تداعيات وخسائر “كارثية” يتكبدها تجار الجنوب.. و”الجيش اللبناني” يحمي عمليات الإنقاذ!
في ظل الحرب الدائرة جنوباً والتي دمرت عدداً كبير من منازل القرى الجنوبية وهجّرت الكثير من سكان مناطق الحدود إلى مناطق أخرى أكثر أمانناً، فعّل الجيش اللبناني في الأيام الماضية، وبالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية العاملة جنوب لبنان “اليونيفيل”، مواكبته لعمليات نقل بضائع مخزنة في مستودعات لتجار في المناطق التي تشهد مواجهات عنيفة بين “حزب الله” وإسرائيل، وكانت المحطة الأبرز “ميس الجبل”.
وتضم، منطقة ميس الجبل الحدودية التي شهدت عمليات الإخلاء، مئات المؤسسات التجارية، وكانت تُعدّ المنطقة الرقم واحد جنوب الليطاني من حيث الحركة التجارية.
رئيس بلدية ميس الجبل: الجيش اللبناني يؤمن انقاذ أرزاقنا
وفي السياق، أوضح رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير أن إخراج البضائع من بعض المؤسسات “ليس جديداً. بل كان يحصل بشكل فردي، منذ بداية العدوان كلما سنحت الفرصة لأصحاب المؤسسات، قبل أن يتوقف الأمر نهائياً بعد استهداف إسرائيل لعائلة كانت تخرج محتويات التعاونية التي تملكها بداية أيار الماضي”. وقال لـ”الأخبار” إن البلدية بذلت مساعي لدى قيادة الجيش واليونيفيل لتوفير ضمانات لعملية جماعية لإخراج البضائع دفعة واحدة. ولفت إلى “تزامن بدء القصف الإسرائيلي مع موسم بيع السجاد الذي تشتهر ميس بتجارته، ما كبّد التجار خسائر باهظة مع تكدّس البضاعة في المستودعات وتعرّض بعضها للضرر والتلف جرّاء القصف. ومع اقتراب موسم السجاد الجديد، نسعى إلى مساعدة التجار على تعويض شيء ممّا خسروه الموسم الماضي”. وأشار إلى أن في البلدة 165 مؤسسة ضخمة و365 مؤسسة صغيرة وورشات صناعية، “تقدّر قيمة بضائعها المتنوعة بأكثر من مئة مليون دولار”.
وكان قد أكد في حديث لـ“جنوبية” أن “التاجر لدينا ثروته في رأسماله وبضائعه، ولا يملك مالا نقديا، هناك 165 مؤسسة في ميس و365 محلا تجاريا، ميس مدينة وفيها 4800 وحدة سكنية”.
وعن حجم القصف والدمار في البلدة، قال “إن 48% من منازل البلدة ومنشآتها، أصيب بدمار كلي أو جزئي، بفعل 125 غارة جوية والاف القذائف التي سقطت على البلدة وأطرافها، منها 750 قذيفة فوسفورية سامة خربت الاراضي الزراعية”.
ولفت إلى أن “هناك تدمير منهجي.. هناك مربعات سكنية مدمرة بقذائف شديدة الانفجار، عند البركة ساحة البلدة اصبحت مدمرة”.
وأشار شقير إلى أن “غالبية القرى والبلدات الحدودية، قدمت طلبات لدى قيادة الجيش اللبناني في الجنوب، من اجل تأمين اذونات دخول لاهلها واخراج البضائع التجارية منها وخصوصا المواد الغذائية المهددة بالتلف بسبب طول مدة تخزينها”.
وأكد ان “الجيش الان يمارس دوره الوطني الحقيقي مشكورا من كل الجنوبيين، فالطلبات يتم تقديمها لمفارزه مباشرة دون تدخل من الاحزاب، على أمل ان لا تطول مدة الحرب اكثر، ونحن بانتظار وقف الحرب لنعود في اليوم التالي الى ارضنا ونبني منازلنا المدمرة”.
تجار “ميس الجبل” يعملون على نقل بضائعهم إلى أماكن أكثر أماناً
وكان قد جمع أصحاب المتاجر في بلدة ميس الجبل بجنوب لبنان بضائعهم في شاحنات، يوم السبت الماضي، وقاموا بنقلها إلى أماكن أكثر أماناً لتجنب الأضرار الناجمة عن المواجهات بين حزب الله وإسرائيل.
وقد وصلت قافلة من الشاحنات الصغيرة بمرافقة الجيش اللبناني وآليات اليونيفيل لجمع البضائع من المتاجر التي كانت تشكل العمود الفقري الاقتصادي لهذه القرية الحدودية.
يقول إبراهيم هزيمة، صاحب متجر للأدوات المنزلية: ”نحن ننقل هذه البضائع بشكل مؤقت”. ويبدو إصرار هزيمة، وهو يقف وسط الزجاج المحطم والجدران المتداعية.
ويتابع: “لا نخطط للهجرة. لو كان ذلك ممكناً، لعُدنا إلى قريتنا اليوم وليس غداً”.
ميدانياً
وعلى الصعيد الميداني، تواصل القصف الإسرائيلي قبل منتصف ليل الاثنين – الثلثاء، حيث أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على أطراف بلدتي زبقين وياطر والأودية المجاورة وعلى محيط بلدة طيرحرفا في قضاء صور.
وألقى الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق، كما استمر تحليق الطيران الاستطلاعي والمسّير فوق منطقة صور والساحل البحري، وصولا إلى مشارف نهر الليطاني.
وأطلق فجراً نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه رأس الناقورة واللبونة.
مواضيع ذات صلة :
مساعدات سعوديّة إضافيّة للبنان | التصعيد العنيف يطال لبنان من الشمال إلى الجنوب… وتحذيرات جديدة لسكان بعلبك | أدرعي يحذر سكان الجنوب: لا تعودوا! |