مخاوف من اندلاع “الحرب الثالثة” في لبنان.. تنديد دولي وتضامن عربي!

لبنان 24 أيلول, 2024

لا يزال الوضع في لبنان مجهول المصير، في ظلّ توسع رقعة الاستهداف بشكل كبير، ما أسفر عن استشهاد قرابة الـ500 شخص من مختلف المناطق اللبنانية.
وفي ظلّ ما تشهده مناطق وقرى الجنوب والبقاع من قصف إسرائيلي عنيف يستهدف مناطق سكنية وأبنية وسيارات، شهد لبنان حركة نزوح كبيرة إذا غادر المواطنين منازلهم هرباً من هذا العنف، في حين شهدت الطرقات زحمة خانقة وعلق الهاربون لساعات طويلة في السيارات.

في المقابل، تنشط الجهود الدبلوماسية للجم الحرب، ولإعادة الوضع جنوباً إلى قواعد الاشتباك بالحد الأدنى.

في هذا السياق، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، فجر الثلاثاء، أن “الولايات المتحدة تعارض غزوًا بريًا إسرائيليًا للبنان”، مضيفة: “نعمل بجد للوصول إلى حل دبلوماسي بين إسرائيل وحزب الله”.

في حين أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي، لـ”العربية”، بأن وقف التصعيد في لبنان يحتل صدارة أولويات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

وكان قد أعلن وزير الخارجية الفرنسي الجديد، جان-نويل بارو، في الأمم المتحدة في نيويورك، أن بلاده طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع، لبحث الوضع في لبنان.
وقال: “فرنسا تدعو الأطراف وأولئك الذين يدعمونهم إلى وقف التصعيد وتجنّب اندلاع حريق إقليمي سيكون مدمّراً للجميع، بدءا بالسكان المدنيين. لهذا السبب، طلبتُ عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن لبنان هذا الأسبوع”.
وأضاف “في هذه اللحظة، أفكر بالشعب اللبناني في الوقت الذي تسبّبت فيه غارات إسرائيلية لتوّها بسقوط مئات الضحايا المدنيين، بما في ذلك عشرات الأطفال”.

في حين حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، من أنّ النزاع المستعر بين إسرائيل و «حزب الله اللبناني يهدد بإغراق الشرق الأوسط برمّته في “حرب شاملة”.
وقبيل مشاركته في اجتماع في نيويورك لممثلي دول مجموعة السبع، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال بوريل “أستطيع أن أقول إنّنا تقريباً على شفا حرب شاملة”.
وجدّد بوريل الدعوة إلى وقف لإطلاق النار على طول الخط الأزرق الفاصل بين إسرائيل ولبنان.

وتابع بوريل تحذيره قائلاً “هذا هو الوقت المناسب لفعل شيء ما. يجب على الجميع أن يفعلوا كلّ ما بوسعهم لوقف ما يحصل”، معترفاً بفشل الجهود الدبلوماسية حتى الآن في وقف الحرب في غزة.

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، أن “وزير الخارجية الصيني وانغ يي تبادل وجهات النظر مع نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب بشأن الوضع في الشرق الأوسط بعد لقائهما في نيويورك”.

وقالت خارجية الصين في هذا الصدد: “ندعم لبنان في الحفاظ على سيادته وأمنه ونندد بقوة بالانتهاكات الإسرائيلية واسعة النطاق”.

تضامن عربي
إلى ذلك سارعت الدول العربية إلى التنديد بما يحصل في لبنان، داعية إلى وقف هذه الحرب فوراً.
إذ أعلنت وزارة الخارجية السعودية أنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث الأمنية في لبنان، معبرة عن مخاوفها من تداعيات التصعيد الحالي على أمن المنطقة واستقرارها. وأكدت المملكة في بيان صادر عنها على ضرورة تحلي كافة الأطراف بضبط النفس، مشددة على أهمية تجنب اتساع رقعة العنف والحروب في المنطقة.

ودعت الخارجية السعودية المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة إلى تحمل مسؤولياتهم في السعي لإنهاء الصراعات القائمة، مؤكدة على أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته، بما يتماشى مع مبادئ القانون الدولي.

في حين عبرت دولة الإمارات عن قلقها البالغ من الهجمات التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان، وكذلك من استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة.

ودعت وزارة الخارجية في بيان لها إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف القتال لمنع سفك الدماء، وأن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية.

كما أكدت الوزارة على موقف دولة الإمارات الثابت في رفض العنف والتصعيد والفعل وردود الفعل غير المحسوبة، دون أدنى اعتبار للقوانين التي تحكم علاقات الدول وسيادتها، والتي تعقد الموقف وتزيد من مخاطر عدم الاستقرار، مشددة على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد.

من جهتها، أعربت دولة قطر عن إدانتها الشديدة للعدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي أسفر عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، محذرة من خطورة تصاعد العنف في المنطقة، معتبرة أن الوضع قد ينزلق إلى حرب إقليمية شاملة، لا سيما في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة.

ودعت الخارجية القطرية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها على لبنان وقطاع غزة، مجددة التزام دولة قطر بدعم كافة الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما أكدت على موقف قطر الثابت في دعم لبنان ووحدته وسلامة أراضيه، ودعم الجهود الرامية لتعزيز استقراره وازدهاره.

من جهته، أكد الملك عبدالله الثاني وقوف الأردن المطلق مع لبنان وأمنه وسيادته وسلامة مواطنيه في مواجهة الحرب الإسرائيلية عليه.
وحذر خلال اتصال هاتفي، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، من خطورة التصعيد الإسرائيلي، مؤكدا ضرورة تكاتف الجهود الدولية لوقفه قبل جر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
واعتبر الملك عبدالله الثاني أن وقف التصعيد في الإقليم يبدأ بالوقف الفوري للحرب على غزة.
ودعا المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب لبنان في هذه الأوقات العصيبة لحماية المدنيين الأبرياء، والتحرك بشكل فوري وجاد لإنهاء كل أشكال التصعيد بالمنطقة.”

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us