول بوقف فوري لإطلاق النار من غزة الى لبنان. صحيح أننا نحضر لأي طارئ ولكن هذا لا يعني اننا لا سمح الله ذاهبون الى حرب. ونتمنى ان لا نضطر لإستخدام كل هذه التحضيرات والإستعدادات التي نقوم بها، لكن للأسف بوجود عدو همجي ومن دون أي ضوابط او حدود وللأسف بدعم من بعض المجتمع الدولي صار لزاماً علينا ان نكون بأعلى درجات الجهوزية والتحضير وهذا واجبنا تجاه أهلنا ومجتمعنا”.

وأضاف: “ربما نحن في لبنان تعودنا ابان الأزمات أن يستسهل أصحاب المسؤولية ان يتحججوا بضعف الموارد حتى يقولوا اننا “مش قادرين نعمل شي”، لكن نحن في هذا الموضوع لدينا رأي آخر وهو اننا بالعكس، وقت الأزمات يصبح تحمل المسؤوليات أمراً اهم وواجباً . لذلك نعتبر أنه بالنهاية اذا لا سمح الله وقع المحظور يجب ان يكون لدينا ردة فعل جيدة وان نحسن استخدام الموارد وذلك عبر التنسيق بين جميع الأفرقاء، نحن نعتبر وزارة الصحة هي المسؤولة بشكل أساسي عن هذا القطاع وهي الجهة الناظمة له ، ولذلك منذ اليوم الأول لإندلاع الاعتداءات الاسرائيلية فعّلت الوزارة غرفة الطوارئ الصحية فيها وباشرنا بإعداد الخطط والتدريبات بالتنسيق مع كل الشركاء: المستشفيات، الصليب الأحمر اللبناني او اللجنة الدولية للصليب الأحمر او غيرها وأجرينا محاكاة على عدة مستويات”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us