الحراك الرئاسي ما بين التفاؤل والتشكيك.. ومشاورات مكثفة تسابق جهود “الخماسية”!

لبنان 7 أيلول, 2024

عاد الملف الرئاسي إلى الواجهة من جديد، بعد اللقاء الذي حصل بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان أيف لودريان والمستشار نزار العلولا في الرياض، فالعين حالياً على الرياض، رصداً للخطوة التالية للمشاورات السعودية الفرنسية، التي يفترض أنها أسست للقاء سفراء اللجنة الخماسية في بيروت منتصف الشهر الجاري لتحديد آلية التحرّك الجديد لانقاذ لبنان من الفراغ الرئاسي.

وفي انتظار إطلاق إشارة البدء بهذا التحرك، أبلغته مصادر مواكبة لمشاورات ما قبل الحراك الى “الجمهورية”بأن “الاجواء مشجعة لبدء التحرّك، انما التفاؤل في امكان نجاحه سابق لأوانه”.

وكشفت المصادر عما سمّتها “اشارات متتالية” من أجواء الخماسية تحيط حراكها المنتظر بنفحة تفاؤلية، أولا بتأكيد جديته وانطلاقه بزخم كبير، وثانيا عبر الجزم بأنّ السعوديّين في صميم الملف الرئاسي وباتوا جادين في شراكتهم في توفير الحد الاقصى من المساعدة لتمكين اللبنانيين من اختيار رئيسهم ووضع بلدهم على مسار الرخاء والازدهار، وأن الفرنسيين متحمّسون ومتأهبون لالتقاط زمام الملف الرئاسي من جديد، وتوجيهات الايليزيه تركز على حضّور مكثف في لبنان على خط الاستحقاق الرئاسي، وكذلك على خط الحل السياسي وتبريد الجبهة الجنوبية. وأما الأميركيون فيدفعون بقوة من الخلف للتعجيل بحسم الملف الرئاسي عبر توسيع دائرة الخيارات لاختيار رئيس لا يشكل تحديا او استفزازا لأي طرف”.

ولفتت المصادر الى “أن الجهد المتجدد يرمي الى انضاج الملف الرئاسي في لبنان ضمن مهلة لا تتعدّى اسابيع قليلة، ومن هنا فإنّ الخماسيّة، تعوّل على ليونة الاطراف وتسهيل مهمتها”.

اطلاق التحرّك في هذه الفترة ليس مجرد لعبة

وبمعزل عن الموقف العلني لدول الخماسية المكرر منذ بداية الشغور الرئاسي بأنّ على لبنان ان ينجز انتخاباته الرئاسية سريعا، فإنّ مصادر سياسية وسطية بارزة أبلغت “الجمهورية” انها لا تعتقد ان اطلاق التحرّك في هذه الفترة مجرد لعبة في الوقت الضائع على غرار الحراكات السابقة، بل ربما يكون جديا جدا هذه المرة، ومردّه الى شعور لدى تلك الدول بأنّ الحرب في غزة وامتداداتها الى جنوب لبنان، اقتربت من أن تضع اوزارها. اي انهم يحاكون اليوم التالي لانتهاء الحرب في الجنوب عبر تمهيد مسبق للاستحقاقات المرتبطة بهذه الجبهة، التي تستوجب ان يكون على رأس الدولة في لبنان رئيس يشرف او يدير او يشارك في مفاوضات الحل السياسي لجبهة الجنوب.

ولفتت المصادر إلى تحذيرات فرنسية أبلغت في وقت سابق الى مرجعيات وقيادات سياسية من أن مصلحة لبنان تكمن في التعجيل في انتخاب رئيس يمثل لبنان في مؤتمر دولي او اقليمي حول المنطقة ما بعد الحرب، حيث أنه إن لم يكن لبنان على طاولة المفاوضات ممثلا برئيس للجمهورية فقد تأتي الحلول على حسابه، وتطرح حلول بمعزل عنه ومنافية لمصلحته ويجد نفسه مضطرا للقبول بها.

اجتماع لودريان-العلولا كان ايجابيا

في حين، كشفت أوساط سياسية رفيعة المستوى لـ “الديار” ان العلولا سيتحدث مع المعارضة اللبنانية لايجاد مساحة مشتركة بين آلية الحوار الذي يدعو اليها الرئيس نبيه بري وبين ما ستقبله المعارضة من جانبها. وبدوره، سيجتمع لودريان مع الرئيس بري لحثه على تسهيل التعاطي مع المعارضة فلا يتمسك بري بالحوار كممر الزامي لحصول جلسات انتخابية متتالية بل على العكس أن يدعو لانعقاد البرلمان لجلسات انتخابية رئاسية ومن بعد كل جلسة انتخاب يقوم بري باجراء الحوار مع جميع الكتل النيابية. والحال ان اجتماع لودريان-العلولا كان ايجابيا اضف على ذلك، لفتت هذه الاوساط السياسية الى ان اللقاء بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان أيف لودريان والمستشار نزار العلولا في السعودية له شقان. الشق الأول هو خارجي مرتبط بالرسائل الايجابية التي بعثت فيها ايران بخصوص الملف النووي الايراني والاستعداد للعودة الى طاولة المفاوضات كما عودة جواد ظريف اي الاصلاحيين والمنفتحين على الغرب الى مناصب القرار في ايران فضلا عن تاخير ايران ردها على “اسرائيل”. وهنا فرنسا رأت ان الاستراتيجية الايرانية ايجابية في المنطقة وهذا الأمر قد يساعد على احداث تقدم في موضوع الانتخابات الرئاسية اللبنانية.

الحل يجب أن يلحظ تفاهماً واسعاً

ويبدو أن باريس، وحسب معلومات “الشرق الأوسط”، لا تزال تعتقد أن الحل يجب أن يلحظ تفاهماً واسعاً يشمل الحكومة ورئيسها، وليس اسم رئيس الجمهورية فقط.

إلا أن مصدراً قيادياً في حزب القوات اللبنانية أكد لـ”الشرق الاوسط”، رفض المعارضة طرح السلة المتكاملة للحل، وقال إننا “متمسكون بالدستور ولسنا في وارد الذهاب إلى أي صفقة من هذا القبيل، خصوصاً أننا نعاني منذ سنتين من شغور رئاسي نتيجة عدم الالتزام بالدستور الذي يقول بوضوح تام بانتخاب رئيس بجلسة مفتوحة ودورات متتالية بعيداً عن مقولة إلزامية الحوار كمدخل للانتخاب”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us