طريق قصر بعبدا لا تمرّ من “عين التينة”.. جعجع يردّ على برّي: تصرف من موقعك الدستوري لا السياسي!
تحت عنوان “الغد لنا”، جاءت كلمة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعد قداس شهداء المقاومة اللبنانية، الذي أحياه القواتيون اليوم في معراب، هذه الكلمة التي كان عنوانها هوية لبنان ومستقبله، كان لها أيضاً وقفة عند الشهداء وموقف من مختلف الملفات.
فجعجع الذي استهلّ كلمته بتذكّر رفاقه الشهداء، الذين سقطوا على أيدي الغدر في جبيل وشكا وعين إبل، طرح مختلف الملفات متوّجهاً إلى اللبنانيين بخطاب جامع، خطاب يتحدث بوحدة الوطن.
وفي وقت هناك من يقامر بمصير لبنان، وبأمنه، حمل جعجع صوت اللبنانيين، وسأل أين سوريا من القضية الفلسطينية؟ ولماذا فقط أُريد للبنان أن يكون في هذه المعركة!
كذلك جدّد جعجع تمسكه بالدستور ورفضه لأي “حوار”، تحت منطق التحايل، داعياً رئيس المجلس نبيه برّي للعودة إلى موقعه الدستوري وللتصرف من منطلقه، بعيداً عن أي حسابات سياسية.
كذلك دعا الحكومة اللبنانية، إن كانت موجودة، لمطالبة الحزب بوقف الحرب وأن لا يكون لبنان رهينة الحسابات والاستعراضات!
كلمة جعجع التي جاءت في صلب ما يعانيه لبنان، وضعت النقاط على الحروف، وجاءت ردّاً على ما قاله الرئيس برّي أمس، في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، فالحل ليس بالحوارات “الشعبوية”، وإنّما فقط بفتح أبواب المجلس لدورات متتالية، وحينها ستقول الديمقراطية كلمتها وستحدد هوية الرئيس.
فهوية الرئيس لا تحدّد وفق ما يريده الثنائي الشيعي، وهذا ما شدّد عليه رئيس حزب القوات بقوله بالفم الملآن أنّ “طريق قصر بعبدا لا تمرّ لا من حارة حريك ولا من عين التينة وشروطها”.
وبالعودة إلى تفاصيل الكلمة، فقد اعتبر جعجع أنّ “محور الممانعة يزجّ بلبنان في حرب عبثيّة لا أفق لها. حرب يرفضها اللبنانيون وفُرضت عليهم فرضًا، لا تمُتّ إلى قضاياهم ومصالحهم بصلة ولا تخدم إلّا مشاريع ومخططات خارجيّة. هذه الحرب التي انخرط فيها حزب الله يجب أن تتوقّف قبل أن تتحوّل إلى حرب كبيرة لا تُبقي ولا تَذَرُ”.
وأشار جعجع إلى “أننا نتعرّض حاليًا لأسوأ وأبشع خطة ومحاولة لترويضنا وتركيعنا وإنهاكنا وإفراغ وجودنا من مضمونه وتغيير وجهه ووجهته، وشلّ دولتنا وتخريب مؤسساتها”، معتبرا أن “ردّة فعلنا الأولى والأساسية وبعد إدراكنا لما يُخطَّط لنا، هي أن نكون أكثر صلابة من أيّ وقت مضى، أكثر تصميمًا من أيّ وقت مضى، أكثر نشاطًا من أيّ وقت مضى وأكثر عطاء لنقضي على هذا السواد، متذكّرين دائمًا بأنّ النور على صغره ونعومته يبدّد العتمة بلمح البصر ويقتلعها من جذورها”.
وأوضح أن “الوضع الذي نحن فيه بالوقت الحاضر هو نتاج تراكمات سلبية على مدى السنوات الثلاثين الأخيرة من تاريخنا، بفعل عهد الوصاية بالدرجة الأُولى، وبفعل تسلّط دولتين، إيران والنظام السوريّ، على أمور وشؤون لبنان واللبنانيين بالدرجة الثانية وحتّى الساعة، وبفعل انجرار بعض الداخل اللبناني مع المحور التوسّعي الممانعِ الذي اجتاح المنطقة بأكملها في العقود الأخيرة، وبفعل بعض المجموعات السياسية الداخلية الفاسدة، المتواطئة، والتي لم يكن همّها في كل المراحل السابقة، وحتى يومنا هذا سوى مواقعها ومصالحها الشخصية والحزبية”.
وأضاف: “لا يعتقدنّ أحد بأنّ الواقع الذي نعيشه اليوم يمثّل حقيقة لبنان واللبنانيين أو أنّه مُقيّد له الاستمرار. إنّه واقع مُصطنع، تجمّعت عدة عناصر خارجية، أهمّها إيرانية – أسدية، وداخليّة، أهمّها التواطؤ والفساد والذمّيّة، الجبن والانهزامية، أدّت إلى قيامه. ولكن، ما قام على باطل وتواطؤ وفساد وعوامل خارجية قاهرة، آيلٌ حُكمًا للسقوط مع سقوط أيّ من العوامل التي أدّت إلى قيامه”.
وتابع: “للذي يقول لنا: أصبحتم قليلي العدد، نقول له: قليلو العدد، كثيرو الفعل والإنتاجِ والخدمة العامّة، كثيرو الإشعاعِ في التربية والتعليم والطّبّ والفنّ والثقافة والحضارة والاقتصاد. معتصمون دائمًا أبدًا بالوضوحِ والصلابة والاندفاعِ والمواجهة في سبيل لبنان، كلّ لبنان. لِمَن يقول أنّنا زينة لبنان ورونقه، نقول لا بل نحن جوهر وجوده وركنه وعنوانه. بالإضافة إلى كلّ ذلك، فإنّ كلّ الأعداد والنّسب التي تُرمى يمينًا ويسارًا في بعض الإعلام هي غير دقيقة، عدا عن عامل أساسي وجوهري وهو أَن الدستور اللبناني غير مبني إطلاقًا على العدّ والأرقام”.
ولفت إلى أن “كلّ من يتكلَّم بلغة الأعداد، يقول علنًا أنّه يريد تغيير الدستور. إذا كان البعض يريد تعديل الدستور فلا مانع لدينا. فلننتخب رئيسًا للجمهورية أوّلًا، وتبعًا للدستور، وبعدها نحن جاهزون، لا بل ندعو، لطاولة حوار وطنيّة فعلية، مش مزح متل ما عم يصير هلق، في قصر بعبدا حيث نطرح كلّ شؤوننا وشجوننا الوطنيّة، يتركز النقاش فيها على عنوان أوحد: أي لبنان نريد؟ ونتّفق على أنّنا لن نخرج من هذا الحوار كما خرجنا من كل الحوارات السابقة، فيما البلد يواصل انهياره، ومؤسساته تتآكل، وشعبه يموت ويهاجر”.
وتوجه جعجع إلى اللبنانيين بالقول: “إذا كان البعض يعتقد بأنّه في نهاية الحرب التي نمرّ بها، ومهما كانت نتائجها، فإنّ المجموعة الدولية كما العربية ستفاوض محور الممانعة بخصوص مستقبل لبنان لأنّه الفريق المدجج بالسلاحِ، فهذا البعض هو مخطئ”.
وأكد أن “أحدًا لن يقبل بأن يعود الوضع في لبنان إلى ما كان عليه قبل الحرب وأن تستمرّ الدولة في فُقدان قرارها وتفكّكها. الجميع في اليوم التالي للحرب سيتفاوضون مع من يملك مفاتيح اليوم التالي، مفاتيح المستقبل، مع من يملك الرّؤيا والخطّة والإصلاح، لا مع الذي لا رؤية له إلّا الحرب، ولا إصلاح لديه إلّا التجارات الممنوعة والاقتصاد الرديف”.
كما شدد على أنّ “اليوم التالي في لبنان هو لنا، “بكرا إلنا” ليس لسبب سوى لأنّنا أولاد الغد، نحمل لُغته ومفاهيمه وخططه وبرامجه منذ الآن، مُتحلّين بكلّ ما يلزم من أخلاق واستقامة وشفافيّة ومعرفة بالشيء تمكّننا من أن نصنع الغد. أمّا محور الممانعة وحلفاؤه، فرأينا ما كانت نتيجة تحكّمهم بزمام الأمور، وهو لا يصلح إطلاقًا، لا هو ولا حلفاؤه، لليوم التالي، ولا يتوقَّعنّ أحد أن يكونوا هم عنوان المرحلة المقبلة”، مشيراً إلى أن “الجميع بعد نهاية هذه الحرب سيرى نفسه ملزمًا بدعم نظرتنا لقيام الدولة لأن الجميع يُريد استقرار لبنان، الذي يشكل ضمانة للجميع في الداخل والخارج، ولأنّ الجمهورية القوية وحدها تؤمّن هذا الاستقرار، ونحن بُناة الجمهورية القوية”.
وأردف: “أوّل شيء يجب فعله في اليوم التالي هو تطبيق الدستور والقوانين لقيام دولة فعلية ومؤسساتها. فلا كيان لا تحفظه دولة، ولا دولة يمكن أن تقوم خارج الدستور والقوانين، وإذا لم تفرض سطوتها على كامل ترابها وحدودها بقواها الشرعية، وإذا لم تمتلك قرار الحرب والسّلم”.
وقال رئيس القوات: “نحن مع القضيّة الفلسطينيّة ليس على أساس دينيّ أو عرقيّ بل على أساس الحقّ والعدل. بالوقت الذي نحن فيه ضدّ السلاحِ الفلسطينيّ على أرض لبنان. هذا ما أدركته القيادة الفلسطينية مشكورة ولو بعد حين وهذا ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني”.
وجدد التأكيد “أننا نتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة التي يجب أن تتضافر الجهود الدولية والعربية لإيجاد حل شامل لها على أساس القرارات الدوليّة والمبادرة العربية للسلام التي أقرت في قمّة بيروت عام 2002، أي حل الدولتين، فلا يُزايدنّ أحد علينا في هذا المجال ولا يُحاولَنّ أحد أن يستغلّ القضيّة الفلسطينيّة لتقوية مصالحه وتعزيزها داخل لبنان وداخل الإقليم، وللتغطية على قتاله للفلسطينيين بالذات في مخيم اليرموك وغيره لسنوات خلت، أو أن يستخدمها مطيّة وأداة لتصفية حساباته السياسيّة في الداخل، ولتبرير خُروجه المُشين والفاضحِ على السّلطات والقوانين والدولة والمبادئ ضاربًا عرض الحائط بالمصلحة اللبنانيّة ومغامِرًا بلبنان ودوره ومستقبله”.
وسأل: “كيف يسمح حزب الله لنفسه بأخذ اللبنانيين إلى حيث لا يريدون وإلى حيث يريد هو فقط وبما يخدم مشروعه وارتباطاته؟ من أجاز لحزب الله وأعطاه التفويض لأن يُصادر قرار اللبنانيين وحريّتهم ويحتكر قرار الحرب والسلم، وكأن لا دولة ولا حكومة ولا سلطة ولا مؤسسات ولا شركاء له في البلد، ولا شعب حتى. كيف يُعقل أن يكون لبنان الدولة العربيّة الوحيدة المتورّطة في هذه الحرب؟ لماذا لم تتحرّك جبَهات دول الطوق والجوار وأوّلها الجبهة السوريّة، سوريا الصمود والتصدي، وهي في صلب محور المقاومة؟ لماذا يُزَجّ بلبنان وحده ويُستدرَج إلى التدمير والخَراب وهو العاجز عن تحمّل أدنى أدنى أدنى تبِعات الحرب وفاتورتها الباهظة وهو لا يمتلك الحدّ الأدنى من مقوّمات الصّمود والمواجهة، ودولته متحلّلة، وفي ظلّ فراغٍ رئاسيّ متمادٍ، وحكومة تصريف أعمال، ومجلس نواب معطَّل وممنوع عليه حتّى انتخاب رئيس للجمهوريّة؟”.
كذلك شدد على أن “هذه حرب لا يريدها اللبنانيون ولم يكن للحكومة رأي فيها وكلمة. هذه حرب لا تخدم لبنان، ولم تُفد غزّة ولم تُخفّف من مُعاناتها وأوجاعها قَيد أنملة، وأحداث الأشهر العشرة الأخيرة خير دليل على ذلك. ويريدونَك أن تُصفّق لهم وتشُدّ على أيديهم وتقبل صاغرًا بما خططوا له ونفّذوه ضاربين عرض الحائط بالدولة وسلطتها وسيادتها وكلّ المواثيق والأعراف، وإذا لم تفعل تُصبح خائنًا وعميلًا فيما هم يمثّلون قمّة العمالة والارتهان لمصالح دولة ومشروع غير لبنان”.
واعتبر أنه “على مَن تورّط في هذه الحرب من حيث يدري أو لا يدري، وعلى من أخطأ في حساباته أن تكون له شجاعة الخروجِ من هذه الورطة القاتلة، ومن مشاريعه وارتباطاته الاقليمية. هذا أمرٌ ممكن ومُتاح إن توافرت النيّة السياسيّة والحسّ الوطني. هذا أمرٌ سهل، ولا يتطلّب إلّا الالتزام بتنفيذ القرار 1701 بكلّ مندرجاته، ونشر الجيش اللبنانيّ على طُول الحدود الجنوبيّة لحمايتها، وتأمين سيادة الدولة على كامل أراضيها، وحصر قرار الحرب والسّلم بيد الحكومة اللبنانيّة لوحدها”.
وطلب جعجع “من الحكومة اللبنانية التي هي صاحبة الدار والقرار، أن تدعو حزب الله إلى وقْف هذه الحرب العبثيّة التي لا مبرّر ولا أُفُق لها. أن يفعلها الحزب متأخرًا خيرٌ من أن لا يفعلها أبدًا لأنّ ما خسِرناه على فداحته قليل مقارنة بما قد نخسرُهُ لاحقًا. على حزب الله أن يتحلَّى بشجاعة اتخاذ الموقف الوطنيّ الصحيحِ لأنّه لا يكفي أن يتحلّى بشجاعة القِتال فقط. أمّا إذا أصر على الاستمرار في الحرب والهروب إلى الأمام فإنّ عليه أن يتحمّل لوحده العواقب والمسؤوليّة أمام الله والوطن والشعب والتاريخ”.
وقال: “إذا كان الحزب أخطأ في حساباته وفي دخوله الحرب “فالرجوع عن الخطأ فضيلة”، ولكن الأهم عليه ألّا يُخطئ في حساباته لما بعد الحرب أيّا تكن نهايتها ونتائجها، للارتداد إلى الداخل ومحاولة فرض معادلات معينة وتحصيل مكاسب والتعويض عن خسائره أو لترجمة ما يَدّعيه ويتوهمه انتصارا”.
واستطرد: “لا يعتقدنّ أحد في لبنان مهما بلغ من فائض قوّة أنّ بإمكانه تغيير هويّة لبنان أو المَسّ بخصائصه وتوازناته أو تزوير تاريخه وأخذهُ إلى مكان آخر لا يشبهه وإلى دور آخر يتعارض مع دوره التاريخيّ. لبنان كان وسيبقى أرض الحريّة والكرامة والحضارة والتنوّع، الملتزم بالقضايا العربيّة والمواثيق الدّوليّة. لبنانُ كان وسيبقى سيدًا حرًا مستقِلًا وأبواب القذائف والمسيّرات والصواريخِ على أنواعها لن تقوى عليه”.
وأعلن أنّ “ما يصيب أيّ طرف لبناني يصيبنا نحن أيضًا، ومن غير الصّحيحِ أنّنا نُراهن على هذا العامل أو ذاك الاستحقاق أيّا وأنّى يكُن. رهانُنا الوحيد كان وسيبقى على أنفسنا ووعي اللبنانيين الآخرين. ولَنا مِثال حيّ على ذلك في مصالحة الجبل التاريخية، التي نتمسّك بها ونَحميها برُموش عيوننا كلّ الوقت، ونتطلَّع إلى أن تكون مثالًا يُحتذى، وكبُقعة الزيت تمتدّ تِباعًا جَنوبًا وشمالًا وشرقًا لتشمُل كلّ الجُغرافيا اللبنانيّة قاطِبَة”.
وتوجه جعجع إلى حزب الله قائلا: “إنّ سلاحك لا يَحمي الطائفة الشيعية، كما أنّ أيّ سلاحٍ لا يحمي طائفة في لبنان. وإن كانَ هناك من حماية فهي حتمًا في كَنف الدولة الفعليّة العادلة القادرة، فالضمانات من مسؤوليّتها، وطمأنة بعضنا البعض من مسؤوليتنا جميعًا”.
إلى ذلك، أفاد بأنّ “أوّل خُطوة غاية في الإلحاح في الوقت الحاضر هي انتخاب رئيس للجمهورية. إنّ انتخاب رئيس الجمهورية يجب ألّا يكون موضع مساومة بل يجب أن يبقى مستندًا إلى قواعد دستورية واضحة لا لبْسَ فيها ولا تخضع لأي اجتهاد”، مضيفًا: “على الرئيس نبيه بري أن يدعُوَ وكما نصّ الدستور إلى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية حتى التوصّل إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة. وليَفُز مَن يفُز ويلقى التهنئة والمُباركة من الجميعِ بدلًا من أن نَظل في دوامة التعطيل والدعوات العقيمة إلى حوار، جرى ويجري كلّ يوم ومن دون أن يؤدّي إلى أيّ نتيجة. على الرئيس بري أن يفكّر ويتصرّف من موقعه الدستوريّ المسؤول كرئيس لمجلس النواب وليسَ مِن موقعه السياسيّ كطرف وحَليف لحزبٍ لديه حسابات أبعد مِن رئاسة الجمهوريّة وأبعد من لبنان حتّى”.
ورأى أن “الطريق إلى قصر بعبدا لا تمُرّ في حارة حريك، والدخول إلى قصرِ بعبدا لا يكون من بوابة عين التينة ووفقَ شُروطها وحوارها المُفتَعَل. الطريق إلى قصرِ بعبدا تمرّ فقط في ساحة النّجمة ومن خلال صندوق الاقتراع”.
وصرّح: “يشترطون حوارًا لانتخاب رئيس الجمهوريّة ويرفضون حوارًا لإنقاذ الوطن من براثن الحرب وإخراجه من النّفق المظلم”، لافتا إلى أنه “عندما يعجزون عن فرض مرشّحهم والرئيس الذي يريدون، يطرحون الحوار للتّحايُل على الواقعِ وليُحقّقوا عن طريقه ما لم يستطيعوا تحقيقه عن طريق القواعد والآليّات الدستوريّة والديمقراطيّة. وعندما يريدون التفرّد بقرار الحرب وسَوْق لبنان واللبنانيين إلى أتون حربٍ لا قدرة ولا طاقة لهم عليها، يرفضون الحوار ويتجاهلون الدعوات النيابيّة الملحّة والمُحقّة لمناقشة الحكومة في مجلس النواب حول الحرب”.
وأردف: “هُنا يَحضُرُني قولُ سماحة الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر: “أنا لا أنكِرُ وجودَ ظالِم ومظلوم. ولَكِن لا نريدُ أن نُحوّل المظلوم إلى ظالم، والظالم إلى مظلوم”.
وختم جعجع كلمته قائلا: “لمّا كان الأمر الواقع والإرادة الدولية أن نرضخ للاحتلال الأسديّ السوريّ، وأغمض العالم بأسره أعينه عن اضطهادنا، رفضنا ورفضنا ورفضنا، تحدّينا وقاومنا وبقينا رافعين رأسنا أحرارًا، وَبقَينا. سوفَ نبقى، ومِن الموطن الصغير نرود الأرض، نذري في كلّ شطّ قرانا، نتحدّى الدّنيا شعوبًا وأمصارًا، ونَبني أنّى شئنا لُبنانا، فَاصمُد، لبنان ما بك وهْنُ، سوفَ نبقى، لا بُدّ في الأرض من حقّ، وما من حقّ ولم يبق نحن سوفَ نبقى، ومِن الموطن الصغير نَرود الأرض، نَذري في كلّ شطّ قُرانا، نتحدّى الدّنيا شعوبًا وأمصارًا، ونَبني أنّى شئنا لُبنانا، فَاصمُد، لبنان ما بِكَ وهْنُ، سوفَ نبقى، لا بُدّ في الأرض مِن حقّ، وما مِن حقّ ولم نبقَ نحنُ!”.
مواضيع ذات صلة :
“الحزب”: إشتباكات عنيفة مع قوات إسرائيلية في الجبين | صفقة بين ترامب والأسد تقطع السلاح عن “الحزب”؟ | في تصعيد عسكري جديد… صواريخ الحزب تستهدف عكا و”حدث أمنيّ صعب” في جنوب لبنان |