العين على “منتصف أيلول”.. هل يعصف “خريف لبنان” رئاسياً؟!
يبدو أنّ أصداء التطورات الداخلية المرتبطة بالملف الرئاسي، والتي تمثلت بخطاب كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد وصلت إلى مسمع اللجنة الخماسية التي استأنفت بدورها تحركاتها في هذا الصدد.
من جهته أعلن “التيار الوطني الحر أنه “تلقف بإيجابية التطور في الموقف الذي أبداه رئيس “القوات اللبنانية” في خطابه الأخير“.
وطلب من حزب “القوات اللبنانية”، التجاوب مع الدعوة للتشاور في المجلس النيابي، معتبراً أنّ أيّ تأجيل إضافي لا يساعد على انجاز الاستحقاق.
وقال في بيان له: “يمكن للقوات اللبنانية أن تتساهل حول شكليات بسيطة، لا تقف عائقاً امام اهمية انجاز انتخاب رئيس ميثاقي للبنان كفرصة وحيدة لوقف تحلل الدولة وانهيار الوطن”.
في السياق، جاءت زيارة وفد التيار الوطني الحر إلى الديمان واللقاء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث تمّ البحث في العديد من الملفات، من بينها الملف الرئاسي.
في حين اجتمع وفد من “الجمهورية القوية” بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وبعد اللقاء أكّد النائب غسان حاصباني على ضرورة فتح أبواب المجلس وانتخاب رئيس للجمهورية.
الخماسية “تتحرك”!
إلى ذلك، أفيد بأنه ثمة تنسيقاً متجدداً بين المملكة العربية السعودية وفرنسا يمر بطبيعة الحال بالملف الرئاسي.
في هذا السياق أشارت أوساط قريبة من عين التينة إلى أنّ ثمة معطيات مشجعة وصلت إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري من بعض السفراء في “الخماسية”، من بينها أنّه لا حاجة لربط الانتخابات الرئاسية بما يدور في غزة أو في جنوب لبنان وهذا ما أكده بري في خطابه الأخير في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه.
ورداً على سؤال لـ “الجمهورية” قال بري إنّ مبادرته تفتح الطريق إلى انتخابات رئاسية في أسرع وقت ممكن. ودعا إلى الجلوس على طاولة التشاور اليوم قبل الغد للتوافق على ما يؤمّن مصلحة للبنان.
وشدّد بريّ على أنّ هذه المصلحة تتمثّل أولاً في انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي فإنّ الكرة في ملعب سائر الأطراف للتجاوب أوالسير في الاتجاه المعاكس للتعطيل.
اهتمام سعودي
في المقابل، رأى متابعون أنّ المملكة العربية السعودية أخذت تتابع هذه المرة الملف الرئاسي اللبناني بوتيرة أعلى من السابق. كما تتكرر التحذيرات من أن بقاء لبنان من دون رئيس والبقاء على هذا المنوال من المراوحة ومن دون الاصلاحات المطلوبة سيدمر ما تبقى من مؤسسات في البلد.
في حين قالت مصادر دبلوماسية متابعة للحراك الجاري حول الملفين لـ”اللواء” إنّ “الاتصالات العربية والدولية قائمة سواءٌ عبر اللجنة الخماسية وسفرائها في بيروت او عبر مسؤولين دوليين مهتمين بالوضع اللبناني هذه الفترة، وهناك جهد فرنسي بمواكبة من اصدقاء لبنان لتحريك الملف الرئاسي”.
وأوضحت المصادر أنّ الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لم يقطع التواصل مع السعودية وهو متواجد أغلب الوقت في المملكة بحكم مسؤوليته عن “وكالة التنمية الفرنسية لمشروع تطوير العلا” وليس من المستغرب والمستبعد ان يلتقي الوزير في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، لكن موعد الاجتماع بينهما لم يتحدد بعد وربما يحصل في النصف الثاني من ايلول الحالي.
واضافت المصادر: “لاحظنا ان هناك دينامية لبنانية استجدت لتحريك الملف الرئاسي ويواكبها تحرك للجنة الخماسية التي سيجتمع سفراؤها في لبنان خلال عشرة ايام او اسبوعين، ولكن لا توجد أفكار جديدة حالياً لدى الخماسية انما استوقفنا الكلام عن المسعى السياسي لجمع اكثرية نيابية من 86 نائباً لعقد جلسات التشاور او الحوار في المجلس النيابي برغم اعتراض نواب المعارضة وهو امر مهم لو تحقق للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.”
ورجحت المصادر ان يزور لودريان بيروت اواخر ايلول الحالي او اوائل تشرين الاول للإطلاع على ما تحقق. وقالت: “في كل الاحوال سنشهد بعد منتصف ايلول حراكاً مكثفاً لدفع مسار الانتخابات الرئاسية”.
مواضيع ذات صلة :
“الخماسية” في قصر الصنوبر! | “الخماسيّة” تعاود حراكها… وجهود دولية جديدة لتحريك الملف الرئاسي | السفير المصري من عين التينة: الحوار بين الخماسية والأطراف اللبنانية سيؤدي الى إنفراج بالملف الرئاسي |