حريق الجديدة “كارثة خطيرة”.. الحكومة كانت على علم واعتذار من اللبنانيين!
شكل الحريق الذي اندلع أمس الخميس في مطمر النفايات في الجديدة حالة هلع بين السكان نسبة لما يحمله من سموم وانبعاثات مضرة بالصحة، ناهيك عن وجود خزانات غاز ووقود على مسافة قريبة جداً من المطمر كوّنت مخاوف لدى سكان أهالي المتن واستدعت تحرك الجهات المعنية كافة للجم تفاقم هذه الأزمة. إلا أن الدور الأكبر والشكر الأكبر هما لفرق الدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت التي هرعت إلى مكان الحريق وباشرت العمل على إطفائه الذي استغرق ساعات طويلة امتدت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم.
وفيما عمل عناصر الدفاع المدني بعد اطفاء الحريق على تبريد المكان، عقدت لجنة البيئة النيابية اجتماعا استثنائيا وطارئا لمواكبة حريق مكب الجديدة والاتّفاق على إجراء تحقيق جنائي لمعرفة أسباب الحريق ومحاسبة الجهة المسؤولة عن تشغيل المطمر والإسراع بتطبيق الاستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات.
ودعا الى الشروع فوراً بإقفال كلّ المطامر التي تشبه مطمر الجديدة وإنشاء لجنة تقصّي حقائق لكشف المسؤولين عن ملفّ النفايات والطلب إلى محافظ جبل لبنان حماية المطمر في الجديدة فوراً وبشكل آني.
اما وزير البيئة ناصر ياسين فلفت الى ان “أوّل ما قمنا به هو منع تمدّد حريق الجديدة والحدّ من الضّرر على أهلنا ويجب إجراء تحقيق قضائي خصوصاً بعد الحديث عن احتمال افتعال الحريق .”
وقال:”سنبلغ المدعي العام البيئي للكشف عمن افتعل حريق مكب الجديدة ويجب تنفيذ استراتيجية الادارة اللامركزية لقطاع النفايات”.
أضاف: “كوزارة بيئة لسنا مسؤولين بشكل يومي عن المطمر إنّما المسؤول هو مجلس الإنماء والإعمار والمتعهد في المطمر ولكن لا يمكن التهرب من مسؤوليتنا لمنع الضرر ونعتذر من اهالي ساحل المتن لان ما حصل بالأمس جريمة وفيه ضرر كبير وما كان يجب ان يحصل لو كانت الادارة سليمة”.
وأكد ياسين “اننا بحاجة إلى مواكبة مجلس النواب بالتشريع وتعديل بعض المواد وإدارة قطاع النفايات بحاجة إلى تمويل في الموازنة.”
بدورها أشارت مصلحة البيئة في حزب الكتائب اللبنانية الى ان “مرة جديدة، يشهد ساحل المتن وأهله على كارثة بيئية تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي كانت ولا تزال ترتكب بحقهم.”
وتابعت “الحريق الذي اندلع في مطمر الجديدة والذي لم تتضح أسبابه حتى الآن، زاد على التلوث تلوثاً وهو نتيجة لفشل السياسات المتبعة في إدارة ملف النفايات وتواطؤ المنظومة مجتمعة منذ العام 2015 على أمن الناس وصحتهم.”
أضافت: “وللتذكير فإن حزب الكتائب وقف وحده مع الناشطين وأهالي المنطقة، محذرا من المخاطر ومقدما الشكاوى وطاعنا بالقرارات وعارضا الحلول وصولا إلى تسكير المطمر بالقوة ولأكثر من شهر، غير أن العمولات وإتفاقات “المرقلي تمرقلك” طغت على مصلحة الناس.”
وأشارت: “لكل من يستنكر ويمتعض ويوزّع الاتهامات اليوم نقول: “أوقفوا حفلة التمثيل والكذب فالحقيقة واضحة وأنتم كلكم مسؤولون”.
وأضافت في بيان: “يهم مصلحة البيئة في حزب الكتائب أن تؤكد أن الحل ما زال ممكنا شرط وجود النية والإرادة والقرار السياسي الواضح لإنقاذ أهالي ساحل المتن ومدخل بيروت من هذه اللعنة التي تلاحقهم.
وبناء عليه، تطالب المصلحة بـ:
– إقفال مطمري النفايات في برج حمود والجديدة بأسرع وقت خصوصًا بعد تخطيهما القدرة الاستيعابية منذ أكثر من أربع سنوات، والإنتقال بعدها إلى معالجة هذه الأراضي الموبوءة.
– فتح تحقيق شفاف وعاجل للكشف عن أسباب الحريق والتأكد من عدم تكراره ومحاسبة المسؤولين عن أي تقصير أو إهمال أدى إلى وقوع هذه الكارثة.
– وضع حد نهائي لأزمة النفايات، من خلال اعتماد الخطة الوطنية الشاملة لإدارة النفايات، التي تقوم على أسس علمية وسليمة، وما أكثر الدراسات والحلول المقترحة على مكاتب الوزارات والإدارات المعنية.
– تطبيق القانون البيئي بشكل صارم، ومحاسبة المخالفين، والعمل على تعزيز الوعي البيئي لدى المواطنين”.
من ناحيته كتب نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني عبر حسابه على منصة “أكس”: “مرفقاً بمحضر لمجلس الوزراء: “الحكومة كانت على علم بمخاطر الأمن والسلامة لمطمر برج حمود ولم تتخذ اي خطوة لمنع الكارثة. التحقيق الشامل والإجراءات الامنية مطلوبة الآن قبل ان تصبح الكارثة أكبر في منطقة ممزوجة بالغازات القابلة للاحتراق والانفجار ومخازن النفط والغاز المجاورة، مع الحاجة للعمل الفوري على الحلول الدائمة”.
بالتوازي صدر عن بلدية برج حمود بيان جاء فيه: “أدى إندلاع حريق في نطاق بلدية الجديدة – البوشرية – السد، ليل الخميس الواقع فيه 12/9/2024، داخل مطمر برج حمود – الجديدة الصحي، إلى موجة من التصريحات والتدوينات، بعضها يتضمن مغالطات وافتراءات،
وعليه، تبدي بلدية برج حمود أسفها الشديد للحريق الحاصل ويهمها توضیح ما يلي:
أولاً: إن مطمر برج حمود – الجديدة الصحي، كان قد فتح بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 1، تاريخ 7/3/2016، وقد جرى تنفيذ العمل فيه على مرحلتين، الأولى صار طمر النفايات في الخلايا الواقعة ضمن نطاق بلدية برج حمود، وقد اختتم العمل فيها منذ سنوات، ولم تدخل منذ ذلك الحين أي نفايات جديدة إليه لتاريخه. أما في المرحلة الثانية بدء العمل بطمر النفايات في الخلايا الواقعة ضمن نطاق بلدية الجديدة – البوشرية – السد.
ثانياً: إن الحريق المذكور إندلع في الجزء من المطمر الصحي الواقع في النطاق البلدي التابع لبلدية الجديدة – البوشرية – السد، ولم يقارب الجزء الواقع في نطاق بلدية برج حمود الذي أصبح خالياً من النفايات، وصار إغلاقه وتأهيل كافة الحفر فيه وفق أعلى المعايير وتحت إشراف الخبراء والإدارات المختصة كما هو معروف ومعلوم من الجميع.
ثالثاً: إن كل الإدعاءات المغايرة لما ورد أعلاه هي محض إفتراءات وتجني ومجافية للواقع، ويتحمل مسؤوليتها كل من يدلي بها. وندعو هؤلاء للتوجه إلى موقع المطمر ضمن نطاق بلدية برج حمود قبل كيل كل هذه الإفتراءات جزافا واستغلالها لمنافع محض شخصية وشعبوية.
رابعاً وأخيراً: تضع بلدية برج حمود هذه المعلومات بتصرف الرأي العام دحضا للشائعات وتربأ بكل من يتعاطى الشأن العام ويتحمل مسؤولية عامة وبدل الإدلاء بمعلومات مغلوطة وكيل الافتراءات، العمل على إيجاد حلول بديلة ومنطقية لمعالجة أزمة النفايات بشكل عملي ونهائي يحول دون إغراق بيروت والمتن بالنفايات”.
مواضيع ذات صلة :
بعد إخماد حريق المطمر… بيان للدفاع المدني | بلدية برج حمود: كلّ الإدعاءات هي محض إفتراءات وتجنٍّ | مواد خطيرة انبعثت من حريق “مكب الجديدة” |