عملية الـ”بيجر”: أجهزة فخّخها الموساد أم اختراق كبير لاتصالات الحزب؟
أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن أجهزة النداء اللاسلكية “بيجر” التي انفجرت بأيدي عناصر حزب الله، تم تصنيعها في تايوان وقامت إسرائيل بتفخيخها قبل وصولها إلى لبنان.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين أن أجهزة النداء التي انفجرت تم تصنيعها من قبل شركة “غولد أبولو” التايوانية.
وأضاف التقرير أن إسرائيل عبثت بهذه الأجهزة وزرعت كميات صغيرة من المتفجرات داخل كل جهاز قبل شحنها إلى لبنان.
قي حين أكد مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر لرويترز إن الموساد زرع كميات صغيرة من المتفجرات داخل خمسة آلاف جهاز اتصال تايواني الصنع طلبها حزب الله قبل أشهر من التفجيرات التي وقعت.
وأضاف المصدر: “الموساد قام بحقن لوح داخل الأجهزة يحتوي على مادة متفجرة تتلقى شفرة من الصعب جدا اكتشافها بأي وسيلة، حتى باستخدام أي جهاز أو ماسح ضوئي”، لافتا إلى أن “ثلاثة آلاف من أجهزة البيجر انفجرت عندما وصلت إليها رسالة مشفرة أدت إلى تفعيل المواد المتفجرة بشكل متزامن.”
كما كشف مصدر أمني آخر لرويترز عن أن ما يصل إلى ثلاثة جرامات من المتفجرات كانت مخبأة في أجهزة الاتصال الجديدة ولم تكتشفها الجماعة لعدة أشهر.
لكن “نيويورك تايمز” نقلت عن مصادرها أن الطلبية التي تلقتها شركة “غولد أبولو” كانت تتضمن حوالي ثلاثة آلاف جهاز، معظمها من طراز “إيه بي 924”.
غير أنّ شركة غولد أبولو التايوانية نفت تورطها في هذه القضية، موضحة أن أجهزة اتصالات حزب الله المنفجرة ليست من صناعتها.
وأشارت إلى أن الأجهزة تحمل علامتها التجارية، لم تصنع في تايوان وإنما صنعت بأوروبا.
وكانت مصادر مقرّبة من الحزب قد أوضحت أنّ الأجهزة هي من ضمن شحنة جديدة تلقاها الحزب في الأيام الأخيرة وليس الأشهر أو السنوات الماضية.
ما نقلته “نيويورك تايمز”، لا يزال في إطار التحليل، في حين لا يمكن بعد استبعاد سيناريو الاختراق، والذي تمّ التداول فيه في اللحظات الأولى للحدث الأمني.
في هذا السياق قال خبير اتصالات لـ”الشرق الأوسط” إنّ إسرائيل اخترقت النطاق الترددي (موجة الاتصال) الذي يستخدمه عناصر الحزب، ولم تخترق كل من يحمل جهاز بيجر pager أو لاسلكي، خصوصاً أن الأجهزة المماثلة مع قوى الأمن والمستشفيات لم تتضرر.
وأوضح أن كل نطاق ترددي تكون له قوة استيعاب محددة، وعبر الدخول على التردد يمكن تحميله أضعاف تلك القوة الاستيعابية، ما يؤدي إلى تسخين بطاريات الأجهزة المتصلة به، وبالتالي تفجيرها، وهو ما حدث للأجهزة المتصلة بالتردد المستخدم من قبل عناصر الحزب.
في حين ذكرت مصادر لـ”الشرق الأوسط” أن درجة حرارة بعض الأجهزة المستهدفة بلغت 120 درجة مئوية.
إلى ذلك أوردت “الشرق” عدداً من السيناريوهات التي قد تكون وراء الاختراق الإلكتروني:
أولاً – ثغرات “بيجر”: أجهزة النداء الآلي “بيجر” عرضة لعدة ثغرات أمنية تجعلها أهدافاً سهلة للهجمات الإلكترونية، خاصة أن هذه الأجهزة تعتمد على تكنولوجيا قديمة تفتقر إلى ميزات الأمان الحديثة.
ثانياً – غياب التشفير: غالبية أجهزة “البيجر” لا تعتمد على تشفير الرسائل، مما يُسهِّل على المهاجمين اعتراض الرسائل وقراءتها باستخدام أدوات غير مكلفة مثل أجهزة الراديو المُعتمدة على البرمجيات (SDR)، والتي يصل سعرها إلى 20 دولاراً فقط أو وحدات USB المتاحة بسهولة.
ثالثاً – تسريب البيانات الحساسة: نظراً لعدم وجود تشفير، يمكن أن تتسرب من خلال هذه الأجهزة معلومات حساسة، بما في ذلك البيانات الشخصية والمعلومات الطبية. وتشكل هذه النقطة خطراً كبيراً على المؤسسات التي تعتمد على هذه الأجهزة، مثل المستشفيات وخدمات الإسعاف.
رابعاً – إمكانية التحايل على الرسائل: يمكن للمهاجمين إرسال رسائل مزيفة إلى أجهزة “البيجر”، ما قد يؤدي إلى تشويش العمليات أو إعطاء أوامر خاطئة، مما يشكل خطراً كبيراً في البيئات الحساسة مثل المستشفيات، وكذلك أفراد الأمن في حال كان يتم الاعتماد عليها كأداة مؤمنة للتواصل.
خامساً – استخدام تقنيات قديمة: تعتمد أنظمة “البيجر” على تكنولوجيا قديمة لا تتضمن ميزات الأمان المتطورة، ما يجعلها أكثر عرضة للاستغلال من قبل القراصنة الإلكترونيين.
مواضيع ذات صلة :
ماذا كشف سفير إيران في لبنان عن تفجيرات “البيجر”؟ | تفاصيل جديدة عن تفجيرات “البيجر”… كيف نفذت إسرائيل عمليتها الاستخباراتية؟ | بشأن “البيجر”.. توضيح من شركة “Serta” |