إجلاء الرعايا من لبنان مستمر وسط تصاعد التوترات… وخطط الطوارئ تتكثف
لا يزال إجلاء الرعايا مستمرًا من لبنان في ظل التوترات المتصاعدة التي تشهدها البلاد. فمع تصاعد الأحداث الأمنية والعسكرية، أصبحت الحاجة إلى حماية المواطنين والمقيمين أمرًا ملحًا.
في السايق، تتجه الدول إلى تنفيذ خطط لإعادة مواطنيها إلى وطنهم، حيث تسعى السفارات إلى تنظيم عمليات الإجلاء بشكل منظم وآمن. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه الأوضاع في لبنان تحديات خطيرة، مما يزيد من القلق لدى الكثيرين ويعزز ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لضمان سلامتهم.
وفي آخر المستجدات، أعلنت الحكومة البريطانية تسيير عدد محدود من الرحلات الجوية لإجلاء البريطانيين من لبنان.
كما أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وانغ، أن البلاد توفر المئات من مقاعد الطائرات لرعاياها الراغبين في مغادرة لبنان، وحثت الآلاف من الأستراليين الذين ما زالوا هناك على المغادرة ما دام هذا ممكنا.
وذكرت وانغ في مؤتمر صحافي، أن أستراليا وفرت 580 مقعدا على رحلات تغادر يومي الخميس والسبت للمواطنين والمقيمين الدائمين وعائلاتهم الذين يرغبون في مغادرة لبنان. كما تم تنظيم رحلات في وقت سابق من الأسبوع.
وأشارت الى أن نحو 1700 أسترالي وعائلاتهم سجلوا لدى الحكومة رغبتهم في مغادرة لبنان.
وكشفت عن أن جالية لبنانية كبيرة تعيش في أستراليا فيما يقدر عدد الأستراليين الذين يقيمون في لبنان بنحو 15 ألفا.
وقالت وانغ: “رجاء، استغلوا أي خيار متاح أمامكم. الآن ليس الوقت المناسب للانتظار لرؤية ما سيحدث وإنما الوقت المناسب للمغادرة”.
ولفتت إلى أن تسيير الرحلات يعتمد على بقاء مطار بيروت مفتوحا. وأضافت: “نحن قلقون للغاية من تصاعد الوضع. في حال إغلاق مطار بيروت فإن خيارات المغادرة ستصبح أقل”.
وأفادت بأن بلادها أرسلت طائرة عسكرية إلى قبرص كجزء من خطة طوارئ لكن الرحلات الجوية التجارية تظل هي الأساس ما دام مطار بيروت مفتوحا.
كما جددت دعمها للخطة التي تدعمها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في لبنان من أجل إنهاء “دائرة العنف”. وقد رفضت إسرائيل هذه الخطة.
وكانت قد أفادت وكالة شينخوا الصينية أمس الاربعاء، بإجلاء أكثر من 200 مواطن صينيّ بسلام من لبنان.
كما نقلت وكالة أنباء “أوروبا برس” عن وزيرة الدفاع الإسبانية مارغاريتا روبلس اليوم الاربعاء، قوله إن إسبانيا أرسلت طائرتين عسكريتين لإجلاء رعاياها من لبنان.
في حين حضت كوريا الجنوبية “مواطنيها في لبنان وإسرائيل على المغادرة فورا”.
تفاصيل عن خطط الطوارئ
وفي سياق متصل، تسارع الدول الغربية في وضع خطط الطوارئ لإجلاء رعاياها من لبنان بسبب تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله، إضافة إلى الهجوم الإيراني الأخير. وبينما لم تُنفذ عمليات إجلاء عسكرية واسعة بعد، بدأت بعض الدول في استئجار طائرات لمساعدة مواطنيها على المغادرة، مع استمرار تشغيل مطار بيروت.
كما ان هناك أيضًا خطط لإجلاء عبر البحر إلى قبرص لنقل دفعات أكبر من الرعايا.
أستراليا
وفرت السلطات مئات المقاعد على متن طائرات لموطنيها لمغادرة لبنان، وأرسلت طائرة عسكرية إلى قبرص في إطار خطة طوارئ.
وتشمل خطة الطوارئ الإجلاء بحرا رغم أن البلاد حثت ما يقدر بنحو 15 ألفا من مواطنيها في لبنان على المغادرة جوا بينما مطار بيروت مفتوحا.
بلجيكا
ذكرت وكالة أنباء بلجيكية أن وزارة الخارجية البلجيكية نصحت المواطنين البلجيكيين بمغادرة لبنان في أقرب وقت ممكن.
الصين
قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية، إن الحكومة أجلت بأمان أكثر من مئتي مواطن صيني.
كندا
تشير تقارير إخبارية من كندا إلى أنها ستتعاون مع أستراليا في إجلاء رعاياها بحرا. وذكرت صحيفة تورونتو ستار أن الخطة تتضمن التعاقد مع سفينة تجارية لنقل ألف شخص يوميا.
قبرص
من المرجح أن تكون الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي الأقرب إلى الشرق الأوسط ممرا لعمليات الإجلاء نظرا لأنها سهّلت إجلاء نحو 60 ألف شخص فروا من الحرب بين إسرائيل وجماعة حزب الله في عام 2006. وعرضت تركيا المجاورة المساعدة أيضا.
وطلبت قبرص من اليونان توفير طائرة لإجلاء رعاياها الراغبين في المغادرة. ويقدر عدد القبارصة في لبنان بنحو ألف إلى 1500 لكن الراغبين في المغادرة أقل بكثير.
فرنسا
لم تصدر فرنسا أمرا بالإجلاء رغم وجود خطط منذ عدة أشهر. وتركز خطط الطوارئ الحالية على قبرص ومطار بيروت وتناقش أيضا عمليات إجلاء عبر تركيا.
ولدى فرنسا سفينة حربية في المنطقة وستصل حاملة طائرات هليكوبتر فرنسية إلى شرق البحر المتوسط في الأيام المقبلة، وتتخذ موقعا في حالة اتخاذ قرار بإجلاء الرعايا الأجانب من لبنان.
ألمانيا
قالت وزارتا الخارجية والدفاع في ألمانيا، في بيان مشترك، الاثنين، إنهما تقومان بعمليات إجلاء من لبنان للموظفين غير الأساسيين وأسر العاملين في السفارة والمواطنين الألمان الذين يعانون من مشكلات صحية، وإنهما ستواصلان دعم الآخرين الذين يحاولون المغادرة.
اليونان
حثت وزارة الخارجية اليونانية مواطنيها على مغادرة لبنان وتجنب أي سفر له. وهناك فرقاطة على أهبة الاستعداد تحسبا لطلب أي مساعدة.
إيطاليا
قلصت إيطاليا عدد موظفيها الدبلوماسيين وعززت قوات الأمن في سفارتها في بيروت. وحث وزير الخارجية، أنطونيو تاياني، رعايا إيطاليا مرارا على مغادرة البلاد وسعى للحصول على ضمانات من إسرائيل بشأن سلامة الجنود الإيطاليين العاملين في عمليات حفظ السلام في المنطقة.
هولندا
قالت وزارة الدفاع الهولندية أمس الأربعاء إن أمستردام تعتزم إرسال طائرة عسكرية لإعادة رعاياها من لبنان في رحلتين يومي الرابع والخامس من أكتوبر تشرين الأول.
وأضافت أن الرحلتين الجويتين إلى القاعدة الجوية العسكرية في آيندهوفن ستكونان متاحتين أيضا للأشخاص من دول أخرى في حال وجود مقاعد إضافية.
بولندا
قال متحدث باسم وزارة الخارجية البولندية، الثلاثاء، إن وارسو ستقلص عدد الموظفين في سفارتها ببيروت، مضيفا أن البلاد ستنظم عمليات لنقل رعاياها الراغبين في مغادرة لبنان.
البرتغال
نصح رئيس الوزراء لويس مونتينيجرو بعدم السفر إلى لبنان. وساعدت البلاد في إجلاء عدد صغير من المواطنين البرتغاليين المقيمين هناك.
إسبانيا
تعتزم إسبانيا إرسال طائرتين عسكريتين لإجلاء ما يصل إلى 350 مواطنا إسبانيا من لبنان في وقت مبكر من اليوم الخميس.
تركيا
تركيا مستعدة لتنفيذ عملية إجلاء محتملة للأتراك من لبنان جوا وبحرا، وتعمل مع حوالي 20 دولة لتجهيز موانئها ومطاراتها لإجلاء محتمل لرعايا أجانب عبر تركيا.
وهناك نحو 14 ألف مواطن تركي مسجلون لدى القنصلية التركية في لبنان، رغم أن هذا الرقم غير نهائي.
بريطانيا
حثت بريطانيا رعاياها على مغادرة لبنان فورا. ونقلت نحو 700 جندي إلى قبرص لتعزيز وجودها في المنطقة حيث لها بالفعل أصول عسكرية تشمل سفينتين تابعتين للبحرية الملكية وقاعدتين عسكريتين في الجزيرة.
وقالت مصادر دبلوماسية، إن بريطانيا استأجرت رحلة جوية، أمس الأربعاء، لرعاياها، ومن المقرر أن تتبعها رحلات جوية أخرى مستأجرة.
الولايات المتحدة
أمرت الولايات المتحدة بنشر العشرات من قواتها في قبرص للمساعدة في الاستعداد لأي سيناريوهات بما يشمل إجلاء الأميركيين من لبنان.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، إنها تعمل مع شركات الطيران لزيادة عدد الرحلات الجوية من لبنان مع توفير مزيد من المقاعد للأمريكيين.