لبنان يتخبّط بأزماته.. دعواتٌ لانتخاب رئيس واتخاذ “موقف تاريخي إنقاذي”

لبنان 6 تشرين الأول, 2024

فيما يعيش لبنان تحت نيران الحرب، تتعالى الأصوات الداخلية والخارجية المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية، في محاولة لضبط إيقاع الأزمات التي تتوالى على البلد القابع من دون رأس، لأكثر من سنتين.

في هذا الإطار، اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أن “اليوم، مطلوب من المسؤولين السياسيّين عندنا، على اختلاف مواقعهم، تناسي نقاط الخلاف، والتلاقي بروح المسؤوليّة التاريخيّة، والعمل بجديّة على انتخاب رئيس للجمهوريّة يحظى بالثقة الداخليّة والخارجيّة. فإنّ انتخابه أولويّة في ظروفنا الحاضرة: لكي يبني الوحدة الوطنيّة الداخليّة، ولكي يسهر على تنفيذ القرار 1701 ووقف النار، ولكي يتولّى المفاوضات بشأن نقاط البحث المطروحة، وبشأن موقع لبنان في محيطه، ولكي ينتظم معه مجلس النوّاب ومجلس الوزراء، ولكي يستعيد موقع لبنان في الأسرتين العربيّة والدوليّة، ولكي يرعى شؤون النازحين اللبنانيّين الذين تجاوز عددهم المليون نسمة، ولكي يعمل مع سوريا والأسرة الدوليّة على عودة النازحين السوريّين إلى بلادهم ومساعدتهم هناك”.

وأكد الراعي أنّ “انتخاب رئيس للجمهوريّة لا يتحمّل بعد اليوم أي تأخير، أيًّا تكن الأسباب. فانتخابه يفوق كلّ اعتبار. إنّ عدم انتخابه لمدّة سنتين كان بحدّ ذاته جرمًا من المجلس النيابيّ لأنّه أدّى إلى تفكّك أوصال الدولة في ظرف دقيق للغاية. وإنّا من جديد نعزّي عائلات ضحايا الحرب، ونرجو للجرحى الشفاء، وللمنكوبين العودة إلى ديارهم”.

وقال: “ينبغي أن يتحلّى المسؤول بالأمانة والحكمة والأمانة تفترض المحبة في قلبه وعليه البقاء على مستوى الثقة والأمانة التي أعطيت له”.

تابع البطريرك الراعي: “فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل توقّف الحرب في لبنان، وعودة اللاجئين إلى مناطقهم، وانتخاب رئيس للجمهوريّة، والتزام الحكومة والمؤسّسات الحكوميّة وغير الحكوميّة والمبادرات الجماعيّة والإفراديّة في تأمين المساعدات للعائلات النازحة من الجنوب وبيروت وبعلبك وسواها”.

عودة: لاجتماع النواب فورًا وانتخاب رئيس!

الدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية، حملها أيضًا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، الذي أشار خلال عظة اليوم الأحد، إلى أن “ما يمر به بلدنا فرصة لجميع أبنائه كي يعودوا إلى ضمائرهم ويتأملوا في ما حصل، ويتحدوا حول دولتهم من أجل صون بلدهم، إنها فرصة لاجتماع النواب فورًا وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة متجانسة تعمل بلا كلل على مواكبة التطورات واتخاذ الإجراءات اللازمة، ومعالجة الوضع الخطير والمشاكل الإنسانية والاجتماعية الناتجة عنه، بمعاونة الجيش اللبناني الذي عليه وحده تقع مسؤولية حماية الحدود وأمن البلد. علينا استعادة لبنان الدولة التي وحدها تشكل المظلة والملجأ الأمين لجميع أبنائها، ألم نتعلم من دروس الماضي الأليمة”؟

وأضاف: “اللبنانيون ينتظرون من قادتهم موقفًا تاريخيًا إنقاذيًا على مستوى الخطر المحدق بهم. بلدنا المنهار لن يقوى على الصمود طويلًا ما لم تتوحد المواقف حول طريقة إنقاذه. لم يعد جائزًا تركه ساحة مستباحة وحلبة مصارعة، نحن أمام عدو شرس لا يرحم، وحدة اللبنانيين حول دولتهم، ووضع مصلحة بلدهم فوق كل مصلحة أخرى، وبلورة موقف وطني سيادي واضح يحصنهم ويؤمن لهم تضامنًا عربيًا وعالميًا ضروريًا لكسب قضيتنا بالطرق الدبلوماسية، وحماية البلد وأبنائه”.

وختم: “الموت قاب قوسين من الجميع، والإنسان لا يذكر إلا بالحسنات التي تركها وراءه، فتكون ذكراه خالدة في ضمير الأجيال وتاريخ البلاد. فلنتهيأ، بالاتحاد حول فكرة الوطن الذي هو الحصن الأمين لجميع أبنائه، ولنعمل جميعنا من أجل إحياء الممارسة الديموقراطية فيه، وإعادة الحياة إلى مؤسساته الدستورية”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us