إيران تتخلّى عن الحزب وبرّي يحرّك العصا مجدداً.. هل تنجح أميركا في تعطيل أجراس الحرب بـ”الهدنة”؟!
“24 ساعة حاسمة”، هي العبارة التي كشف بها رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن المبادرة التي يقوم بتسويقها دولياً ولا سيما على الطاولة الأميركية، بهدف إخراج لبنان من أزمته ومنعه من الإنجرار أكثر في أتون الحرب، وذلك بعد 3 أيام من الغارات العنيفة التي حولت قرى جنوبية إلى أرض محروقة بعدما هجرت أهلها.
مبادرة بري، تلقفها المجتمع الدولي، فلا أحد يريد الحرب، لا سيّما وأنّ الجهود تنصب على وقف الاستنزاف في غزة.
في السياق، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل بوقف التصعيد في لبنان، داعيًا في الوقت نفسه حزب الله إلى وقف إطلاق النار على إسرائيل، مشيرً ا إلى أن التصعيد الحالي في لبنان يمثل الخطر الأكبر.
وأعلن ماكرون في كلمته التي ألقاه في الأمم المتحدة، أن وزير الخارجية الفرنسي سيتوجه إلى لبنان في نهاية الأسبوع، مؤكدًا على ضرورة التزام كل من إسرائيل وحزب الله بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بلبنان.
وبينما شدد ماكرون على أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، أشار بالتالي إلى أن الحرب في غزة استمرت أكثر مما ينبغي، داعياً إلى الإفراج عن الرهائن.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أنه يجري اتصالات مكثفة مع العديد من الشركاء الدوليين لخفض التوتر في لبنان.
وأوضح بلينكن خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين المنعقد في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا حثيثة لمنع تصعيد التوتر بين إسرائيل وحزب الله.
وفي ما يتعلق بتفاصيل الهدنة والمواقف منها، أشارت مصادرة متابعة لـ”هنا لبنان” إلى أن إسرائيل أكدت في الأمم المتحدة تمسكها بتطبيق القرار 1701، والأمر حالياً يتطلب موافقة من حزب الله.
ولفتت المصادر إلى أن إمكانية التوصل إلى هدنة قد سساهم في تمديد التهدئة، مع احتمالية زيارة الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين لكل من بيروت وتل أبيب في المستقبل القريب.
وأفادت المصادر نفسها بأنّ المقترح الأمريكي يدعو إلى دعم الجيش اللبناني من خلال تعزيز أبراج المراقبة، وأن الهدنة ستعتمد على روح القرار 1701، على أن يتم التفاوض بشأن التفاصيل في مرحلة لاحقة.
هذه المبادرة التي ترعاها أميركا لوقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، جاءت بناءً على رسالة حملّها رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المتواجد حاليًا في نيويورك.
ووفقًا للمصادر، فإن المقترح يهدف إلى هدنة تمتد لمدة 4 أسابيع بين لبنان وإسرائيل، حيث أبلغ بري الجانب الأمريكي أنه سيحاول إقناع حزب الله بالتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني وتطبيق القرار 1701.
في المقابل، كشفت المصادر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يقبل حتى الآن بالمقترح، حيث يطالب إما بإنشاء منطقة عازلة في الجنوب بعمق 7 كيلومترات، أو التوصل إلى اتفاق طويل الأمد يشمل الاعتراف بإسرائيل، وهما شرطان تعتبرهما العديد من الأطراف تعجيزيين.
وفي هذا الإطار، أفادت تقارير بأن إيران أبلغت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأنّها لن تتدخل لدعمه بشكل مباشر في هذه المرحلة، نظرًا لتواجد الرئيس الإيراني في نيويورك وانشغاله بالمفاوضات التي تجري هناك.
في حين أوضحت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلًا عن مفاوضين عرب، أن واشنطن تدفع بخطة لوقف القتال لمدة تصل إلى 4 أسابيع بمساعدة شركاء إقليميين مثل مصر وقطر.
وفي نيويورك، بدأ نجيب ميقاتي سلسلة من الاجتماعات الدبلوماسية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث التقى بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقد أعرب ميقاتي عن شكره لماكرون على دعم فرنسا المستمر للبنان والجهود المبذولة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والتوصل إلى حل شامل للوضع في المنطقة.
كما عقد ميقاتي اجتماعًا مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بحضور وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب والمبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، حيث تم التباحث في المساعي الجارية لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وإيجاد حل للصراع المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وفي إطار جهوده الدبلوماسية، التقى ميقاتي أيضًا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، لمناقشة الوضع الإقليمي وأبعاد الأزمة الحالية.
مواضيع ذات صلة :
كم بلغ عدد الشهداء والجرحى منذ بدء الحرب؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | إنقسام في كواليس الفريق الممانع بين مَن يدعو إلى مواصلة الحرب ومَن يعترف بصعوبة الوضع |