لبنان يودع سليم الحص اليوم… والتعازي مستمرة
يودع لبنان اليوم الرئيس سليم الحص، الذي تُوفي عن عمر ناهز الـ 92 عامًا. الحص، الذي شغل منصب رئيس الحكومة اللبنانية في فترتين منفصلتين، والذي ترك بصمة واضحة على الساحة السياسية اللبنانية بفضل إسهاماته الكبيرة في تطوير الدولة وتعزيز الاستقرار.
وفي تفاصيل التشييع، يُقام جناز رئيس الحكومة السابق سليم الحص، اليوم الاثنين بعد صلاة الظهر في مسجد الامام الاوزاعي ويوارى في الثرى في مدافن مقام الامام الاوزاعي.
وتقبل التعازي بعد الدفن في قاعة الدكتور محيي الدين برغوت- مسجد الخاشقجي وذلك من الساعة الرابعة بعد الظهر لغاية الساعة السابعة مساء، ويومي الثلاثاء الاربعاء من الساعة الواحدة بعد الظهر لغاية السابعة مساء، للرجال والنساء.
وأثارت وفاة دولة الرئيس سليم الحص حزناً عميقاً بين اللبنانيين، واستمر السياسيون في تقديم تعازيهم لليوم الثاني.
فرثى رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس الراحل سليم الحص، وقال: “سليم الحص هو من القلة الكبار الذين ساهموا بصنع تاريخ لبنان الحديث. هو واحدٌ من ضمائره الذي لم يكن غائباً ولا مستتراً في يوم من الأيام. بينه وبين الوطن وشعبه وقضاياه المحقة مقاومة وجهاداً وهوية وإستشهاداً لافواصل …أو نقاط …أو علامات إستفهام… أو تعجب.”
وأضاف: “سليم” في عروبته.. لبناني في الصميم.. هو صنو لبنان في إنفتاحه وإعتداله.. الوطن في قاموسه ممنوع من الصرف.”
وأردف: “فلسطين القضية والمقاومة سكنته الى آخر النبض، ندوة في العمل الوطني والقومي ولم يبدل . بيروتي رسم إبتسامة الفرح للعاصمة… حملها كما هي مملكة تتسع حدودها لتبلغ حدود الأفق. رافضاً حصرها في لعبة المد والجزر، لئلا تنقسم على ذاتها، بين من يريدها عاصمة للجميع ومن يريدها مقبرة أو رصيفاً أو مقهى على قارعة الطريق.”
بدوره، نعى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب الرئيس سليم الحص وقال: “هذا الكبير من وطن الأرز لا يشبه إلا نفسه.
عرفناه بضمير لبنان، وعرفته بداية من موقع الاختلاف في حقبة سوداء من تاريخ لبنان، ومن موقع المودة، والاحترام حيث كنت أحرص على لقائه كلما سمحت الظروف بذلك.
وأضاف:” وداعا سليم الحص الرجل الزاهد بالمناصب والمراكز والمال، المتواضع، العابر للطوائف والمذاهب، الحالم ببعض الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وليس فقط بالكثير من الحرية في لبنان، كما كان يحلو لك ان تقول”.
وتابع:” برحيلك نودع رجل دولة من الطراز الرفيع حيث لم تسع يوما” الى منصب، أو تحاول البقاء فيه على حساب قناعاتك، أو المصلحة العامة.
لقد شرفت الديبلوماسية اللبنانية، وأغنيتها بعلمك وخبرتك حين اخترت ان تكون الديبلوماسي الأول في مرحلة صعبة ودقيقة من تاريخ لبنان المعاصر”.
وختم:”سيبقى إرثك محفورًا وشامخًا في أرز لبنان، فكم تشبهه في ندرته، وشموخه وترفعه”.
وكتب المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على منصة “إكس”: لم تطلب شيئا لنفسك فكنت سليم الحص، استغنيت حتى اغتنيت، كان الوطن في ضميرك إلى ان صرت ضميره، قامة أنت لن تتكرر وهامة ما انحنت. سليم الحص، رحلت فسقط مدماك أساسي من مداميك سياسة الأخلاق. كن مطمئنا ففلسطين التي احببت هي اليوم بمتناول الغد الآتي حتما. في جنان الخلد”.
وفي إطار متصل، كتب الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيًان عن الرئيس سليم الحص: رحل ضمير لبنان… المسالم والمحاور في زمن المتاريس وغير المساوم في بناء الدولة، رحل وضميره مرتاح أنّه كان لديه شرف المحاولة في أصعب الظروف التي مرّ بها الوطن. رجل دولة لن يتكرّر”.
كذلك، كتب النائب طوني فرنجيه على منصة “إكس”: “رجل اعتدال وشفافية. هكذا عرفك اللبنانيون وهكذا نودعك اليوم، آملين أن يعلو دائما صوت الحوار والنزاهة على كلّ أصوات التعصب والفساد. الرحمة للرئيس سليم الحص والعزاء لأهله ومحبيه”.
واستذكر نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي الرئيس سليم الحص الذي مضى إلى ملاقاة وجه ربه مخلفا الذكر الطيب لرجل خدم وطنه من موقعه في رئاسة الحكومة او الوزارات التي تقلد بضمير حي ونظافة كف ونزاهة وحس إنساني مرهف ،وهو من الذين قادوا سفينة الوطن وسط الامواج المتلاطمة من كل صوب، مواجها الرياح العاتية بصبر وطول اناة، وإيمان عميق بحق الوطن والمواطن في دولة تسودها العدالة، وتكافؤ الفرص بعيدا من المحسوبية والزبائنية. ولانه لم يساوم على قناعاته، ولم يستسلم لاغراءات تحيد به عن مدار الاستقامة التي كانت عنوان حياته كان عرضة لسهام جائرة انثالت عليه دون هوادة. لكنه ظل ثابتا لم يتزحزح مكتفيا من حصاد دنياه بحب الناس واحترامهم له. يغيب سليم الحص ولبنان يغرق في ازماته المتوالدة والمتناسلة، تسوسه الفوضى ويغرقه الفساد، وشرعة الغاب وشريعتها. في يوم رحليه ،كل لبنان حزين، دامع، ويودعه خاشعا ومفتقدا لامثاله من هامات وقامات . رحمه الله رحمة واسعة وافسح له بين الابرار الصالحين من عباده.
أيضا، نعى رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمصرف الإسكان أنطوان حبيب الرئيس الراحل سليم الحص “الذي أسٌس مصرف الإسكان عام ١٩٧٧ عندما كان رئيساً للحكومة في عهد الرئيس الراحل الياس سركيس، فكانت مؤسسة مناقبية حملت رسالة الإنسان والمجتمع، أساساً لاستمرار الوطن”.
وقال حبيب في بيان: بوفاة دولة الرئيس سليم الحص يخسر لبنان واللبنانيين راية وطنية لطالما حلٌقت عالياً في الساحتين المحلية والدولية، وحمت البلاد في أدق الظروف وأخطرها على الإطلاق، بحكمته وشجاعته وحسٌه الوطني اللامحدود، حتى بات لقب “ضمير لبنان” سمة مطبوعة على جبينه وصفة تلازمه مدى التاريخ.
وأضاف: نودع دولة الرئيس سليم الحص في وقت يحتاج لبنان واللبنانيون إلى أمثاله لمواجهة هذه المرحلة الخطيرة التي تمرٌ بها البلاد وتجنيبها الكأس المرٌة التي تنتظرها إذا ما انزلقت الأوضاع الأمنية نحو الحرب الموسٌعة.
مواضيع ذات صلة :
انطلاق مراسم تشييع الحص… ميقاتي: مثالي الأعلى! | بوحبيب ناعيًا الحص: كبير من وطن الأرز لا يشبه إلا نفسه | إليكم تفاصيل تشييع الرئيس سليم الحص |