الإهتمام الصحي أولوية في هذه المرحلة… جولات تفقدية وتوجيهات لتعزيز الجهوزية
في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد، أصبح الاهتمام الصحي أولوية قصوى تفرض نفسها على كافة المستويات. إذ تزداد الحاجة إلى تعزيز الخدمات الصحية وتوفير الرعاية اللازمة للمصابين والمتضررين، خصوصًا في ظل التحديات التي تحيط بالقطاع الصحي.
لذا، تأتي الجولات التفقدية للمستشفيات كخطوة ضرورية للتأكد من جاهزية المؤسسات الصحية وقدرتها على التعامل مع الحالات الطارئة. كما أنّ هذه الجولات تعكس التزام الحكومة والجهات المعنية بتقديم الدعم والرعاية اللازمة، وتسلط الضوء على الجهود المبذولة من قبل الطواقم الطبية لمواجهة الأزمات الراهنة.
في السياق، يقوم اليوم وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض بجولة على مستشفيات في البقاع وبعلبك الهرمل لزيارة جرحى تفجير “البيجر”. ومن بين هذه المستشفيات: مستشفى بعلبك الحكومي، مستشفى دار الأمل الجامعي، مستشفى رياق، ومستشفى البقاع.
كما يعقد وزير الصحة العامّة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض مؤتمراً صحافيّاً مشتركاً مع نقيب الأطبّاء يوسف بخاش في بيت الطبيب في فرن الشباك عند الساعة الثانية والنصف لإطلاق خطة علاج المصابين في المرحلة الثانية.
الأبيض: نطالب المجتمع الدولي القيام بواجباته
وخلال زيارته مستشفى بعلبك الحكومي ومستشفى دار الأمل الجامعي لعيادة المرضى والإطمئنان الى الجهوزية، أكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الابيض أن “موقف الحكومة اللبنانية كان واضحاً عندما طلبت انعقاد مجلس الأمن، وطالبت المجتمع الدولي بالقيام بواجباته لردع هذا العدو عن القيام باستهداف المدنيين”، معتبراً أن”أفضل طريقة لكي نتجنب سقوط المزيد من الضحايا هو وقف فوري لإطلاق النار من غزة”.
وكان في استقباله وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، رئيس “تكتل بعلبك الهرمل” النائب الدكتور حسين الحاج حسن، النائب الدكتور علي المقداد، رئيس مصلحة الصحة في محافظة بعلبك الهرمل الدكتور محمود ياغي، مدير مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر، مدير مستشفى دار الأمل الجامعي علي علام، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل، مدير “الهيئة الصحية الإسلامية” في البقاع عباس معاوية، مسؤول الرعاية في البقاع بلال قطايا، وأطباء وفاعليات صحية.
المحطة الأولى للوزير الابيض في مستشفى بعلبك الحكومي، قال فيها بعد تفقد أوضاع الجرحى: “أولا أبدأ بالرحمة لكل شهدائنا والتمنيات بالشفاء العاجل لكل جرحانا. نحن اليوم بجولتنا في منطقة بعلبك الهرمل والبقاع لنزور المصابين بالإعتداءات التي حصلت في لبنان في خلال اليومين الماضيين. أولا نحن هنا في مستشفى بعلبك الحكومي وأريد أن أشكر المستشفى إدارة، أطباء وعاملين على الجهد الجبار الذي قاموا به للعناية بأهلنا وليظهروا أن مستشفياتنا الحكومية على قدر المساواة مع مستشفياتنا الخاصة والجامعية بتقديم الرعاية الصحية الكاملة لأهلنا، وكذلك لتطبيق الخطة التي وضعتها وزارة الصحة لاستقبال أي إصابات من الإعتداءات الإسرائيلية، ولكي يكون هذا القطاع بجهوزية عالية لأي طارئ”.
اضاف: “في الحقيقة نحن في جولتنا زرنا المصابين وتفقدنا أوضاعهم وأعود وأهنئ الطاقم الطبي على الجهد الجبار الذي مارسوه والحمدلله استطعنا أن نرى أن الجرحى بوضع جيد. هنا لدي تعليق على أمر لاحظته اليوم والبارحة وأول البارحة بجولتي، وهو عندما أتحدث مع المصابين أو عائلاتهم لاحظت المعنويات العالية وأريد أن أوجه رسالة لكل من يظن أنه بهذه العمليات والإعتداءات أنه يمس بإرادة وعزيمة هذا الشعب أقول له أن خطتك فشلت”. واكد”نحن كوزارة صحة ملتزمون تماماً بصحة أهلنا ومجتمعنا، وقد طمأنت أهلنا المصابين أن وزارة الصحة واليوم سوف أعلنها بعد الظهر في برنامج مشترك مع نقابة الأطباء في لبنان وهو بموضوع المتخصصين إن كنا سنرسل فرقا متخصصة لبعض المستشفيات التي ليس لديها هذه الخدمات أو ننقل المرضى لمستشفيات لديها تخصص إن كان لشيء يحتاجونه الآن أو لبرامج إعادة التأهيل”. واشار الى أن “ بعض الإصابات ستحتاج لعلاجات وجراحات متعددة ويمكن أن تأخذ وقتاً ولكن نحن مصرون إن شاء الله أن نقدم لأهلنا الخدمة الكاملة حتى يعودوا لممارسة حياتهم الطبيعية في مجتمعهم”.
وأثنى الوزير الابيض إثر الجولة في أقسام مستشفى “دار الأمل الجامعي” على “الجهود التي تقوم بها المستشفيات لتقديم الرعاية الكاملة للمرضى”.
وقال: “الذي لفتني بجولتنا اليوم والبارحة وقبله، لقد مررنا على نساء وأطفال سقطوا ضحايا هذا الاعتداء الذي شهدناه في لبنان، وهذا يظهر للعالم كله أنّ هذا الاعتداء هو جريمة حرب، حيث أن المستهدفين من المدنيين والعائلات. فقد سقط شهيدان من الأطفال طفلة عمرها 10 سنوات، وطفل عمره 11 سنة”.
ولفت إلى أن “موقف الحكومة اللبنانية كان واضحا عندما طلبت انعقاد مجلس الأمن، وطالبت المجتمع الدولي بالقيام بواجباته لردع هذا العدو عن القيام باستهداف المدنيين في محاولة منه للوصول إلى الغاية التي يريدها. أعود وأكرر أن هذه جريمة حرب سقط فيها الكثير من المواطنين العزل ضحايا هذا الاعتداء”.
ووجه تحية كبيرة “للطواقم الطبية والإسعافية وهذه المستشفيات التي قامت بواجباتها كاملة”. مؤكدا أنه “خلال جولتنا في بعلبك رأينا بعض المرضى قد خضعوا لعمليات لا تنفذ إلا بمستشفيات جامعية متقدمة، وهذا يظهر أن مستشفياتنا في المناطق وصلت إلى مستوى طبي عال جدا، إن كان في عمليات الأوعية الدموية أو بعمليات الجهاز العصبي أو عمليات الترميم والتجميل”.
والمحطة الثالثة كانت إلى مستشفى رياق، حيث وصل وزير الصحة فراس الأبيض يرافقه وزير الأشغال علي حمية وتفقد الجرحى في المستشفى الذي استقبل أكثر من مئة جريح من المصابين في الخرق السيبراني، وأجرى طاقمه الطبي والتمريضي سلسلة عمليات جراحية.
وفي تصريح، لفت الوزير الأبيض إلى أنه “زار طفلا جريحا عمره سبع سنوات”، متمنيا له “التعافي السريع كما لسائر الجرحى في مختلف المناطق اللبنانية”، معلنا “أن الحكومة اللبنانية مصممة على إصدار قرار عن مجلس الأمن الدولي يدين الإعتداء المجرم الذي طاول الكثيرين من المدنيين، بحيث يوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه حماية القانون الدولي الذي ينادي به بما يؤمن حماية المدنيين والأطقم الطبية والإسعافية في زمن الحرب”.
وأكد وزير الصحة العامة “أن الوزارة ستقف إلى جانب الجرحى بشكل مستمر خصوصا أن كثيرين من بينهم سيحتاجون إلى عناية وعلاجات في المستقبل”.
كما وجه رسالة شكر وتحية للقوى الأمنية لأن الجهد الطبي والتنسيقي “كان سيكون أصعب لولا قيام القوى الأمنية بواجباتها وسط الضغط الكبير والفوضى التي أعقبت الإعتداءات الأمنية السيبرانية”.
وختم الأبيض، متمنيا “أن يكون ما حصل نهاية الأحزان وأن يرتدع العدو عن إجرامه ويمتثل لوقف إطلاق النار من غزة إلى لبنان”.
استعدادات لمواجهة التحديات الصحية
من جهة أخرى، لفت النائب بلال عبدالله إلى أن لجنة الطوارئ التي تم تأسيسها من قبل وزير الصحة فراس الأبيض تحسبا لأي إعتداء اسرائيلي أنتجت عملاً رائعاً فهي استطاعت استقبال جميع المصابين والجرحى.
وفي حديث لـ”الجديد”، دعا عبد الله جميع المستشفيات والقطاع الصحي الى تخزين الأدوية والمستلزمات لأن اسرائيل قد تفاجئنا بإعتداءات جديدة.
وعما تقوم به الحكومة، لفت إلى أنها تقوم بواجباتها، مشيرا إلى أن هناك تواطؤًا من قبل المجتمع الدولي لعدم لجم إسرائيل عن إعتداءاتها.
في سياق متصل، كتب النائب فريد البستاني عبر حسابه على منصة “أكس”: “بما ان وزارة الصحة في صدد تطوير الطاقة الاستيعابية للمستشفيات وتعمل لزيادة عدد الأسرّة، من هذا المنطلق نطلب من الوزارة تسلم مبنى مستشفى دير القمر الحكومي الحاضر والذي تم الانتهاء من بناء اول طابقين فيه، على أن تقوم الوزارة بتجهيزه وتشغيله وبذلك يتم تأمين الاستشفاء لأهلنا في عدد كبير من قرى وبلدات الشوف، ويُحَدّ من الضغط على مستشفى سبلين الحكومي.”
مواضيع ذات صلة :
الأبيض: ذاهبون إلى نظام صحي جديد |