“الخماسية” تعيد “الزخم” إلى ملف الرئاسة ودعوات للتجاوب معها.. فهل اقترب موعد الإنتخابات؟
لعلّ الداخل السياسي اللبناني كان ينتظر من يحفّزه على الاستفاقة على ملفات الأزمات الداخلية المعقدة والمتراكمة، فجاءت عودة تحركات “الخماسية” تذكيراً بكارثتهم لتشكل إحدى السبل الممكنة لهذه الأزمات. حيث لا تزال البلاد ترزح تحت طغيان ساحق للملف الميداني المتمثل بالمواجهات في الجنوب بين “حزب الله” وإسرائيل منذ 11 شهراً، ولا تظهر مؤشرات جدية كافية على إمكان العودة إلى الداخل وملفاته ولو تواترت في الأيام الأخيرة بعض المعالم الخجولة في موضوع الملف الرئاسي التي لا تستند بعد إلى معطيات جدية.
قال السفير المصري علاء موسى اثر زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أمس انه بحث معه في ” أهمية إعادة الزخم مرة أخرى للملف الرئاسي لاهميته والحاجة الى التعامل معه بسرعة لأن التحديات المقبلة كبيرة للبنان ولكل المنطقة أيضاً”.
واضاف: “اتفقنا على ان في الفترة المقبلة سيتم إعادة الزخم الى الملف الرئاسي وإن كنا نحن كخماسية نولي أهمية كبيرة لهذا الملف، وطبعاً ما حدث في المنطقة وجبهة الجنوب طغيا على هذه الأمور، لكن هذا لا يعني أن هذه الأمور على أهميتها لا نبحث فيها، وإن شاء الله ستشهد الفترة المقبلة مزيداً من التحرك الإيجابي في هذا الملف”، داعيا” الأطراف اللبنانية الى التجاوب مع هذا المسعى”.
وقال:”الامر بات ملحاً لإحداث شيء ملموس في هذا الملف، وعسى الفترة المقبلة نجد سبيلا لإعادة الحوار مرة أخرى حول هذا الملف، والبحث في التفاصيل وصولا لشيء ملموس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية”.
في غضون ذلك قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي خلال زيارة رعوية لبلدة دير الأحمر :”يوماً ما ستنتهي الحرب، وسيكون لدينا رئيس للجمهورية وتستقر الأمور، وهناك مساع حثيثة لانتخاب رئيس للبنان، ورجاؤنا كبير بأن تعود الحياة الطبيعية إلى لبنان، وتنتهي الحرب، وتنتهي المأساة التي نعيشها”.
في السياق، لفتت المواقف الصادرة من اكثر من جهة، مع توجيه النائب جبران باسيل نداء للبطريرك الراعي للمبادرة، في وقت اعلن فيه السفير المصري، الذي بدا سلسلة من التحركات بهدف تحريك هذا الملف من دار الفتوى، بالتنسيق مع «خماسية باريس» انه حان الوقت للفصل بين الملف الرئاسي والوضع على الجبهة الجنوبية، تزامنا مع تحرك للمعارضة في الكواليس.
توازياً يؤكد مسؤول رسمي وعضو في حزب سياسي لـ”اللواء” أن الملف الرئاسي قد يتحرك بقوة، وقد تحصل الانتخابات اللبنانية بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية أوائل تشرين الثاني مباشرة، وليس بالضرورة الانتظار حتى تسلُّم الإدارة الجديدة في كانون الثاني.
ومن المتوقع أيضا أن تكتسب الكلمة التي سيوجّهها رئيس مجلس النواب نبيه بري غداً السبت في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر دلالات بارزة لجهة موقفه من الوضع الميداني في الجنوب وتنفيذ القرار 1701 بعد التطورات الأخيرة، كما من الأزمة الرئاسية التي يتوقع مطلعون أن يكون لبري موقفاً متطوراً منها بعد طول ترقب التزمه في الفترة الأخيرة.
في أي حال، فإن موقف القوى والكتل المعارضة من الأزمة الرئاسية سيبرز كمحور أساسي في الكلمة التي سيلقيها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بعد القداس السنوي الذي تقيمه “القوات” في “ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية” مساء الأحد المقبل الأول من أيلول في معراب.
ووصفت مصادر “القوات” كلمة جعجع بأنها ستكون “سياسية بامتياز بما تتضمنه من توصيف دقيق لواقع الحال عبر فشل السلطة، والحرب في الجنوب والانهيار والتغييب المتواصل لدور الدولة الفعلي”.
وأشارت إلى أن الكلمة ستبرز “الإصرار على مواصلة مواجهة الأمر الواقع، ومواجهة محاولات التركيع والتيئيس والترويض ورفض تعويد الناس على فكرة أن الأمور في لبنان انتهت على ما هي عليه منذ نصف قرن. كما أنها ستتضمن تشريحاً لمعنى شعار القداس “الغدُ لنا” من خلال الإصرار على قيام دولة حرة ومستقلة تعيد الاعتبار لمعنى لبنان ودوره وكرامة الإنسان والتأكيد أن اليوم التالي للحرب يجب ألا يكون كاليوم الذي سبق هذه الحرب، والرؤية لمستقبل لبنان تكون مع من يملكون هذه الرؤية وليس مع من يبقون لبنان في الفوضى والخراب”.
وأشارت المصادر “القواتية” إلى أن جعجع سيشدّد اكثر من أي وقت سابق على “ضرورة المصارحة والوضوح والشفافية وطرح الحقائق كما هي فوق الطاولة من أجل الخروج من التجربة الكارثية المستمرة منذ 50 سنة وتحديداً في الـ20 سنة الأخيرة، والتأكيد أن الحل ليس ملكاً لأي فريق، ولكن إبقاء لبنان في الفشل والفوضى ليس حقاً لأي فريق، ولذلك، يجب البحث المعمّق في التركيبة المثلى التي تعيد الاعتبار للبنان بحدوده ووحدته.
كما سيشدّد على رفض الحرب التي لم تخدم غزة ويرفضها الشعب اللبناني ولم يكن للدولة رأي فيها، وتالياً رفض بأن يفرض أي فريق لبناني تحت أي ظرف موقفه ومرشحه وأن يضع يده على رئاسة الجمهوريّة وأن يمعن في التعطيل والتزوير”.
مواضيع ذات صلة :
الإنتخابات الرئاسية: معركة الخيارات السياسية | عشية استحقاق الإنتخابات الرئاسية.. اجتماع بين كتلتي “تجدد” و”الكتائب” | “الإنتخابات الرئاسية ستحصل”.. ميقاتي: لبنان سيعبر هذه المرحلة الصعبة |