عودة “الخماسية” لحلحلة الملف الرئاسي.. وجعجع: أي لبنان نريد؟

لبنان 2 أيلول, 2024

عاد الملف الرئاسي إلى الواجهة عقب خطاب كل من رئيس مجلس النواب نبيه برّي في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في ذكرى “شهداء المقاومة اللبنانية”.

هذا الملف الذي كان محور كلّ من كلمة برّي وجعجع، خرج من دائرة الجمود التي استوطن بها لأسابيع مضت، إثر انشغال المجتمع الدولي كما المحلي بمفاوضات هدنة غزة وبالرد الإيراني المنتظر على اغتيال قائد حركة حماس إسماعيل هنية وذلك بعدما قام حزب الله بالردّ على اغتيال القيادي فؤاد شكر.

وفي جديد هذا المناخ العائد إلى الأزمة الرئاسية أفيد بمعطيات تتحدث عن عودة تحريك التنسيق السعودي الفرنسي حول الوضع في لبنان واحتمال عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت عقب زيارة له للرياض سيقابل فيها الفريق السعودي المكلف بالملف اللبناني. كما ثمة مؤشرات حيال تحرك محتمل جديد للمجموعة الخماسية متى تجمعت عوامل كافية تشجعها على ذلك.

خطاب جعجع

تحت عنوان “الغد لنا”، جاءت كلمة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعد قداس شهداء المقاومة اللبنانية، الذي أحياه القواتيون في معراب يوم أمس، هذه الكلمة التي كان عنوانها هوية لبنان ومستقبله، كان لها أيضاً وقفة عند الشهداء وموقف من مختلف الملفات.
فجعجع الذي استهلّ كلمته بتذكّر رفاقه الشهداء، الذين سقطوا على أيدي الغدر في جبيل وشكا وعين إبل، طرح مختلف الملفات متوّجهاً إلى اللبنانيين بخطاب جامع، خطاب يتحدث بوحدة الوطن.

وفي وقت هناك من يقامر بمصير لبنان، وبأمنه، حمل جعجع صوت اللبنانيين، وسأل أين سوريا من القضية الفلسطينية؟ ولماذا فقط أُريد للبنان أن يكون في هذه المعركة!

كذلك جدّد جعجع تمسكه بالدستور ورفضه لأي “حوار”، تحت منطق التحايل، داعياً رئيس المجلس نبيه برّي للعودة إلى موقعه الدستوري وللتصرف من منطلقه، بعيداً عن أي حسابات سياسية.

كذلك دعا الحكومة اللبنانية، إن كانت موجودة، لمطالبة الحزب بوقف الحرب وأن لا يكون لبنان رهينة الحسابات والاستعراضات!

كلمة جعجع التي جاءت في صلب ما يعانيه لبنان، وضعت النقاط على الحروف، وجاءت ردّاً على ما قاله الرئيس برّي، في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، فالحل ليس بالحوارات “الشعبوية”، وإنّما فقط بفتح أبواب المجلس لدورات متتالية، وحينها ستقول الديمقراطية كلمتها وستحدد هوية الرئيس.
فهوية الرئيس لا تحدّد وفق ما يريده الثنائي الشيعي، وهذا ما شدّد عليه رئيس حزب القوات بقوله بالفم الملآن أنّ “طريق قصر بعبدا لا تمرّ لا من حارة حريك ولا من عين التينة وشروطها”.

لا تقدّم

يمكن الاستنتاج بعد خطاب جعجع، أنّ لا خرق سيحصل في الملف الرئاسي، في ظلّ تمسك الرئيس بري بطرحه القائم على ضرورة عقد جلسة حوار تحت قبة البرلمان النيابي وبرئاسته.

في المقابل، فقد بات واضحاً من البيانات ومن كلمة جعجع، أنّ المعارضة لن تشارك في أيّ حوار يمهد لانتخاب رئيس للجمهورية، فالحل بالنسبة لهذا الفريق هو في الذهاب فوراً إلى جلسات متتالية لانتخاب الرئيس الجديد.

كل ما سبق يوحي بأنّ لا إشارات جدّية للخوض في الاستحقاق الرئاسي في الوقت القريب، في حين تقول مصادر مراقبة إن ثمّة قناعة راسخة بأن لبنان المرتبط بمجريات الإقليم أكثر من أي دولة أخرى لن ينفصل عن تعقيدات المشهد، وستبقى استحقاقاته معلقة إلى أن يحين موعد التسوية.

عودة الخماسية

في السياق يتردد أنّ أعضاء “اللجنة الخماسية”، قد جمدوا أي حراك بانتظار نتائج انتخاب الرئاسة الأميركية.

ووفق مصادر مواكبة فإنّ الأوضاع في المنطقة في ضوء الحرب في غزة والضفة الغربية وعلى حدود لبنان الجنوبية، تمنع في الوقت الراهن الانصراف إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان.

إلى ذلك كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية” أنّ الرياض ستشهد يوم الخميس المقبل لقاء بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والمستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء للشؤون الخارجية المكلف ملف لبنان الدكتور نزار العلولا في حضور السفير السعودي في بيروت الدكتور وليد البخاري الذي غادر السبت الى العاصمة السعودية بعد مجموعة لقاءات سياسية وديبلوماسية عقدها في الآونة الأخيرة.

وقالت هذه المصادر إنّ لقاء الرياض المرتقب تقرر بمبادرة فرنسية نقلها السفير الفرنسي في بيروت هيرفي ماغرو منتصف الأسبوع الماضي متحدثاً عن مجموعة من الأفكار الخاصة بالتحضيرات الجارية لعقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية وفصل هذا الملف عما يجري في المنطقة.
وأشارت المصادر نفسها إلى أنّ لودريان يرغب في مناقشة هذه الافكار مع نظرائه المهتمين بالملف اللبناني وتحديداً ممن يشكلون الخماسية العربية ـ الدولية من أجل لبنان وكذلك يرغب بزيارة الدوحة بعد الرياض وربما سيزور القاهرة في وقت لاحق وإن وصل الى الحد الادنى مما يريده سيزور بيروت.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us