تصاعد التوترات في لبنان: ردود أفعال مستمرة ومساعدات طبية دولية

لبنان 21 أيلول, 2024

شهد لبنان في الآونة الأخيرة سلسلة من الأحداث المأساوية، بدءًا من تفجيرات الأجهزة اللاسلكية المرتبطة بالحزب، وصولاً إلى الاستهداف الذي وقع أمس في الضاحية الجنوبية لبيروت. كما أن هذه الأحداث أثرت بشكل كبير على الوضع الأمني والاجتماعي في البلاد، مما أدى إلى زيادة تدفق المساعدات، وخاصةً الطبية، إلى لبنان لمواجهة التحديات المتزايدة.

وفي ظل هذه الأوضاع المتوترة، توالت ردود الأفعال الدولية التي دعت إلى ضبط النفس ومنع التصعيد، مما يعكس القلق الدولي تجاه استقرار لبنان وسلامة مواطنيه. هذه الديناميكيات تشير إلى أهمية التعاون الدولي في دعم لبنان في هذه الظروف الصعبة.

اذ أعلن متحدث باسم الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس أنّه حضّ على ضبط النفس على خلفية تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، وذلك خلال اتصالَين منفصلَين مع رئيسي الوزراء في حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأكد أنّ “قبرص مستعدة لأن تكون قناة للديبلوماسية وأن تُسهّل الاتصالات بين الجانبين”، معبّرًا “عن قلقه الشديد” من تصعيد التوتر في المنطقة.

وشدّد على الحاجة إلى وقف فوري للأفعال التي ربما تؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار ويكون لها تداعيات إقليمية واسعة النطاق.

وأكد خريستودوليدس أهمية حل النزاعات عن طريق الحوار والديبلوماسية ضمن إطار عمل قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، مشيرًا إلى استعداد قبرص لمواصلة دورها كقناة لهذه الجهود، فضلاً عن تسهيل الاتصال بين الطرفين على أساس العلاقات الممتازة مع جميع الدول في المنطقة”.

في حين اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “الهجمات على لبنان تؤكد أن إسرائيل تسعى لنشر الحرب في المنطقة”.

وأضاف في تصريح اليوم السبت: “إسرائيل تقتل الفلسطينيين في غزة بالقنابل أو بالجوع والعطش، وهي لا تتصرف كدولة بل كمنظمة إرهابية”.

وقال أردوغان: “تقع على عاتقنا وعلى عاتق العالم والأمم المتحدة مهمة كبيرة تجاه غزة”، لافتًا إلى أن “بعض الدول الغربية واصلت دعمها لإسرائيل رغم تحذيراتنا”.

واعتبر أن “استخدام إسرائيل للأجهزة الإلكترونية في هجومها على لبنان يثبت أنها تتصرف كمنظمة إرهابية”.

كما شدد على ضرورة “تكثيف الضغوط على إسرائيل حتى لا تنجر المنطقة إلى كارثة كبيرة”، مضيفاً أن “المنطقة الآن تواجه أزمة كبيرة والمجتمع الدولي عليه الكف عن الاكتفاء بالمشاهدة تجاه ما تفعله إسرائيل”.

بدوره، عبّر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اليوم السبت عن أنه يشعر بالقلق حيال التصعيد بين إسرائيل ولبنان، لكنه أوضح أن قتل إسرائيل قياديًا كبيرًا في حزب الله يحقق العدالة بحق الجماعة المدعومة من إيران.

في حين صدر موقفٌ ألماني تعليقاً على الأوضاع الأخيرة في لبنان، لافتاً إلى أنّ “المواجهة بين إسرائيل وحزب الله لا يجب أن تتحوّل لصراع إقليمي”.

فعلّقت الحكومة الألمانية، اليوم السبت، على التطورات الأخيرة التي يشهدها لبنان، مؤكّدة أن “اللبنانيين يعيشون في رعب بسبب صراع لا علاقة لهم به”.

وأكدت أن المواجهة بين إسرائيل وحزب الله لا يجب أن تتحول لصراع إقليمي”، مشيرة إلى أن “الحل يجب أن يكون الدبلوماسي ممكنا”.

وشدّدت الحكومة الإلمانية على أنه، “يجب تنفيذ القرار 1701 الآن في لبنان”.

ومن جهة أخرى، كتبت الخارجية في منشورٍ على صفحتها عبر منصة “إكس”: “مجددًا، تحبس المنطقة برمتها أنفاسها. نحتاج في شكل ملح الى إجراءات ملموسة في الشرق الأوسط لاحتواء الوضع وتجنب سقوط مزيد من الضحايا المدنيين”.

وأضافت أن “الوزيرة انالينا بيربوك كانت على تواصل مع نظيريها الإسرائيلي واللبناني وناقشت معهما المراحل الضرورية المقبلة”.

وفي سياق تحقيقات “البيجر”، أعلنت الحكومة المجرية اليوم أن “أجهزة المخابرات في البلاد استجوبت الرئيسة التنفيذية لشركة “بي.إيه.سي” كونسلتينغ، ومقرها بودابست، وذلك بعد ارتباط الشركة بأجهزة الاتصال اللاسلكية “البيجر” التي يستخدمها أعضاء حزب الله والتي انفجرت الأسبوع الماضي”.

وأوضح المكتب الصحفي الدولي التابع للحكومة المجرية في بيان أن “أجهزة المخابرات تجري تحقيقاتها منذ يوم الأربعاء، وقد استجوبت بارسوني أرشيدياكونو عدة مرات”.

كما أشار البيان إلى أن المكتب الصحفي الدولي أصدره نقلاً عن مكتب حماية الدستور، وهو إحدى وكالات المخابرات المجرية.

في سياق آخر، وصلت بعد ظهر اليوم إلى مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت طائرة عراقية ثانية تحمل على متنها مساعدات ومستلزمات طبية الى لبنان.

وتسلم وفد من وزارة الصحة العامة يضم المدير العام بالوكالة فادي سنان ورئيس دائرة المستشفيات هشام فواز شحنة إضافية من المساعدات العراقية للقطاع الصحي اللبناني مقدمة من الهلال الأحمر العراقي بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في العالم وتتضمن الشحنة أحد عشر طنا من الأدوية والمستلزمات الضرورية لحالات الطوارئ.

وشكر الوفد حكومة العراق والجمعيات الشريكة على هذه المبادرة التي تظهر تضامنا كبيرا مع لبنان في ظل ظروف بالغة الصعوبة.

ومن جهة أخرى، أفادت مصادر “العربية”، بأن إيران قد أرسلت وفدا إلى بيروت مهمته كشف الخروق المتعددة، وذلك بعد الأحداث الأخيرة.

في حين كشفت وسائل إعلام إيرانية أن وزير الخارجية عباس عراقجي كان يعتزم السفر إلى لبنان، قبل توجهه إلى نيويورك؛ لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن تم تأجيل هذه الزيارة إلى موعد آخر “بناءً على توصية الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله”.

وأضافت الوسائل أن عراقجي كان يعتزم زيارة لبنان، بعد التطورات الأخيرة في البلاد، لكن تم تأجيل هذه الزيارة، وعدم الاستعجال في إجرائها؛ بسبب بعض الاعتبارات”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us