زيارة إيرانية “في غير محلّها”.. التوتر “إلى ما فوق الغليان” والحرب الشاملة “على الأبواب”!
أيام وأسابيع من الترقّب تنتظر لبنان وشعبه، في ظلّ ما يُحكى عن إطالة أمد المعركة بين إسرائيل وحزب الله، لا سيما بعد أن كشف مصدر عسكري إسرائيلي أن الجيش يستعد لتوسيع العملية البرية في جنوب لبنان قريبًا. فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي سيدفع بلواءين إضافيين إلى الجنوب.
في موازاة ذلك، أفادت صحيفة “النهار” نقلًا عن مصادر فرنسية متابعة للوضع في لبنان، بأنّ إسرائيل تسعى إلى إقفال الحدود اللبنانية السورية في ظل الدعم الأميركي الذي يرى أن ما تقوم به إسرائيل حاليًا هو “بمثابة لبنان جديد من دون “حزب الله”، وإسرائيل مقتنعة بأنها تقوم بعمل سيؤدي إلى شرق أوسط جديد ولبنان جديد”.
زيارة إيرانية “في غير محلها”
دبلوماسيًا، وفيما كانت المواقف التي نقلها وأعلنها من بيروت وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أنّ وقف النار يحتاج لموافقة “حزب لله”، ويجب أن يأتي بالتزامن مع وقف إطلاق النار في غزة، وأن يكون راعيًا لحقوق الشعب اللبناني، أفاد مصدر دبلوماسي، بحسب صحيفة “اللواء”، أنّ موقف الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، جاء في إطار رفض الشروط الثلاثة التي أعلنها وزير الخارجية الإيراني.
وتعليقًا على زيارة عارقجي، قال الوزير السابق رشيد درباس في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أنها جاءت في غير محلها، مضيفًا: “نحن اليوم في ورطة كبيرة وهو أتى لتجديد المعزوفة القديمة ذاتها”.
ورأى درباس بأننا كلنا خاسرون، واصفًا اللحظة التي نمرّ بها بأنها لحظة التضامن الوطني ووجوب الانتصار لبعضنا البعض من دون تمييز.
وعن كلام عرقجي حول مساندة غزة، سأل درباس: “أين غزة وماذا حل بأهلها”؟
تعويل على الحركة الفرنسية
بدورها، أشارت صحيفة “الجمهورية” إلى أنّه يبقى التعويل على الحركة الفرنسية في هذا الاتجاه، مع إعلان باريس عن زيارة سيقوم بها وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو إلى المنطقة، على أن يصل الإثنين إلى إسرائيل. ومن غير المستبعد أن يقوم بزيارة ثانية إلى بيروت.
وعلى ما هو مؤكّد، فإنّ باريس التي تبدو متحمسة للدفع بالمبادرة الدولية لوقف إطلاق النار، فإنّ تقديرات دبلوماسية غربية تحدثت عن صعوبة مسبقة تعتري مهمّة وزير الخارجية الفرنسية في إسرائيل الأسبوع المقبل، وخصوصًا أن لا أحد من المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، مهتم بوقف إطلاق النار في الوقت الراهن.
وتتقاطع تلك التقديرات، مع قناعة يبديها مسؤول كبير بقوله لـ “الجمهورية”، أنّ الحراك الدولي مطلوب وبإلحاح، وهناك مشاورات مكثفة تجري على مستويات دولية متعددة، ولكن لا أعتقد أنّها ستؤدي إلى أي نتيجة، كما نرى الأمور فإنّ الوضع برّمته صار مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالجبهة الإيرانية – الإسرائيلية، فهناك كلمة السرّ التي ستحدّد مجرياتها المسار الذي سيسلكه الوضع في جنوب لبنان، وكذلك الوضع في المنطقة بصورة عامة.
وقال المسؤول عينه، إنّ كلام الرئيس الأميركي جو بايدن عن أنّه سيتجنّب اندلاع حرب شاملة، يصطدم بواقع على الأرض يسير في اتجاه معاكس. وارتفاع التوتر على الخط الإيراني- الإسرائيلي إلى ما فوق الغليان، لا يوحي فقط بأنّ الحرب الشاملة باتت قريبة، بل يوحي أنّها صارت على الأبواب، يعزز ذلك التدحرج المتسارع للوضع في ظل التهديد الإسرائيلي بالردّ على الهجوم الإيراني الصاروخي، والتهديد الإيراني بالردّ على الردّ.
مواضيع ذات صلة :
هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو | هل يحقّ لرئيسي مجلسي النواب والوزراء التفاوض مع إسرائيل؟ خبراء يشرحون! | شقير: هناك جدية لدى حزب الله في إنهاء القتال والطابة اليوم بيد إسرائيل |