تحليل الوضع الراهن: هل يشير الرد إلى نهاية التوتر أم بداية تصعيد جديد؟
بعد مرور فترة من التوترات العسكرية بين “حزب الله” وإسرائيل، تشهد المنطقة حالة من الحذر والترقب. رد “حزب الله” على الهجوم الأخير، إلى جانب الضربات الجوية الإسرائيلية اللاحقة، قد يشير إلى تطور جديد في الصراع المتصاعد. في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية، يبقى الوضع العسكري والسياسي في حالة من التقلب، مع احتمالات للتصعيد أو التهدئة حسب تطورات الأحداث.
هل يُنهي الرد الحالي حالة الانتظار؟
وذكر مصدر أمني لبناني غير رسمي ردا على سؤال لـ «الأنباء» عما اذا كان أقفل حزب الله حالة الانتظار للرد، بالقول: “منذ اغتيال فؤاد شكر، كان المشهد السياسي والأمني في لبنان والمنطقة تحت حالة ترقب، حيث كانت الأنظار متجهة نحو حزب الله لمعرفة رده على هذه العملية. وجاء الرد سريعا وبدقة عالية، ما يشير إلى أن حزب الله كان مستعدا لهذا السيناريو. لكن هل هذا الرد ينهي حالة الانتظار أم يفتح الباب على تصعيد أكبر؟ على الأرجح، أن حزب الله قد أغلق باب الانتظار بعملية أمس، إلا أن الساحة قد تبقى مفتوحة أمام ردود فعل متبادلة بحسب تطورات الموقف الميداني والسياسي”.
وحول موجة القصف الجوي الإسرائيلي، وهل هذا هو سقف الرد، أوضح المصدر: “ردا على عملية حزب الله، شنت إسرائيل موجة من القصف الجوي العنيف على مواقع في جنوب لبنان وصولا إلى أطراف البقاع. هذه الهجمات تبدو وكأنها تمثل السقف الإسرائيلي في الرد، حيث حاولت إسرائيل توجيه رسالة زعمت انها قوية، من دون الانجرار إلى حرب شاملة. ولكن يبقى السؤال مطروحا: هل ستكتفي إسرائيل بهذا القدر من الرد أم أنها ستتجه نحو تصعيد أكبر؟ هذا هو ما لا يمكن لأحد توقعه، مع حكومة المتطرفين في إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو”.
ورأى المصدر انه “وسط هذا التصعيد، تتجه الأنظار نحو القاهرة حيث تجري مفاوضات حساسة بين الأطراف المعنية. ويمكن أن يسهم التصعيد الحالي في تسريع الوصول إلى حلول سياسية، حيث قد تسعى القوى الكبرى إلى منع تفاقم الوضع ودفع الأطراف نحو تسوية تحفظ ماء الوجه للجميع. ومع ذلك، يبقى الوضع معقدا، خصوصا إذا استمرت العمليات العسكرية وتزايدت الضغوط الداخلية والدولية على الأطراف المتحاربة”.
وحذر المصدر من ان “السيناريو الأخطر الذي يمكن أن ينجم عن هذا التصعيد هو استهداف إسرائيل لأحد ضواحي بيروت او حتى العاصمة بيروت، كرد على عملية حزب الله. مثل هذا التطور قد يؤدي إلى انزلاق الأوضاع نحو مواجهة شاملة، لا تقتصر على لبنان وإسرائيل، بل قد تمتد لتشمل المنطقة بأسرها. لذا، فإن كلا الطرفين يدرك أن تجاوز هذه الحدود قد تكون له عواقب كارثية”.
وتابع المصدر: “يبدو أن التصعيد الحالي، على رغم خطورته، لا يزال ضمن حدود يمكن السيطرة عليها، وكل طرف يحاول استعراض قوته وإيصال رسائل واضحة للطرف الآخر دون الانجرار إلى حرب شاملة. ومع ذلك، فإن استمرار هذه الحالة الهشة قد يؤدي في أي لحظة إلى انفجار لا تحمد عقباه، ما يستدعي تكثيف الجهود الديبلوماسية للوصول إلى تهدئة تضمن استقرار المنطقة”.
استحالة شل الراجمات
وفي تحليل عسكري، أكد الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية مصطفى أسعد، أنه يستحيل على إسرائيل أو أي طرف آخر شل قدرة جميع الراجمات، مضيفاً في تصريحات لـ”الشرق الأوسط” أنه “من الناحية العسكرية، يمكن تدمير 50 في المائة من الراجمات والمقذوفات، لكن الباقي يستحيل التعامل معه، وبالتالي يجري اعتراض الباقي بالتكنولوجيا” في إشارةٍ إلى منظومات الدفاع الجوي وسلاح الجو.
وقال: “عسكرياً، عندما تتوسع العمليات، يستطيع الطرف الآخر أن يمتلك معطيات عبر المراقبة، وإصدار التحذيرات بكل سهولة، بمعنى أنه إذا كان حزب الله يرغب في إطلاق النار من راجمتين مثلاً، فإن رصد حركتهما استباقياً سيكون صعباً، بينما حين يقرر القصف بمائة راجمة، فإن ذلك يستدعي تحرك مقاتلين ومشاة، وسيكونون عُرضة للرصد والمتابعة، ويمكن التقاط حركتهم وكشف الراجمات خلال دقائق بفعل التكنولوجيا والمراقبة الجوية المستمرة”.
وأضاف أسعد: “واضح أن الجانب الأميركي رصد الأهداف وسلَّمها للجيش الإسرائيلي الذي قام بعملية استباقية”.
وشكّك أسعد في المزاعم الإسرائيلية حول إحباط مخطط لـ«حزب الله» لضرب أهداف في حيفا ومدن العمق، شارحاً أن ذلك “يحتاج إلى نموذج آخر من الأسلحة يجري إطلاقها، وهي لا يمكن أن تُرمى من الجنوب، بل تحتاج إلى مساحات جغرافية أكبر ومدى أوسع للإطلاق من البقاع مثلاً”، علماً بأن إسرائيل لم تنفِّذ أي ضربة، الأحد، في البقاع، كما أن”الحزب” أعلن إطلاق صواريخ “كاتيوشا”، التي تُعد قصيرة المدى، ودرج على إطلاقها خلال الأشهر الستة الماضية باتجاه أهداف إسرائيلية.
مواضيع ذات صلة :
هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو | هل يحقّ لرئيسي مجلسي النواب والوزراء التفاوض مع إسرائيل؟ خبراء يشرحون! | شقير: هناك جدية لدى حزب الله في إنهاء القتال والطابة اليوم بيد إسرائيل |