القلق الدولي على لبنان يتعاظم.. تحركاتٌ دبلوماسيّة مكثّفة للجم التصعيد وتبريد الأجواء الساخنة

لبنان 17 أيلول, 2024

يعيش لبنان على وقع المبادرات الساعية إلى وقف التصعيد ومنع اشتعال حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، حيث تتوالى الزيارات الدبلوماسيّة المكثفة إلى بيروت وتل أبيب، وتتكثف اللقاءات بين كبار المسؤولين، في محاولة لإيجاد تسوية ما.

في هذا السياق، رجّح مصدر وزاريّ لصحيفة “الأنباء الكويتية”، ألّا تكون زيارة المبعوث الأميركيّ الخاص لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين إلى المنطقة الأخيرة للجم التدهور.

وشدّد المصدر على أنّ هذه المحاولة تحمل معها الكثير من الضغط الدوليّ والدبلوماسيّ، لمنع الحرب.

وقال إنّ زيارة المبعوث الأميركي إلى المنطقة، تأتي “ضمن سلسلة من التحركات الدبلوماسية التي تسعى إلى تهدئة الأوضاع على الجبهة اللبنانية، وعلى الرغم من أن دور هوكشتاين في الأساس كان يرتبط بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، إلا أن زيارته الأخيرة تأخذ طابعًا سياسيًا ودبلوماسيًا أوسع، مع تزايد المخاوف من انتقال التصعيد العسكري إلى الجبهة الشمالية”.

المصدر اعتبر أن “الجهود الأميركية، بقيادة هوكشتاين، لمحاولة لجم التصعيد على الجبهة اللبنانية، تأتي في وقت حساس مع تصاعد المخاوف من توسع دائرة الحرب. ومع ذلك، فإن النجاح في منع هذا التصعيد مرهون بقدرة الولايات المتحدة على إدارة التوازن بين مصالح إسرائيل وأمن لبنان، وهذا أمر لن يكون سهلًا في ظل التعقيدات الأمنية والسياسية التي تحكم المنطقة”.

إذ رأت مصادر لبنانية لـ “الأنباء الكويتية” أن مهمة هوكشتاين “تواجه صعوبات كبيرة، بين التعنت الإسرائيلي الرافض لأي حلول في المنطقة، وتمسك حزب الله بربط وقف جبهة الإسناد باتفاق على وقف النار في غزة”.

وتأمل هذه المصادر، أن ينجح هوكشتاين في تبريد الأجواء الساخنة، والتخفيف من حدة التهديدات، من خلال المحافظة على قواعد الاشتباك المعمول بها، إلى أن يتم التوصل إلى تسوية عامة.

تعاظم القلق الدولي على لبنان

في الإطار عينه، كشفت مصادر معنية لـ “النهار” أنّ الحركة الدبلوماسية الغربية أو الدولية الأخيرة حيال لبنان، سواء في ما يتصل بالوضع الخطير على الجبهة الجنوبية أو في ما يتعلق بملف الأزمة الرئاسية أظهر تعاظم القلق الدولي بقوة على لبنان في الفترة المقبلة الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، بما أوحى أن الأسابيع المقبلة ستشكل مرحلة محفوفة بخطورة عالية، خصوصًا إذا تبين أن “التمرد” الإسرائيلي على الإدارة الأميركية الضاغطة من أجل منع حرب واسعة في لبنان، سيترجم بأشكال تصعيدية مختلفة في لبنان.

حتى أن المصادر نفسها أشارت إلى أنّ الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت قبل نهاية الشهر الجاري، قد تصبح رهن الأجواء والمعطيات التي ستتكشف بعد زيارة هوكشتاين لإسرائيل ولبنان، بما يعني الربط القسري بين الوضع الميداني في الجنوب وملف الأزمة الرئاسية.

بري يستبعد الهجوم البري الواسع!

بالمقابل، استبعد رئيس مجلس النواب نبيه بري هجومًا بريًا واسعًا على لبنان، على رغم من التهديدات الإسرائيلية المتكرّرة بتغيير الوضع السائد في الشمال، مرجحًا أن يلجأ الإسرائيليون إلى زيادة وتيرة عملياتهم العسكرية لتصبح أكثر كثافة واتساعًا، لكن من دون أن تتطور إلى محاولة الاجتياح.

وعلّق بري، عبر “الجمهورية”، على فرضية الهجوم البري، بلهجة جنوبية: “عَلاوَي.. عَلاوَي..”، معتبرًا أنّ “العدو يعرف أنّه سيدفع ثمنًا باهظًا في حال حاول التقدّم على الأرض”، ومستبعدًا أن “يلجأ إلى مثل هذا الخيار، إلّا إذا أراد ارتكاب حماقة”.

إفراغ القرى الجنوبية!

من جهة أخرى، توقف مصدر لبناني مطلع عند إفراغ القرى الجنوبية، وقال لـ “الأنباء الكويتية”: “بعد بلدة ميس الجبل، أكبر بلدات الشريط الحدودي حيث خرجت قوافل كبيرة من الشاحنات محملة بكل ما يمكن إخراجه إلى مناطق النزوح البعيدة، ثم بلدة العديسة وهي من البلدات الكبيرة أيضًا، بدأت الخطوة تتعمم في مناطق وبلدات أخرى”.

تابع المصدر: “استمرار عملية إفراغ القرى بسبب الوضع الأمني، يجعل عودة الحياة إلى طبيعتها في هذه المناطق في غاية الصعوبة فيما لو طال أمد الحرب كما هو متوقع”.

وأضاف: “رغم القناعة التامة أن توسيع الحرب مستبعد، فإن تزايد التهديدات الإسرائيلية يشجع أبناء هذه البلدات على إفراغها، وتأسيس مصدر عيش جديد في مناطق بعيدة عن الحدود في ظل غياب أي حل مطمئن”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us