تراجع حدّة الاشتباكات بين “الحزب” وإسرائيل: أميركا “مرتاحة”.. ومصادر تستبعد توسّع”الحرب”!

تراجعت حدة الاشتباكات في جنوب لبنان، وذلك بعد التصعيد الذي سيطر على المشهد فجر الأحد، بين رد استباقي ورد على اغتيال القيادي فؤاد شكر.
وفي جديد التطورات الميدانية، استهدف القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف بلدة الوزاني، في حين تعرضت بلدة عيتا الشعب بعد منتصف الليل، لقصف مدفعي متقطع.
كذلك استهدف الطيران الحربي عند الساعة الخامسة والنصف فجرا، بلدة كفركلا بأربع غارات.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو قد أعلن أن “الهجوم الاستباقي على لبنان ليس نهاية المطاف وسنواصل لإعادة السكان”.
إلى ذلك، كشف مصدر ديبلوماسي لـ “الجمهورية” عن معلومات أميركية تفيد بأنّ واشنطن تعارض توسّع نطاق المواجهات، وأنّ الديبلوماسية الأميركية تمارس ضغوطاً كبيرة لاحتواء التصعيد في غزة والضفة”.
وأشار المصدر عينه إلى تلمّس إشارات أميركية صريحة تعكس ارتياح الإدارة الأميركية إلى انخفاض احتمالات الحرب الواسعة بين إسرائيل و”حزب الله”، وهو أمر يساعد ويرفع من احتمالات الحل الديبلوماسي. وتفيد بأنّ واشنطن ستواصل جهودها بشكّل مكثّف في هذا الاتجاه، مع تأكيدها أنّ على جميع الأطراف تجنّب القيام بأية خطوة تصعيدية من شأنها أن تؤزّم الوضع أكثر وتدفع إلى حرب واسعة لا مصلحة لأي طرف فيها”.
وفي تعليق على هذه الأجواء، قال قيادي في حزب الله “الجمهورية”: “نحن من الأساس عبّرنا عن موقفنا بأنّنا لا نريد الحرب مع جهوزيتنا الكاملة للتصدّي لأيّ استهداف إسرائيلي. وإنّنا في اسنادنا لغزة منذ بداية الحرب عليها، وصولاً إلى الردّ على اغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر. وضعنا في حسباننا بالدرجة الأولى تجنيب لبنان والمدنيِّين مخاطر القصف الإسرائيلي. ومواجهتنا ستستمر حتى وقف الحرب على غزة”.
في السياق ذكرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية أنه “على الرغم من التصعيد الأخير بين حزب الله وإسرائيل، إلا أن الافتراض بأن الحرب بين الطرفين باتت وشيكة ليس دقيقًا. فالتصعيد لا يعني بالضرورة اقتراب حرب شاملة. والجدير بالذكر أن ما يحدث بين حزب الله وإسرائيل يلفت الأنظار بعيدًا عن فلسطين. فمعركة حزب الله مع إسرائيل لا تهدف إلى دعم الفلسطينيين أو حتى حركة حماس، بل تتعلق بالحفاظ على مصالحه الخاصة. وكان بإمكان الحزب التدخل بشكل أكبر في تشرين الأوّل قبل أن تضعف إسرائيل القدرات العسكرية لحماس بشكل كبير، لكنه لم يفعل. لذا، لن يشارك حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل إلا إذا شعر بوجود تهديد وجودي”.
وأضافت الصحيفة أن “هناك حاجة ماسة للتعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بوضوح وتخطيط. التركيز على ما إذا كان التصعيد سيؤدي إلى حرب شاملة يحجب الواقع على الأرض. وهذا لا يخدم مصالح إسرائيل ولا حزب الله. وفي كثير من الأحيان، تتضمن تصريحات الطرفين تهديدات متزايدة تشير إلى أن الحرب الشاملة وشيكة. لكن كلاً من حزب الله وإسرائيل أعادا تعريف قواعد الاشتباك التي وضعاها ضمناً بعد عام 2006. ورغم الضربات المتبادلة داخل أراضي كل منهما، فإن هذا لا يعني أن هناك توجهاً نحو حرب إقليمية. التصور بأن الحرب الشاملة في الشرق الأوسط قد تندلع في أي لحظة يعكس قلقاً أعمق حول ارتباط المنطقة بصراعات قد تدفع دولاً أخرى، وخصوصاً الغربية منها، إلى التدخل”.
مواضيع ذات صلة :
![]() “الحزب”: لا داعي لجلسة وزارية لمناقشة السلاح | ![]() تقرير إسرائيلي: إيران تهرّب الأسلحة لـ”الحزب” عبر مرفأ بيروت | ![]() القرار اتُخذ بحصر السلاح… الرئيس عون: “الحزب” لا يعتزم الانجرار لحرب جديدة |