“لبنان لن يصبح غزة”.. هل تنجح الجهود الدولية في إبعاد شبح الحرب؟
لم تكن الـ24 ساعة الماضية، هادئة، فعلى وقع الغارات والاغتيالات، ظهر الصاروخ الصامت، الذي استهدف بمسيّرة سيارة في الكحالة، أما الهدف فكان وفق المعلومات التي تناقلتها وسائل إعلام شخصية تابعة لحزب الله.
إلى ذلك، تتّجه الأنظار إلى نيويورك، وتحديداً إلى كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي من المفترض أن تتضمن ردّاً على مقترح الهدنة ووقف إطلاق النار في لبنان.
وكان نتنياهو قد أرجأ كلمته في الأمم المتحدة، والتي كان موعدها يوم أمس، إلى اليوم، في ظلّ الضغوط الدولية الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق نار فوري، سيّما وأنّ التصريحات التي صدرت عن إسرائيل في الـ24 ساعة الماضية لا تبشّر بخير، إذ أجمعت بمعظمها على مواصلة القتال ضد حزب الله، وعلى عدم التوقف في هذه المرحلة.
في المقابل، أعلن مكتب نتنياهو، صباح اليوم، أنّ الولايات المتحدة تعاونت مع إسرائيل لطرح اقتراح لوقف إطلاق النار في لبنان، بالتعاون مع شركاء دوليين وإقليميين.
وتابع المكتب في بيان صادر عنه: “عقدنا اجتماعا الخميس لمناقشة مبادرة وقف إطلاق النار الأميركية، ونحن نتفق مع أهداف المبادرة لإعادة السكان إلى الشمال”.
واعتبر البيان أنّ “الدور الأميركي لا غنى عنه بتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة”.
وأضاف: “سنواصل المناقشات حول مبادرة وقف النار الأميركية في الأيام المقبلة”.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد أبلغ ليل أمس وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بأن المزيد من التصعيد للصراع في لبنان سيزيد من صعوبة عودة المدنيين إلى ديارهم على جانبي الحدود.
ووفق المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، فإنّ لقاء بلينكن وديرمر تركز على مناقشة أهمية التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان، والتوصل إلى تسوية دبلوماسية تسمح للمدنيين على جانبي الحدود بالعودة إلى ديارهم.
ماكرون: لبنان لن يصبح غزة
من جهته أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنّ “فرنسا تعارض أن يصبح لبنان غزة جديدة وعلى إسرائيل أن توقف ضرباتها وعلى حزب الله أن يتوقف عن الرد”.
وأشار ماكرون إلى أنّه يؤيد “عقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة اقتراح وقف إطلاق النار في لبنان”، مضيفاً “سنتحدث إلى الإسرائيليين لضمان تطبيق مقترح وقف النار لمدة 21 يوما”.
وإعتبر أنّ “تصريحات نتنياهو بشأن مقترح وقف النار ليست قاطعة”.
بو حبيب: لوقف فوري لإطلاق النار
في المقابل، جدّد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب رفض لبنان للحرب، داعياً إلى “تطبيق المقترح الأميركي الأوروبي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله”.
وقال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: “نجدد التمسك بضرورة تطبيق القرار 1701”.
وتابع: “لن يكون هناك سلام في المنطقة دون تطبيق حل الدولتين. وبدلاً من عسكرة الصراع يجب التوصل إلى حل ديبلوماسي للأزمة”.
واعتبر أن “الوضع في لبنان ينذر بالأسوأ في الشرق الأوسط”.
وحذّر بو حبيب من “الانفجار الكبير”، مشيراً إلى أنّ “لبنان يعيش أزمة تهدد وجوده”
وشدّد على أنّ “عودة الإسرائيليين إلى مستوطناتهم لن تتحقق بالقتال بل بوقف لغة الحديد والنار”.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وعدد من الدول الأوروبية والعربية، قد دعت يوم أمس الخميس، إلى وقف لإطلاق النار على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان لمدة 21 يوماً.
وجاء في البيان المشترك أن “الوضع بين لبنان وإسرائيل لا يحتمل ويشكل خطراً غير مقبول”.
مواضيع ذات صلة :
كم بلغ عدد الشهداء والجرحى منذ بدء الحرب؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | إنقسام في كواليس الفريق الممانع بين مَن يدعو إلى مواصلة الحرب ومَن يعترف بصعوبة الوضع |