بيروت تستنفر لضمان التمديد لـ “اليونيفيل”.. ومواقف أوروبيّة داعمة للبنان
بعد أن شهدت جبهة جنوب لبنان يوم أمس تصعيدًا لافتًا، على وقع القصف المكثّف الذي شنّه الطيران الإسرائيلي تزامنًا مع العملية التي نفذها “حزب الله” مستهدفًا مواقع ومراكز عسكريّة إسرائيلية دقيقة وحساسة بحسب ما جاء في بيانه، ردًا على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر في الضاحية الجنوبيّة يوم 30 تموز/ يوليو، تتكثّف الاتصالات والجهود في محاولة لتطويق ذيول الردّ والردّ على الردّ، وضمان عدم تدهور الأوضاع نحو حرب شاملة. فيما يسعى لبنان في هذه الظروف الصعبة والخطيرة التي يمرّ بها، إلى التمديد لـ “اليونيفيل” من دون إدخال أي تعديل على القرار.
في سياق الاجتماعات التي عُقدت اليوم، اجتمع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب مع سفراء فرنسا، الصين، إسبانيا، وايطاليا والقائمَين بأعمال سفارتي روسيا والمملكة المتحدة، وذلك في إطار متابعته الحثيثة لمسار التمديد لليونيفيل، التي تنتهي ولايتها نهاية شهر آب الجاري، وعرض معهم المفاوضات الجارية حاليًا في مجلس الأمن بشأن التمديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان لسنة أخرى.
وكان بو حبيب ناقش أيضًا في اتصال هاتفي مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان مستجدات تمديد ولاية اليونيفيل.
وأعاد بو حبيب تأكيد موقف لبنان “الثابت للتمديد لليونيفيل لسنة أخرى، ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد”.
كما استقبل وزير الخارجية سفيرة قبرص لدى لبنان، وتم عرض التطورات الأمنية في لبنان والمنطقة، والمساعي الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، إضافة إلى مسألة التمديد لقوات اليونيفيل.
وكان بو حبيب تلقى اتصالًا هاتفيًا من مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عرضا خلاله التطورات الميدانية في جنوب لبنان والمنطقة.
وأعرب بوريل عن تأييده لموقف لبنان المطالب بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
فيما أسف بو حبيب وبوريل لعدم تحقيق انفراجة في الجولة الجديدة من المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والتي عقدت في القاهرة بعد الجولة الأولى في الدوحة.
وأكدا أهمية استمرار الجهود والمساعي لإيقاف إطلاق النار في غزة باعتباره المدخل الأساس لوضع حد للتصعيد الدائر في المنطقة وتجنيبها حربًا شاملة.
كذلك شدد بو حبيب على ضرورة أن يمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطًا على إسرائيل لتوقف عدوانها المستمر على لبنان وتلتزم بتنفيذ القرار 1701.
قلق إسباني على لبنان!
في السياق أيضًا، اعتبر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الإثنين، أن “التصعيد في لبنان مقلق للغاية”، مؤكدًا “الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
في وقت التقى السفير السعودي لدى لبنان، وليد بخاري، في مقر إقامته في اليرزة، السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو.
وجرى خلال اللقاء، البحث في أبرز المستجدات السياسية الحاصلة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، خصوصًا في ظلّ التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة الجنوبية، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في المجالات كافة.
يشار إلى أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كان قد ترأس اجتماعًا وزاريًا في دارته لمتابعة التطورات الميدانية في الجنوب.
وأكد رئيس الحكومة أنه يجري “سلسلة من الاتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التصعيد”، واعتبر “أن المطلوب هو تطبيق القرار 1701″، مؤكدًا “موقف لبنان دعمه للجهود الدولية التي يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة”.
وتلقى ميقاتي مساء أمس اتصالًا من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي، تم خلاله البحث في التطورات في جنوب لبنان.
وكان تشديد مشترك على أولوية وقف التوترات لمنع انفلات الوضع إلى الحرب الشاملة.
وقالت المعلومات الرسمية إن ميقاتي شدد خلال الاتصال على “أن مدخل الحل هو في تطبيق القرارات الدولية وإلزام إسرائيل بوقف خروقاتها المستمرة وتعدياتها”.