جنون “نتنياهو” يكسر القواعد.. أميركا تدعم “غالانت” وحركة نزوح كبيرة من الجنوب!
يترقّب اللبنانيون موعد التهديد الذي لوّح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن عن عملية واسعة عند الحدود اللبنانية ما أجّج الخلاف في الداخل الإسرائيلي.
وكان نتنياهو قد صرّح في وقت سابق بأنّ إسرائيل تتجه نحو حملة عسكرية واسعة في الشمال.
في حين أوضح مسؤول كبير مقرّب منه لـ”القناة 13″ إنه لم يتم تحديد موعد للتحرك العسكري لكنه موعد في المستقبل القريب”.
في المقابل، أوضحت مصادر إسرائيلية أنّ موقف نتنياهو أدّى لخلاف كبير بينه وبين زير الدفاع يوآف غالانت، نظراً لكون الأخير يرى أن الوقت غير مناسب لمثل هذا الهجوم، ويريد إعطاء فرصة لحل دبلوماسي في الشمال، واتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وذكرت القناة “12” الإسرائيلية أن غالانت هاجم نتنياهو خلال اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن البرلمانية في مكتبه بتل أبيب.
وذكر موقع “أكسيوس” الأميركي أن هناك مواجهة غير مسبوقة مستمرة بين نتنياهو وغالانت تكشف الخلاف السياسي المستمر والمتزايد والعداء الشخصي بينهما.
أما آخر فصول هذا الخلاف، فهو تهديد نتنياهو مجددا بطرد غالانت، بسبب معارضته لشن هجوم موسع على لبنان، وفق ما كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
من جانب آخر، ذكرت القناة الثالثة عشر الإسرائيلية أن قائد القيادة الشمالية أوري غوردين يضغط لشن هجوم واسع في لبنان، بينما يبدو غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أكثر تحفظًا.
إلى ذلك، لم يأخذ الداخل اللبناني تهديدات نتنياهو على محمل الجد، إذ استبعدت مصادر “الثنائي الشيعي” ان “يغامر نتنياهو بتوسعة الحرب على لبنان”، مرجحة في حديث لـ”الديار” اللجوء “إلى تصعيد محدود في الاسبوعين المقبلين”.
في حين أفادت مصادر دبلوماسية لـ”النهار” أن الولايات المتحدة تواصل ضغوطها على إسرائيل لتجنيب المنطقة حرباً إقليمية، وهي تحاول فصل جبهة لبنان عن غزة ووقف التصعيد الإسرائيلي وقرار حكومته بتوسيع الحرب.
وتقول المصادر نفسها إنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيطرح العودة إلى قواعد المواجهات التي سبقت التصعيد الأخير منذ اغتيال القائد العسكري لـ”حزب الله” فؤاد شكر ورد الأخير على قاعدة غليلوت، إذ ان الضغوط الأميركية لم تتمكن من وقف الحرب ولا تستطيع بلورة تسوية على جبهة الجنوب وفقاً للقرار 1701 من دون التوصل الى وقف للنار في غزة، لكن سباق هوكشتاين في الوساطة يبقى لمنع توسع المعركة وتحولها الى حرب إقليمية لا تريدها الولايات المتحدة، وهو سيبلغ إسرائيل بأن واشنطن لن تستطيع السير في تغطيتها إذا جرتها إلى الحرب التي ستكون كبيرة جداً ومكلفة على الجميع.
وتشير المصادر إلى أن المبعوث الأميركي سيركز على موقف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي يختلف مع نتنياهو بتوسيع الحرب على جبهة لبنان في ظل استمرارها في غزة، إذ يتركز الهدف الأميركي على لجم نتنياهو من دون أن يعني ذلك أن الأميركيين قادرون فعلاً على منع الحرب في ضوء انشغالهم بالانتخابات الرئاسية، وعدم حسمهم في وقف تدفق الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل المرتبطة في شكل رئيسي بالحرب على غزة.
“منشورات” تقلق الأهالي
بالعودة إلى المستجدات الميدانية، فإنّ اللافت هو المنشورات والتي تبرأت منها إسرائيل.
حيث استفاق سكان بلدات لبنانية جنوبية أمس على منشورات إسرائيلية تطالبهم بإخلاء منازلهم.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنّ خطوة إلقاء منشورات فوق الوزاني تدعو أهالي وسكان هذه المنطقة وجوارها الى إخلائها جاءت بمبادرة من اللواء 769 وأن الجيش والمستوى السياسيّ لم يُوافقا على رمي المناشير”. واكد الجيش الإسرائيليّ لهيئة البثّ الإسرائيلية أن “لا أوامر بإخلاء منازل في جنوب لبنان”، وأفاد أن الحادثة سيتم التحقيق فيها. كما أشارت صحيفة “معاريف” إلى أنّ “قائد لواء في الجيش الإسرائيلي وزّع على عاتقه بيانات تدعو سكان قرى في جنوب لبنان إلى مغادرتها”. وأفادت معلومات أن المسيّرة التي ألقت مناشير على الوزاني سقطت داخل الحدود اللبنانية.
وجاء في نصّ المنشور الذي ألقاه الجيش الإسرائيلي: “إلى جميع السكان والنازحين في منطقة مخيمات اللجوء، يُطلق “حزب الله” النيران من منطقتكم… عليكم ترك منازلكم فوراً والتوجه شمال منطقة الخيام حتى الساعة الـ4 مساءً وعدم الرجوع إلى هذه المنطقة حتى نهاية الحرب. من تواجد في هذه المنطقة بعد هذه الساعة، سيُعتبرُ عنصراً إرهابياً وستُستباح دماؤه”. وختم المنشور إن “الجيش الإسرائيلي سيعمل بقوة للتأكد من إخلاء المنطقة من السكان”. وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية بأن أهالي بلدة الوزاني رفضوا الرضوخ للتهديدات الإسرائيلية ومغادرة المنطقة وقد غادر معظم النازحين السوريين البلدة فيما صمد أهاليها.
في المقابل، شهدت هذه المناطق حركة نزوح واسعة.
إذ أشارت مصادر عسكرية لـ”الشرق الأوسط” إلى أنّ العائلات التي تريد نقل أغراضها من منازلها في الجنوب تبلغ الجيش وتطلب مؤازرة عناصره لتنفيذ المهمة خوفاً من استهدافهم، كما حدث أخيراً في بلدة العديسة حيث سقط جرحى.
في حين كشفت مصادر من البلد للصحيفة، أنّ “من صمد من السكان خلال الأشهر الماضية اتخذ قراره اليوم بالمغادرة في ظل التصعيد الذي تشهده جبهة الجنوب والمترافق مع تهديدات إسرائيلية بتوسعة الحرب”.
مواضيع ذات صلة :
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك! | الجيش الإسرائيلي: قوات الفرقة 98 تواصل العمل في جنوب لبنان.. وهذا ما رصدته | هل اقترب إعلان وقف إطلاق النار؟ |