لبنان ينجح في “معركة” التجديد لـ”اليونيفيل”.. قرارٌ يعكس وجود توافق لبناني ويحمل رسائل عديدة
لوحظ تراجع نسبي في المواجهات الميدانية على الجبهة الجنوبية في لبنان مقارنة بالأيام الماضية في وقت شكل قرار مجلس الامن الدولي بتمديد عمل قوات اليونيفيل 12 شهراً إشارة إلى البقاء للقرار 1701.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«اللواء» إن لبنان نجح ايضا في «معركة» التجديد لليونيفيل- اضافة الى استناده لقوة المقاومة- بفضل وحدة الموقف السياسي الرسمي من صيغة التمديد، بحيث ان سفراء دول مجلس الامن الدولي في بيروت الذين تواصلوا مع السلطات الرسمية قبيل اقرار الصيغة النهائية لقرار التجديد، سمعوا في عين التينة نفس الموقف الذي سمعوه في السرايا الحكومية وفي وزارة الخارجية، ما مكّن رئيس البعثة اللبنانية في نيويورك السفير هادي هاشم من مواكبة النقاشات في مجلس الامن بزخم وراحة وسلاسة نتيجة عدم وجود انقسام لبناني رسمي اوسياسي.
واوضحت المصادر ان «معركة» التجديد كانت صعبة ايضا، بسبب الانقسام الدولي حول حرب اوكرانيا، فلم يمر قرار في مجلس الامن حول وقف الحرب نتيجة الخلاف الاميركي- الروسي الذي كان «فيتو» ايّاً منهما يُعطّل اي قرار. بينما مع لبنان صدر قرار التجديد لليونيفيل بالإجماع، ما يعني وجود توجه دولي كبير لمساعدة لبنان وإنقاذه مما يتخبط فيه، لكن المهم ان يبادر المسؤولون اللبنانيون الى ترتيب اوضاع البيت الداخلي اللبناني اولا عبر انتخاب رئيس للجمهورية لمعالجة كل الملفات الاخرى العالقة.
وفي هذا الاطار تكشف المصادر ان رد حزب الله المدروس سهل على لبنان تسجيل نقطة في المرمى الاسرائيلي، مع ربحه ورقة التمديد للقوات الدولية وفقا للقرار السابق دون اي تعديلات، والذي جاء بعد اتصالات مكثفة قادها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، الذي استطاع ان يكسر «حدية الادارة الاميركية» فيما خص طرح بعض التعديلات الاساسية، مرجحة ان يكون هوكشتاين قد سلف المستوى السياسي اللبناني موقفا، يرد له مع فتح صفحة المعالجات والحلول للصراع القائم، بما فيها اغلاق ملف الترسيم البري بين لبنان واسرائيل، والتي يأمل الاخير ان تكون قبل نهاية ولاية الرئيس بايدن.
رسائل التمديد
وغداة التمديد لقوات “اليونيفيل” أجمعت مصادر حكومية وديبلوماسية عبر “الجمهورية” على تأكيد ارتياح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب الى اقرار هذا التمديد باجماع مجلس الأمن الدولي الذي لم يتحقق من قبل وخصوصا ان ما كان مطروحا اثار القلق الى حين صدور القرار على رغم من حجم التطمينات التي تبلغها لبنان من أكثر من جهة لم يحجب الخوف من تعديلات كانت محتلمة في ظل الظروف التي تمر بها منطقة انتشار هذه القوات على حدود لبنان الجنوبية والتي يمكن تلخيصها بالآتي:
• شكل التمديد من دون اي تعديلات على القرار في شكله ومضمون وتوقيته رسالة واضحة من المجتمع الدولي بضرورة الحفاظ على القوة الضامنة لاي اتفاق ينهي الوضع الشاذ في الجنوب اللبناني.
• يؤكد التمديد بهذه الطريقة تقديرا دوليا للمخاطر التي شرحها لبنان نتيجة اي مس بقواعد الاشتباك التي تتحكم بعمل القوات الدولية ودورها ذلك انه لم يعد هناك اي مخرج سوى هذا القرار مدخلا لأي حل يبعد الحرب الشاملة ويعيد تنظيم العلاقة بينها والجيش اللبناني.
• لم يعد هناك من بد امام لبنان سوى تثبيت التزامه بما قال به القرار ووقف التشكيك في اهمية الرعاية الدولية وفي دور هذه القوات وضرورة تطبيق مستلزمات القرار 1701 بما يفرضه من ضوابط على اللبنانيين وخصوصا الامنية والعسكرية منها والالتزام بها مهما كانت صعبة ومؤلمة بالنسبة الى بعض القوى.
• أثبتت الحركة الديبلوماسية الدولية التي واكبت القرار الحاجة الماسة الى انتخاب رئيس للجمهورية وهو ما أظهرته التحركات التي أطلقها ممثلو الخماسية الدولية والتي تجلت بتحركات السفيرين المصري والسعودي في الساعات الاخيرة على الساحة الداخلية إضافة الى الاستعدادات الجارية لإحياء عملها على رغم من المخاوف الناجمة من قرب دخول المجتمع الدولي في مدار الانتخابات الاميركية والشلل المحتمل حتى ما بعد موعدها في الخامس من تشرين الثاني المقبل.