التطورات السياسية في لبنان: محادثات رئاسية ولقاءات لحل أزمة الفراغ
تتسارع الأحداث السياسية في لبنان مع تصاعد الجهود لحل الأزمة الرئاسية التي تشهدها البلاد. وفي خضم هذه التطورات، يجري النقاش حول المبادرات والمقترحات التي تهدف إلى استكمال الاستحقاق الرئاسي وإيجاد حلول للأزمة السياسية المستمرة. فاللقاءات والاجتماعات بين الأطراف المعنية تتواصل، مع التركيز على التوصل إلى توافق يضمن استقرار البلاد ويعيد الأمور إلى نصابها في ظل الوضع السياسي المتوتر.
وفي السياق، زار النائب ميشال ضاهر رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في معراب، وجرى التباحث في الشؤون السياسية العامة في البلاد وخصوصاً التشاور بشأن المبادرات والمخارج للوصول الى حلول للأزمة السياسية والتي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية.
كما التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الوزير السابق وديع الخازن حيث جرى عرض لآخر التطورات والمستجدات السياسية لاسيما الاستحقاق الرئاسي.
بعد اللقاء قال الخازن: “تشرفت بلقاء دولة رئيس مجلس النواب وتداولت معه في الأوضاع الداخلية والإقليمية وتداعيات الحرب عند حدودنا الجنوبية وفي قطاع غزة، وتطرقنا الى الاستحقاق الرئاسي الذي يعتبره دولته بمثابة همه اليومي خصوصاً أنه يدخل في صلب واجبات مجلس النواب، وعبرت عن تأييدي لروحية كلمته في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه ودعوته للحوار والتشاور لتحقيق إستنهاض وطني يسهم في إنتخاب رئيس للجمهورية يوحد البلاد وينهي الفراغ الرئاسي”.
وأضاف: “شدد بري على ضرورة التضامن الوطني واضعاً ثقله وتأثيره وكل ما يمكن أن يقدمه من تنازلات من أجل إنقاذ لبنان من حبائل المؤامرة الرهيبة التي تستهدفنا جميعاً في وحدتنا وكياننا، ومعاوداً طرح فكرة التشاور والحوار في المجلس النيابي التي لاقاه فيها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والأكثرية النيابية للتفاهم على رئيس للجمهورية يجمع ولا يفرق ولو كلف ذلك التضحية بمكاسب سياسية إلا بما يتعلق بمصلحة الوطن العليا، وآخذاً في الإعتبار مشاعر الغبن التي تتحكم بالمسيحيين آملاً أن تتواصل القيادات المسيحيه الى مخرج يلبي حاجة البلاد الى رأس للسلطة الدستورية”.
وتابع الخازن: “إنني في هذا السياق أشكر للجنة الخماسية عودتها للإجتماع مع الوزير الفرنسي في ضيافة المملكة العربية السعودية وبرعايتها الأخوية وكلني أمل أن يثمر هذا التحرك الديبلوماسي المشكور وينجح في وضع حد للفراغ الرئاسي لما فيه خير للبنان والمنطقة”.
وأضاف: “أكد لي بري على تمسكه بالمناصفة كونها تصب في مصلحة العيش الوطني، وتبعد أي تهميش وإجحاف بحق جميع اللبنانيين . أخيرا تمنيت عليه تحفيز كافة القوى السياسية كي تهيب خطورة إبقاء لبنان من دون رأس في أعلى سلطة الهرم لأنه عامل أساسي في وحدة البلاد ، فالوطن بأشد الحاجة الى تضامن كل بنيه لأن لبنان في هذه اللحظة الدقيقة الفاصلة بين أن يبقى موحداً أو ينتهي مجزءاً مع ما يعني كل ذلك من تقسيم وتوطين يؤسس لكيانات أشبه بالمزارع البعيدة من التسويات التاريخية التي عرفها لبنان”.
وفي المحادثات الرئاسية أيضًا، عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في المقر البطريركي الصيفي في الديمان، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية.
في ختام الاجتماع، أصدر المجتمعون بيانًا يدعون فيه المجلس النيابي بكل أطيافه، بما في ذلك الرئاسة والكتل والمستقلين، إلى الالتزام بالدستور اللبناني وتجنب السجالات السياسية التي تعرقل انتخاب رئيس جديد للدولة. وأكد البيان أن الحاجة ملحة لتسريع العملية الرئاسية لتفادي مزيد من التدهور في الأوضاع العامة وإعادة الاستقرار إلى البلاد في ظل غياب الحكم الفعال.
بري يدعو إلى تسريع الانتخابات
وفي السياق، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، امس، في حديث صحافي انّ مبادرته تفتح الطريق إلى انتخابات رئاسية في أسرع وقت ممكن. والجلوس على طاولة التشاور اليوم قبل الغد للتوافق على ما يؤمّن مصلحة للبنان. وهذه المصلحة تكمن أولاً في انتخاب رئيس للجمهورية، بالتالي فإنّ الكرة في ملعب سائر الأطراف للتجاوب والسير في الاتجاه المعاكس للتعطيل. وفيما أمل بري أن يفضي حراك “الخماسية” المنتظر إلى إيجابيات تسرّع في حسم الملف الرئاسي في وقت قريب، وصف بري أجواء اجتماعه السبت بالسفير السعودي وليد البخاري في عين التينة، بالجيدة، وقال انّ الملف الرئاسي كان البند الوحيد في هذا اللقاء، مشيراً إلى أنّ السفير عرض أجندة تحرّك الخماسية المنتظر خلال الأيام المقبلة.
بري يعتبر اذا وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ان طرحه القديم الجديد الذي يقضي بالجلوس الى الطاولة قبل الذهاب الى ساحة النجمة للانتخاب، يبرّئ ساحته، في عيون الخماسي الدولي، مِن تهمة عرقلة الاستحقاق، ويضع رافضي تلبية هذه الدعوة، في دائرة الاستهداف، ويحمّلهم مسؤولية التعطيل.