القصف مستمرّ في الجبهة الجنوبية… والمواقف تتوالى!
تستمر الجبهة الجنوبية في توترها، حيث لا يزال التصعيد بين إسرائيل و”حزب الله” مستمراً. فالوضع الميداني يشهد قصفاً متبادلاً بين الطرفين، مع تصاعد الهجمات من كلا الجانبين. الوضع الراهن يعكس استمرارية التوترات، مما يزيد من القلق حول الأوضاع في المنطقة.
وفي آخر التطورات، إستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي بلدتي دير سريان والطيبة في قضاء مرجعيون.
وأفادت “الوكالة الوطنية للاعلام” بإطلاق قنابل مضيئة طيلة الليل الفائت حتى الصباح فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل، وإطلاق نيران رشاشات ثقيلة فجرًا على اطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية بعشرات القذائف اطراف بلدة شمع واودية بلدة مجدل زون، وحلق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي حتى الصباح فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط.
كما تتعرض أطراف يحمر الشقيف ومجرى النهر عند الاطراف الجنوبية فيها لقصف مدفعي إسرائيلي، تسبب في اندلاع النيران التي امتدّت الى مشارف المنازل.
تزامنا، قصف “حزب الله” للمرّة الأولى منذ تصعيد الأحد الماضي، بصواريخ فلق وكاتيوشا، مواقع عسكرية إسرائيلية في الجليل.
كما استهدف “الحزب” عند الساعة 08:50 من صباح يوم السبت 31-8-2024 موقع المرج بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة”.
المواقف السياسية
في مجال آخر، اعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث لـ “الجمهورية” عن ارتياحه لتمديد مهمة قوات اليونيفيل في الجنوب، “والذي جاء باجماع اعضاء مجلس الامن الدولي، ولم يتغيّر حرف واحد ممّا وافق عليه لبنان، وفي ذلك تأكيد متجدد على القرار 1701 الذي يتمسك به لبنان ويلتزم به نصا وروحا”.
بدوره، اعتبر عضو كتلة “الكتائب اللبنانية” النائب الياس حنكش أنه “على رغم من ان التمديد لقوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) يشكل في أبعاده تجديد المظلة الدولية للحفاظ على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان، الا ان تطبيق القرار الدولي 1701 كاملا يوازي بأهميته التمديد لليونيفيل”.
وقال، في حديث لـ”الأنباء” الكويتية: “المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط وكبير مستشاريه لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين أكد في لقاءاته مع قوى المعارضة في لبنان وواشنطن، على وجود محاولة لصياغة اتفاق ما يشبه بمضمونه القرار المذكور، لكن ما يجب في المقابل الإضاءة عليه، هو ان الامم المتحدة تتعامل مع الوقائع وفقا للقرارات الراهنة، ما يعني انها مستمرة في اعتماد الـ 1701 بكل مندرجاته إلى حين صدور قرار رديف او اتفاق بديل”.
ولفت حنكش إلى ان “ما يجري اليوم في جنوب لبنان يشكل درسا للأمم المتحدة حول وجوب متابعتها تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي. اي انه لو سهرت الأمم المتحدة على تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته بما فيها الـ 1559 و1680 المعنيان بانتشار الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية وبسط نفوذه في منطقة شمال الليطاني، لما كانت قد تكررت مشهدية العنف والدمار. لكن ما حصل هو ان الأمم المتحدة اكتفت بتطبيق وقف إطلاق النار في العام 2006، الذي عاد وسقط بعد سنة ونصف سنة باجتياح بيروت في السابع من مايو 2008 نتيجة استمرار السلاح والتسلح خارج نطاق المؤسسة العسكرية والشرعية اللبنانية”.
وتابع: “كل اتفاق أممي بحاجة دائمة إلى التطوير والتنقيح تماشيا مع المتغيرات والمستجدات والتطورات. من هنا دعوة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى ضرورة مواكبتهما لأي قرار او اتفاق يصدر عنهما لضمان استمرار مفاعيله، علما ان الهم اللبناني ليس استقرار الأمن في شمال اسرائيل، بل استقرار لبنان امنيا وسياسيا عبر إيجاد حل للسلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية، خصوصا ان الجيش اللبناني قادر وحده على تحمل مسؤولياته كاملة، ويتمتع بثقة اللبنانيين جميعهم لجهة سهره على حماية الحدود والسيادة”.
من جهته، رأى النائب فادي كرم أن “رد حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر كان إنقاذيا لتفادي توسع الحرب”، معتبرا أن “الرد شكل أيضا نوعا من الإزعاج لإسرائيل ومن رد الاعتبار لحزب الله، حيث أن الحزب أصاب الهدف الإسرائيلي ولكن لم يصب الهدف العسكري”.
ولفت في حديث إلى برنامج “أحداث في حديث” عبر صوت “كل لبنان”، إلى “تقاطع والتقاء بين مصالح الأطراف الدولية والإقليمية كافة لأنها لا تريد الحرب ولكنها تريد حلا لمشاكلها الميدانية”، مؤكدا أنه “لا يمكننا الاستمرار في حالة الحرب القائمة، والمطلوب أن نبقى حياديين لمواجهة إسرائيل، لأن كل من يدخل في الحرب الحالية يصبح ذخيرة بين القوتين الاسرائيلية والإيرانية”.
ولفت كرم إلى أن “الدور الذي تقوم به المعارضة اليوم هو مواجهة سياسية حزب الله عن طريق التشريعات ومنعه من السيطرة على القرار الرسمي للبلاد، فضلا عن تحويل إدارة الدولة إلى إدارة لا مركزية”.
واعتبر أن “حزب الله خسر المعركة الخارجية وفقد عملية التوازن، لذا يسعى إلى الهجوم السياسي الداخلي على الأطراف المعارضة له”، مشيرا إلى انه “يستجدي اليوم تسوية ميدانية من الخارج لتنعكس على تسوية سياسية، لاسيما أنه يراهن على أخذ جائزة طردية من الخارج، متمثلة بالسلطة اللبنانية، بما أنه المفاوض الحالي”.
وأكد كرم أن “المفاوضات هي التي ستفرض ما إذا كانت المعارك ستتوسع أم ستضيق، لأن المفاوضات هي التي تحدد مصير الميدان”.
وعن قرار التمديد لقوات اليونيفيل، رأى كرم أنه “لم يكن مطروحا تعديل في القرار 1701 بل إن الأفكار الأميركية أو الفرنسية التي طرحت شملت توسيع مهمات اليونيفيل أكثر بإدارة عسكرية دولية وتحضيرها لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب والتهدئة والتسوية، وذلك تحت سقف القرار 1701″، متوقعا أنه مع دخولنا في مرحلة ما بعد الحرب ستمتد مهمات اليونيفيل إلى الحدود الشمالية والشرقية، مع تمكين للجيش اللبناني بقرار وغطاء سياسي للقيام بدوره على الحدود و”إلا نحن أمام تركيبة جديدة ستقسم البلاد بين الدويلة وبين الدولة”.
الجبهة أمس
وكان قد شنّ الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، هجمات جويّة استهدفت عدداً من البلدات في جنوب لبنان.
واستهدف القصف الإسرائيليّ المنطقة الواقعة بين بلدات حدّاثا ورشاف والطيري، فيما طال القصف المدفعيّ أطراف بلدة زبقين جنوبي لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف بالمدفعية مناطق إطلاق صواريخ في شبعا وقصف مبنى لحزب الله في طير حرفا.
من ناحية أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّه تم إطلاق رشقات صاروخية كثيفة من لبنان باتجاه مناطق الجليل الغربي المحاذية للحدود بين لبنان وإسرائيل.
وكان وزير وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد دعا الخميس إلى توسيع الأهداف المعلنة للحرب في قطاع غزة لتشمل تمكين السكان من العودة لمناطقهم في شمال إسرائيل، التي أجلوا منها بسبب هجمات جماعة “حزب الله” اللبنانية المتحالفة مع إيران.
وأضاف غالانت “مهمتنا على الجبهة الشمالية واضحة، ضمان عودة سكان بلدات الشمال إلى ديارهم بسلام، ومن أجل تحقيق هذا الهدف لا بد أن نوسع أهداف الحرب وأن نضم إلى الأهداف عودة سكان شمال إسرائيل إلى ديارهم بسلام”.
مواضيع ذات صلة :
قصف متواصل… إليكم تطورات الجبهة الجنوبية | تصعيد متبادل في الجبهة الجنوبية… ورسالة إلى “مجلس الأمن” و”الأمم المتحدة” | بالفيديو – قنابل حارقة باتجاه بلدة العديسة |