الجميّل: نريد لبنان الإنفتاح والإزدهار

اعتبر النائب نديم الجميّل أن أمام اللبنانيين خيارين في الفترة المقبلة: إما الاستمرار في التوجه الذي كان قائمًا منذ 40 عامًا والذي أدى إلى المواجهات والتسليح والدمار والممانعة، أو الاتجاه نحو خيار الانفتاح والازدهار كما تعيشه الدول المتطورة.
ورأى، في تصريح له عبر “سكاي نيوز عربية”، أن لبنان أمام خيار حقيقي: أين يريد أن يذهب في المستقبل؟ مشيرًا إلى أن خيار الممانعة حقق الدمار، حيث ستتجاوز كلفة الحرب على لبنان مئات ملايين الدولارات.
وقال: “للأسف، حجم الفراغ في القرار السياسي الذي سببه حزب الله كبير، وهذا يظهر كيف أن حزب الله كان يبسط سلطته على الدولة ويُلغي معارضيه. وعندما اختفى عن الوجود، أصبحت هناك صعوبة في تعبئة الفراغ. علينا كجيل جديد أن نتحرر من الأمر الواقع ونخرج إلى العلن بمشروع جديد يأخذ لبنان إلى مكانه الطبيعي، وهو الانفتاح على العالم العربي والغربي ودوره كهمزة وصل”.
ولاحظ الجميّل أن موقف الحكومة مربك، مشددًا على ضرورة فصل المسار بين لبنان وغزة. وأكد أن ما سمعناه في خطاب خامنئي ووزير خارجية إيران يوضح أن لبنان يجب أن يستمر في حربه ومساندته لغزة، ولا يمكن فصل المسارين. من الضروري أن يوضح رئيس الحكومة والرئيس بري المسار الذي يردانه.
وأضاف: “يجب على اللبنانيين أن يتخطوا حاجز الخوف الذي وضعهم فيه حزب الله منذ أكثر من 30 عامًا نتيجة الاغتيالات وتصرفاته. كما يجب أن نتحدث بحرية ونعيد مشروع الدولة إلى الواجهة، وننفذ القرارين 1701 و1559. لا يمكننا الاستمرار في الشعارات الجميلة وسردية حزب الله بأنه الحامي، حيث سقطت هذه السردية. يجب أن يُسلّم سلاحه إلى الدولة كما فعل كل اللبنانيين بعد اتفاق الطائف، ثم نجلس معًا دون سلاح على الطاولة لبحث الخيارات بجدية، مع وضع المصلحة العليا للبنانيين نصب أعيننا”.
وأوضح الجميّل أنه حان الوقت لنبدأ مشروعًا آخر للوصول إلى بلد متطور بشعب منفتح، ومن حقنا أن نكون مع الازدهار والتطور.
وأشار إلى أن المشكلة تكمن في أن حزب الله، الذي كان يقرر بحكم الأمر الواقع، لا نعرف إن كان سيلتزم بتوجهات بري، الذي طالب مع ميقاتي بفصل لبنان عن غزة وتطبيق القرار 1701، ولكن جاءه الرد من ولي الفقيه ومن وزير الخارجية الإيراني اللذين أكدا عدم فصل المسارين وإيقاف القتال. وسأل: “على من سيرد الحزب اليوم، على الشريك في الوطن أم على إيران؟”.
كما لفت إلى أن واقعًا جديدًا يفرض نفسه اليوم في لبنان بعد اغتيال نصرالله، وهذا الواقع سيتفاعل وسينتج خارطة سياسية جديدة، مما يتطلب أن نكون متيقظين لوضع لبنان على سكة الحل والتعافي.
وعن الانتخابات الرئاسية، اعتبر الجميّل أنه من المبكر الحديث عن الأسماء، لأن الهدف الأساسي اليوم هو اختيار أي لبنان نريد. وقال: “يجب أن نختار مسؤولًا يأخذ لبنان إلى محور جديد، وننتخب رئيسًا كامل المواصفات، فلا نريد رئيسًا بنصف توجه وفكر. فالترقيع لم يعد مجديًا وقد أوصلنا إلى حروب كل عشر سنوات. حان الوقت لنبني رؤية مستقبلية لأبنائنا، وهذا يحتاج إلى خيار جديد”.
وأضاف: “ثمة جهات من مصلحتها أن تحول الصراع إلى داخلي، ولكن هناك وعي لدى اللبنانيين للتضامن الوطني، الذي برهنوا عنه في الآونة الأخيرة عبر استقبال النازحين وفتح البيوت والقلوب، ونتمنى أن يستمروا بهذا النهج كي لا نصل إلى إشكال داخلي”.