محادثات مكوكية “تحت الطاولة” لتهدئة التوترات.. وتحركات أوروبيّة لبلورة حلّ!
فيما تفرض نيران المواجهات والمعارك نفسها على كلّ الجبهات من غزة إلى جنوب لبنان، لا تزال مفاوضات وقف إطلاق النار تراوح مكانها، في ظل التعنت الإسرائيلي ورفض الانسحاب من محور فيلادلفيا، رغم كلّ المساعي والجهود، لا سيما الأميركية منها، التي تبذل في سبيل إرساء هدنة، وسط ما كشفه موقع “أكسيوس” عن اجتماع أميركي إسرائيلي غير مُعلن عقد يوم الثلاثاء، وناقش تهدئة التوترات بين إسرائيل وحزب الله.
في السياق، كشف مصدر قيادي ميداني سابق في “حزب الله” عن “محادثات مكوكية تحت الطاولة على صعيد دولي وإقليمي، وهي تعطي نتائج ملموسة بدليل ترحيل الرد الإيراني على اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران، ونعومة رد حزب الله مكتفيًا بصواريخ الكاتيوشيا والمسيرات من دون استعمال صواريخ باليستية وسلاح ثقيل”.
تحركات أوروبية لبلورة حل!
في ظلّ هذا الواقع، كشفت صحيفة “النهار” نقلًا عن مصادر دبلوماسية أنّ الساحة الأوروبية ستشهد تحركات للمساعدة في بلورة حل يؤمن وقف النار في غزة وبين “حزب الله” وإسرائيل في أسرع وقت، نظرًا إلى اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 تشرين الثاني المقبل، وانصراف النخب السياسية الأميركية للإعداد لها، وستملأ القيادات الأوروبية هذا الفراغ حتى بداية السنة المقبلة.
كما كشفت أن الممثل الاعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية جوزيب بوريل، سيقوم قبل مغادرة منصبه بزيارة إلى لبنان في أيلول الجاري، للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في آخر التطورات على الساحة الداخلية والإقليمية لمساعدة لبنان على تخطي أزماته.
كذلك تتحرك دول أوروبية لعقد مؤتمرات دولية لمساعدة غزة ولبنان على تخطي أزماتهما، وقد دعت إسبانيا إلى مؤتمر على نطاق وزاري من أجل غزة ولبنان منتصف الشهر الجاري، ستشارك فيه الدول الأوروبية والعربية والدولية ومنظمات دولية وعربية.
في الإطار نفسه، سيعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش انعقاد القمة الفرنكوفونية في باريس في 4 و5 تشرين الأول (أكتوبر) مؤتمرًا للبحث مع الدول المشاركة في الوضع اللبناني من كل جوانبه، والمساعدة في إخراج لبنان من محنته، من خلال اتفاق لوقف النار بين لبنان وإسرائيل وتحديد شروطه، كما تسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية بعد سنتين من الفراغ الرئاسي، وتشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات الضرورية لإعادة تكوين مقومات الدولة اللبنانية.
اللافت في موازاة الحديث الذي تصاعد في الفترة الأخيرة عن جهودٍ تُبذَل لتبريد جبهة الجنوب، ما أكّد عليه مسؤول رسمي لـ “الجمهورية” بأنّ كل كلام في هذا الإطار لا يعدو أكثر من تضييع وقت، خصوصًا أنّ المجتمع الدولي وفي مقدّمته الولايات المتحدة الأميركية، يدرك أن لا مجال للبحث في أيّ حل سياسي لجبهة الجنوب قبل وقف إطلاق النار في غزة.
اجتماع أميركي إسرائيلي لمنع “حرب شاملة”
في سياق ذلك، أشار موقع “أكسيوس” نقلًا عن أربعة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، إلى أن مسؤولين كبارًا من الولايات المتحدة وإسرائيل، عقدوا اجتماعًا افتراضيًا منخفض المستوى يوم الثلاثاء الماضي، لمناقشة كيفية تخفيف التوترات مع لبنان ومنع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.
وأوضح المسؤولون أن الاجتماع، الذي لم يعلن عنه البيت الأبيض أو الحكومة الإسرائيلية، بادرت به إدارة بايدن لقياس نبض الجانب الإسرائيلي وتنسيق سياساتهما بشأن الوضع في لبنان.
واستمرّ الاجتماع الافتراضي لمدة ساعة. وكان الفريق الأميركي بقيادة مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان. كما شارك مستشارا الرئيس الأميركي جو بايدن آموس هوكشتاين وبريت ماكجورك.
ولفت الموقع إلى أنّ المطلب الإسرائيلي الرئيسي هو أن يتضمّن أي اتفاق دبلوماسي مع لبنان، انسحاب قوة رضوان النخبويّة التابعة لحزب الله لمسافة 10 كيلومترات على الأقل من الحدود.
وأكد الجانب الإسرائيلي خلال الاجتماع وفق الموقع المذكور، أن مفتاح مثل هذه الصفقة هو كيفية التحقق من أن مسلحي حزب الله غادروا بالفعل المنطقة القريبة من الحدود ولم يعودوا، كما قال المسؤولون.
وأوضح المسؤولون أن الإسرائيليين يطالبون بتعهد الولايات المتحدة بدعم العمل العسكري الإسرائيلي ضد قوات “حزب الله” إذا عادت.
كما قال مسؤول إسرائيلي إنّ هوكشتاين ذكر في الاجتماع أنّ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يؤدي إلى خفض التصعيد في لبنان.
مواضيع ذات صلة :
أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | أميركا تسجل أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة | روسيا تدخل المشهد بقوة… |