الإستهداف الإسرائيلي يطال “الدفاع المدني”… وإستنكارات مستمرة
في تطور مؤسف، يشهد الجنوب اللبناني تصاعدًا غير مسبوق في التوترات، حيث تتعرض قوات الدفاع المدني اللبناني لتهديدات متزايدة من الجانب الإسرائيلي. هذه الحوادث تأتي في سياق تصاعد الصراع الإقليمي، مما يرفع من منسوب القلق لدى المدنيين في المنطقة.
وفي آخر التطورات، استهدفت الطائرات الإسرائيلية سيارة إطفاء تابعة للدفاع المدني اللبناني في بلدة فرون، بينما كانت فرق الإطفاء تعمل على تبريد حرائق نشبت إثر غارات إسرائيلية مساء الأمس.
كما صدر عن الدفاع المدني اللبناني، مساء اليوم السبت، بيان جاء فيه: “تنعي المديرية العامة للدفاع المدني الشهداء الثلاثة الموظفين العملانيين قاسم بزي ومحمد هاشم وعباس حمود الذين استشهدوا جراء غارة إسرائيلية استهدفت آلية الإطفاء بعد الانتهاء من تنفيذ مهمة إطفاء في تمام الساعة 18:15 في بلدة فرون بقضاء النبطية”.
وأضاف البيان، “إن المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطّار يتقدم من ذويهم بأحر التعازي ويتمنى الشفاء العاجل لزميلهم محمد عماشة الذين نقل الى مستشفى تبنين الحكومي حيث يخضع لعملية جراحية نتيجة إصابة بالغة ألمت به جراء الغارة”.
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن “الحصيلة الأولية لاستهداف الجيش الإسرائيلي فريقا تابعا للدفاع المدني اللبناني كان يقوم بإطفاء حرائق اشعلتها الغارات الإسرائيلية الاخيرة في بلدة فرون، أدى إلى إستشهاد ثلاثة مسعفين وإصابة اثنين آخرين بجروح أحدهما بحال حرجة.
قبريخا
وكانت قد شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات على أطراف بلدة قبريخا لجهة وادي السلوقي ما ادى الى وقوع اصابات.
في حين ذكر مركز عمليات طوارئ الصحة العامّة التابع لوزارة الصحة، في بيان، أنه إثر الحريق الذي تسبّبت به الغارة الإسرائيلية على بلدة قبريخا، توجّه فريق من الدفاع المدني – الهيئة الصحية لإطفائه، إلّا أن الجيش الإسرائيلي عمد إلى استهداف المنطقة المحيطة بالقذائف المدفعية، ما أدّى إلى انحراف السيّارة وإصابة مسعفين اثنين بجروح أحدهما كسوره بالغة واستدعت إجراء عملية جراحية عاجلة له.
وفي بيان سابق، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، أنه إثر الحريق الذي تسببت به الغارة الإسرائيلية على بلدة قبريخا، توجه فريق من الدفاع المدني – الهيئة الصحية لاطفائه.
استنكارات
وجدّدت وزارة الصحة استنكارها وشجبها الشديدين “لما يبديه الجيش الإسرائيلي من إصرار على استهداف المسعفين رغم تجولهم بسيارات إسعاف واطفاء معروفة للقيام بواجبهم الإنساني”.
وأكّدت أنّ التعرّض للفرق الصحية هو انتهاك صارخ لجميع المواثيق والأعراف والقوانين الدولية”، مكرّرة مطالبة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته وممارسة الضغط الحقيقي والفعلي لوقف هذه الجرائم المتمادية.
وأدان وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي بشدة ما تعرضت له آلية الدفاع المدني اللبناني من استهداف من قبل “مسيرة مجرمة للعدو الاسرائيلي في بلدة فرون اثناء قيام العناصر بعملية إطفاء حرائق اشتعلت في البلدة جراء الغارات، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من عديد رجال الاطفاء وإصابة موظف عملاني نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج”.
وشدد الوزير مولوي على أنّ هذه الجرائم التي يرفضها القانون الدولي والضمير الانساني مدانة ومستنكرة أشد الاستنكار، وقال: “شهداء الواجب الابطال رووا ارض الجنوب بدمائهم”.
بدوره، أدان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العدوان الاسرائيلي الجديد الذي استهدف عناصر الدفاع المدني أثناء قيامهم بواجبهم في إخماد حرائق جراء الغارات التي نفذها العدو الاسرائيلي على بلدة فرون، وقال: “هذا العدوان الجديد ضد لبنان يشكل خرقاً فاضحاً للقوانين الدولية وعدواناً سافراً على القيم الانسانية، وهذا الأمر ليس غريباً على العدو الاسرائيلي ونحن نشهد جرائمه المتتالية على المناطق اللبنانية وفي الأراضي الفلسطينية أيضاً”.
وأضاف: “إنطلاقا من مبدأ ان العدو الاسرائيلي لا يأبه للقوانين والاعراف الدولية، فقد دعوت سفراء الدول الغربية وممثلي المنظمات الدولية الى اجتماع طارئ يوم الاثنين في السرايا لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم في وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان، والضغط على العدو الاسرائيلي الذي لا يأبه لأي قانون ويمضي في اشعال نار جرائمه ضد لبنان واللبنانيين، وبشكل خاص ضد من يعملون على اخماد نيران حقده”.
كما استنكر منسق لجنة الطوارئ الوطنية وزير البيئة ناصر ياسين استهداف عناصر الدفاع المدني، وقال في بيان: “مرة جديدة يستهدف العدو الاسرائيلي الأطقم الطبية وفرق الاطفاء عبر استهداف مجموعة من عناصر الدفاع المدني أدت إلى استشهاد كل من قاسم بزي ومحمد هاشم وعباس حمود وجرح محمد عماشة كانوا يقومون بواجبهم الوطني في إطفاء الحرائق التي سببتها غارات العدو وقصفه، وإذ نتقدم بالتعازي لذوي الشهداء وأهالي الجرحى، نؤكد على وقوفنا المطلق مع كل الطواقم الطبية والاسعافية وفرق الدفاع المدني في دورهم الوطني”.
وتابع: “ان هذا الإجرام دليل صارخ على ان العدو لا يفرّق في عدوانه بين مواطن وآخر ويصرّ على ترهيب فرق الدفاع المدني والاسعاف ظناً منه انه يستطيع ثنيها عن ممارسة واجباتها الوطنية”.
واذ شدد على “ادانة هذه الجرائم المتتالية”، ذكّر المنظمات الاممية والصليب الأحمر الدولي بأن “القانون الدولي الإنساني يُنتهك كل يوم من قبل الاحتلال الاسرائيلي”.
مواضيع ذات صلة :
الدفاع المدني: 98 مهمة خلال 24 ساعة | ارتفاع حصيلة غارة البسطة | مهمّات الدفاع المدني جرّاء الحرب منذ مساء أمس |