التطورات الأمنية تحرف الأنظار عن “الملف الرئاسي”.. ولبنان عالق بين زيارة لودريان وجلسة “مجلس الأمن”
يستعد لبنان الى تحرك دبلوماسي في أعقاب جلسة مجلس الأمن الدولي، حول التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة والتي لم تخرج سوى بالدعوة لاعتماد الحل الدبلوماسي. حيث سيكون له موقف آخر في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وسيمثل لبنان فيها وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بعد قرار الرئيس نجيب ميقاتي العدول عن السفر في ضوء التطورات المرتبطة بالهجوم الاسرائيلي. وقد اتفق مع بو حبيب على عناوين التحرك الديبلوماسي الخارجي الملحّ في هذه المرحلة.
وفي التفاصيل اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه كان عزم على السفر الى نيويورك في اطار تكثيف التحرك الديبلوماسي اللبناني، خلال أعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، “لوقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان والمجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي. الا انه في ضوء التطورات المرتبطة بالعدوان الاسرائيلي على لبنان، قررت العدول عن السفر، واتفقت، بعد التشاور والتنسيق مع وزير الخارجية، على عناوين التحرك الديبلوماسي الخارجي الملح في هذه المرحلة”.
وجدد التأكيد “ان لا اولوية في الوقت الحاضر تعلو على وقف المجازر التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي والحروب المتعددة الانماط التي يشنها.
كما طالب المجتمع الدولي والضمير الإنساني، باتخاذ موقف واضح من هذه المجازر الفظيعة. وطالب باقرار قوانين دولية لتحييد الوسائل التكنولوجية المدنية عن الاهداف العسكرية والحربية.
وغني عن القول ان هذا الوضع غير المسبوق في خطورته جعل كل ملفات وأوضاع الداخل تتجمد وسط ترقب شامل لمسار التطورات العسكرية على جبهة الصراع بين إسرائيل و”حزب الله”.
غير ان اللافت ان هذه الأجواء والتطورات لم تثن بعد الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان عن قيامه بزيارة جديدة لبيروت اذ علم انه سيصل غدا الاثنين في مهمة جديدة تتصل بالوساطة الفرنسية لانتخاب رئيس للجمهورية .
هذا وتتكثف التحركات السياسية، وقد برزت أمس زيارة السفير السعودي وليد البخاري إلى الرئيس وليد جنبلاط، في كليمنصو، بحضور عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور. حيث جرى استعراض آخر المستجدات، والبحث في الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان. ودار النقاش بين جنبلاط والبخاري حول الخوف على لبنان من تطور الأمور بشكل أسوأ من قبل الحكومة الاسرائيلية.
وأشارت معلومات إلى التشديد خلال اللقاء على محاولة إبقاء ملف رئاسة الجمهورية متحركاً لتحصين لبنان عبر انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك خلال زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان المرتقبة الى لبنان والمنسقة مع السعودية.
في السياق لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي الى “أن لبنان في حزن شديد لما أوقعت إسرائيل من ضحايا لبنانيّة مدنيّة وحزبيّة وقياديّة في صفوف “حزب الله”، الثلاثاء والأربعاء والجمعة، في ضربات غير مسبوقة خالية من الإنسانيّة، ومتعدّية كلّ حدود المشاعر البشريّة. وقد أوقعت عشرات القتلى وآلاف الجرحى ومنهم حملوا إعاقة جسديّة دائمة”.
وأبدى تقديره لـ”المستوى الطبيّ في المستشفيات التي فتحت أبوابها، ووظفت كلّ إمكاناتها للمعالجة. فضلًا عن ضحايا جنوب لبنان ودمار المنازل وتهجير المواطنين”.
ونادى مجلس الأمن “لوضع حدّ لهذه الحرب بالسبل المتاحة. فإذا تُرك المتحاربون فيفنون بعضهم بعضًا قتلًا وتدميرًا وتهجيرًا، فلا بدّ من فرض إيقاف الحرب والدعوة إلى مفاوضات السلام. فالسلام هو “صنيع العدالة” وثمرة المحبّة النابتة من الأخوّة الإنسانيّة.”