القطاع الصحي في لبنان على “شفير الهاوية”… و”الصحة العالمية” تحذر من الأسوأ!

لبنان 3 تشرين الأول, 2024

يواجه القطاع الصحي في لبنان تحديات خطيرة تهدد استدامته، في ظل الحرب القائمة وما نتج عنها من تداعيات إنسانية واقتصادية متزايدة. إذ يعاني النظام الصحي من ضغط هائل نتيجة تصاعد أعداد الجرحى والشهداء، بينما تواجه المستشفيات نقصًا حادًا في الموارد والقدرات.

الأزمات المتعاقبة، بما في ذلك الانهيار الاقتصادي والأحداث الأمنية، جعلت من الصعب على القطاع الصحي تلبية الاحتياجات الملحة للسكان، مما يضعه على شفير الهاوية. كما أن منظمة الصحة العالمية حذرت من تفاقم الوضع، مؤكدة على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لدعم لبنان في هذه المرحلة الحرجة.

فأشار المدير العام لمنظمة الصحّة العالمية إلى أن النظام الصحّي في لبنان يكافح لمواكبة التطوّرات، بعد أن صعّدت إسرائيل من غاراتها الجوّية وشنّت عمليات برّية في البلاد.

وكتب تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر منصّة “إكس” أنّ “حصيلة الشهداء في لبنان آخذة في الارتفاع، والمستشفيات مثقلة بتدفّق الجرحى”.

وأضاف أنّ “الأزمات المتعاقبة أضعفت النظام الصحّي الذي يكافح للتعامل مع الاحتياجات الهائلة”، مشيراً إلى أن منظّمة الصحّة العالمية تعمل على تكثيف استجابتها.

ونقلت إسرائيل تركيزها العسكري الشهر الماضي من غزة حيث شنّت حرباً عقب هجمات “حماس” ضد الدولة العبرية في 7 تشرين الأول، إلى حدودها الشمالية مع لبنان.

ولقي أكثر من ألف شخص مصرعهم منذ الأسبوع الماضي في لبنان في القتال الذي شهد غارات إسرائيلية على بيروت وضواحيها الجنوبية.

وأضاف تيدروس أنه التقى بسفراء جامعة الدول العربية في جنيف لمناقشة الوضع.

وقال “اتفقنا على حماية المرضى والعاملين الصحيين والمدنيين، بما في ذلك اللاجئين، وتقديم الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها”.

وأكّد أن المنظّمة تعمل بشكل وثيق مع وزارة الصحّة اللبنانية “لضمان حصول المستشفيات على الإمدادات الطبية الكافية وتدريب العاملين الصحيين على التعامل مع حالات الإصابات الجماعية، فضلاً عن الحفاظ على الخدمات الصحية الأساسية للفئات الأكثر ضعفاً”.

وتابع “لكن هناك حاجة إلى مزيد من المساعدة”.

وشدّد تيدروس على أنّ “ما يحتاجه شعب لبنان وغزة وإسرائيل وفي مختلف أنحاء الشرق الأوسط هو السلام”.

وحذّر من أن “العنف يجب أن يتوقّف لمنع المزيد من الخسائر والمعاناة. وأي تصعيد آخر للصراع سيكون له عواقب كارثية على المنطقة”.

وختم: “أفضل دواء هو السلام”.

مؤتمر صحافي لوزير الصحة

في سياق متصل، عقد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض مؤتمرًا صحافيًا عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في مستشفى بعبدا الحكومي الجامعي. عرض فيه حصيلة محدثة للاعتداءات التي قام بها الجيش الإسرائيلي واستهدافاته المتكررة للمسعفين، كما تناول الخدمات الطبية المقدمة للنازحين والجهود التي يبذلها القطاع الصحي لمواجهة تداعيات الهجمات.

وأعلن الأبيض أن الغارات الإسرائيلية أدت إلى استشهاد 97 من الطواقم الطبية والطوارئ، وتعرضت عشرات المراكز الطبية لأضرار جسيمة. كما أشار إلى أن أكثر من 10 مستشفيات تعرضت لأضرار وخسائر نتيجة هذه الغارات.

وأوضح أن الحصيلة الإجمالية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان بلغت 1974 شهيدًا، بينهم 127 طفلًا و261 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 9384 شخصًا.

وأكد الأبيض أن الادعاءات الإسرائيلية بوجود أسلحة في المستشفيات لا أساس لها من الصحة، ورفض الاتهامات الإسرائيلية للطواقم الطبية اللبنانية بنقل أسلحة، مشددًا على أهمية حماية العاملين في القطاع الصحي.

 

الأبيض يؤكد جهوزية مستشفيات الجبل وراشيا

وكان قد زار رئيس لجنة الصحة النيابية عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله وزير الصحة العامة فراس الأبيض، على رأس وفدٍ من مدراء مستشفيات الجبل وراشيا، بحضور مستشار وزير الصحة باسم غانم، ناقلاً تحيات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، وتقديره للجهود التي بذلت وتبذل من قبل الوزارة والجسم الاستشفائي والطبي والتمريضي في لبنان في خدمة المصابين والنازحين والمقيمين. واشادته بالتنسيق الذي اديرت من خلاله أعمال الطوارئ في ظل وجود اعداد كبيرة من الاصابات والجرحى.

وأكد عبدالله للأبيض جهوزية مستشفيات الجبل وراشيا في دعم مساعي الحكومة وجهوده لتغطية الحاجات الصحية المتزايدة في ظل استمرار العدوان الهمجي الاسرائيلي، وأن هذا الموقف يأتي في سياق وقوف أهل الجبل ومؤسساته وجمعياته وكافة أحزابه صفا واحدا في مساعدة ضيوفنا وتضميد جراح مصابينا وجرحانا، وبأن هذه الجهود والمساعي ستستمر وتتكثف وفق الحاجات ووفق ما تتطلبه الظروف.

بدوره، شكرَ الوزير الأبيض لرئيس الحزب التقدمي الأشتراكي مواقفه الوطنية، وأشاد بدور كل النظام الصحي وفرقائه الذين أثبتوا التزاما انسانيا ووطنيا نفتخر به، كما وضع الوزير المدراء بالخطة والتوجهات التي تعمل بهم الوزارة لمواكبة الظروف المأساوية التي نمر بها، وقراره تسهيل كل ما هو متعلق بالجرحى والنازحين ورعايتهم الصحية.

وقد كانت مداخلات لعدد من المدراء ونقاش مع الدكتور أبيض للتوضيح وصياغة آليات العمل.

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us