“أحزمة النار” تحاصر الضاحية والجنوب والبقاع… مخاوف أمنية وحذر اقتصادي: هل وصل لبنان إلى السيناريو الأسوأ؟
لا يزال حزام النار يلف الضاحية الجنوبية ومحطيها، فيما تتعرض قرى الجنوب والبقاع لغارات بوتيرة متسارعة.
في السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه يشن عشرات الغارات الجديدة على أهداف تابعة لحزب الله.
وقال الناطق باسم الجيش عبر تلغرام إن طائرات سلاح الجو “هاجمت عشرات الأهداف الإرهابية في لبنان خلال الساعات الأخيرة”.
وأوضح أن هذه الغارات تستهدف مواقع إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل ومخازن أسلحة.
وكانت الضاحية الجنوبية، قد شهدت 82 غارة جوية بين مساء الجمعة ومنتصف ليل السبت-الأحد، توزعت على النحو التالي:
5 في صحراء الشويفات (الأجنحة الخمسة)، 1 في الشويفات مقابل معمل غندور، 6 في حي السلم، 16 في المريجة والليلكي، 8 في الكفاءات، 9 في الجاموس، 5 في برج البراجنة، 5 على أوتستراد السيد هادي، 3 في الشياح، 8 في سان تريز، 1 في الرويس، 5 في حي الأميركان، 2 في بئر العبد، 1 في الكوكودي، 1 في تحويطة الغدير، 4 في طريق المطار القديم قرب ثانوية الروضة، 2 في البركات في محيط المطار.
في المقابل، تحوّل الاستقرار الداخلي لـ”لبنان” إلى هاجس، خصوصاً بعد اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
وقال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي خلال عظة الأحد في الديمان أنه “نحتفل بالقداس اليوم عن راحة نفس الضحايا”، سائلاً الله أن يمنح السلام للبنان.
واعتبر الراعي أنّ الحرب “خسارة للجميع”، داعيًا إلى اعتماد الدبلوماسية كسبيل لتجنب المزيد من الخسائر.
وأشار إلى أنّ اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله فتح جرحًا عميقًا في قلب اللبنانيين، مؤكدًا أنّ هذه الشهادة قد اختارها مؤمنون من مختلف المكونات اللبنانية في سبيل الوطن الذي أحبوه رغم اختلاف رؤاهم في إدارته.
ودعا الراعي المجتمع الدولي إلى التحرك من أجل تحقيق السلام العادل الذي يضمن حقوق شعوب المنطقة، لافتًا إلى أن اللبنانيين لا يمكنهم الاعتماد على أحد سوى أنفسهم.
كما شدد على أن لبنان لن يستطيع أن يؤدي رسالته إلا عبر الحياد.
في حين، أعلن الجيش في بيان أنّه “على أثر إمعان العدو الإسرائيلي في اعتداءاته الإجرامية التي أسفرت عن استشهاد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وأكثر من ألف شهيد، فضلًا عن آلاف الجرحى خلال الأيام الماضية، تهيب قيادة الجيش بالمواطنين الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم الانجرار وراء أفعال قد تمس بالسلم الأهلي في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة من تاريخ وطننا، حيث يعمل العدو الإسرائيلي على تنفيذ مخططاته التخريبية وبث الانقسام بين اللبنانيين”.
وأضاف:” تستمر قيادة الجيش في اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة والقيام بواجبها الوطني للحفاظ على السلم الأهلي، وتدعو المواطنين للتجاوب مع هذه التدابير، والعمل بمقتضى الوحدة الوطنية التي تبقى الضمانة الوحيدة للبنان”.
لبنان: السيناريو الأسوأ
إنسانياً واقتصادياً، لا يبدو المشهد اللبناني واضحاً، إذ أعلن وزير البيئة ناصر ياسين في حديث لـ”صوت لبنان” أن الوضع قد وصل إلى السيناريو الأسوأ خلال الساعات القليلة الماضية، حيث بلغ عدد مراكز الإيواء 740 مركزًا، تضمّ أكثر من 250 ألف نازح في فترة زمنية قصيرة.
وأكد ياسين أن اللحظة الراهنة تتطلب نقاشًا وحوارًا سياسيًا يشمل جميع المكونات السياسية والطائفية والدينية، بالإضافة إلى المجتمع المدني، للانتقال نحو بناء مؤسسات الدولة.
في المقابل، أشار مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر، إلى أنّه “بعد النزوح الهائل لم نستطع تلبية كلّ الحاجات، ولكن المجهود الذي نقوم به كبير جدًّا”.
وأكّد أبو حيدر، في حديثٍ لـmtv: “اننا نتابع موضوع الرقابة على الأسعار لأن هناك من يُحاول تحقيق المكاسب في ظلّ هذه الأوضاع الصعبة وهذا غير مقبول أبداً”، لافتاً إلى أنّ “حاجات الناس أولويّة بالنسبة إلينا، ونقوم بجولات على مراكز الإيواء”.
كما كشف “أنّنا أقفلنا أحد مصانع الفرش بسبب استغلاله للوضع ورفع أسعاره، وأجبرناه على الاستمرار في تأمين الفرش للناس”.
كذلك، طمأن المواطنين قائلاً إنّ “لا مشكلة في الحصول على الغذاء طالما المعابر مفتوحة، فكلّ المواد الغذائية وغيرها متوفرة وطالما البحر مفتوح لا مشكلة ولا داعي لتخزين أي سلعة”.
مواضيع ذات صلة :
اقتصاد “ما بعد الحرب”.. ما هي السيناريوهات المتوقعة؟ | “راحت السكرة وإجت الفكرة”.. اليوم التالي حلّ! | أما وقد انتهت الحرب.. لمن ستعتذرون؟! |