تستمر حركة النزوح في لبنان في الازدياد بشكل مقلق جراء الحرب المتواصلة، ما أسفر عن زيادة مقلقة في أعداد النازحين تعكس حجم المأساة الإنسانية. كما تواجه العائلات النازحة ظروفًا صعبة، بينما تتواصل التدابير من الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية لتوفير المساعدات الأساسية.
وكانت قد أفادت معلومات الـLBCI، بأن 236 ألف نازح سوري عبروا نقطة المصنع من تاريخ 23/9/2024 لغاية اليوم، في حين عبر 60 ألف لبناني.
لبنان يستضيف حوالي 1.2 مليون نازح لبناني
في السياق، أفاد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هيكتور حجار، بأن “وزارته تعمل بطاقة أقل من قدرتها بحوالي 33%، في ظل الأزمة الحالية التي تشهدها البلاد”.
وأعلن حجار في حديث الى إذاعة “سبوتنيك”، أن “لبنان يستضيف حوالي 1.2 مليون نازح لبناني، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الجنسيات الأخرى، مما يجعل إدارة هذا العدد الهائل من الناس تحديا كبيرا”.
وأكد أن “الوزارة قد حولت آلية عملها لإدارة الكوارث، حيث تتنقل الفرق في مختلف المناطق”، مضيفا: “اجتمعت مع جميع فرق العمل من الصباح حتى المساء للتشاور حول كيفية إدارة هذا الوضع، ومع ذلك لا توجد موازنة خاصة لهذا الملف”.
وكشف “عن مبادرة جديدة أطلقتها الوزارة في منطقة جزين، تتضمن توفير الرعاية الصحية والتطعيمات، مع خطط لدعم الأسر الأكثر فقرا”.
وأشار إلى أنه “تم استضافة النازحين في 881 مركز إيواء، حيث تم تأمين الاحتياجات الأساسية”. كما ذكر أنه “ناقش مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين سبل تحسين الظروف للنازحين”، مؤكدا أنه “يحق لكل من يرغب في العودة إلى سوريا أن يقوم بذلك”.
وفي ما يتعلق بمسؤولية لبنان تجاه النازحين، قال حجار: “نحن بلد نحترم حقوق الإنسان، وكل ما يحدث لهؤلاء الأطفال هو مسؤوليتنا”. ودعا “المجتمع الدولي إلى دعم لبنان في هذا الملف الإنساني”، معتبرا أن “دماء هؤلاء النازحين في “رقبة” المجتمع الدولي”.
وشدد على “ضرورة متابعة أوضاع النازحين والمقيمين خارج مراكز الإيواء”، لافتا إلى أن “الحكومة تسعى لتأمين إيواء لائق للحد الأدنى”.
ووجه “نداء رسميا للسلطات السورية لتسهيل عودة النازحين”، مشيرا إلى “أهمية ضبط موضوع المعابر لتوفير الأمان للعودة”. وتطرق “إلى الفرصة التاريخية التي يمكن أن يستفيد منها لبنان في التعاون مع سوريا”، مؤكدا “أهمية تضامن الدول في ظل الظروف الحالية”.
وفي الختام، شدد حجار على “أهمية العمل المشترك لحماية حقوق الأطفال والنازحين”، مؤكدا “التزام الوزارة بالتعاون مع المجتمع الدولي لتوفير المساعدات اللازمة”.
تدهور الوضع الصحي نتيجة النزوح
من جهة أخرى، حذر مسؤول بمنظمة الصحة العالمية في بيروت، اليوم، من خطر تفشي الأمراض في لبنان بسبب ظروف التكدُّس في مراكز النازحين وإغلاق عدد من المستشفيات مع فرار المسعفين من الهجوم الإسرائيلي.
وقال إيان كلارك المسؤول بمنظمة الصحة العالمية في لبنان، بمؤتمر صحافي في جنيف، عبر رابط فيديو من بيروت: “نواجه وضعاً يزيد فيه بشدة احتمال تفشي أمراض، مثل الإسهال المائي الحاد والتهاب الكبد (أ) وعدد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات”.
وأشار إلى أن منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة حذرت بالفعل من أن النظام مثقل الكاهل وأن هناك حتى الآن خمس مستشفيات في لبنان صارت خارج الخدمة وأربع مستشفيات أخرى تعمل من دون الكفاءة نتيجة للأعمال القتالية.
وقال كلارك إنَّ المستشفيات أُغلقت لأن المسعفين إما فروا من القتال أو طلبت منهم السلطات الإخلاء.
وفي المؤتمر نفسه، عبّر مسؤول في برنامج الأغذية العالمي اليوم عن القلق إزاء قدرة لبنان على توفير غذائه لنفسه، ولفت إلى أنَّ آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية في جنوب البلاد احترقت أو هجرت وسط تصاعد الأعمال القتالية.
من جهته، قال ماثيو هولينغورث مدير برنامج الأغذية العالمي في لبنان: “من ناحية الزراعة وإنتاج الغذاء، هناك قلق غير عادي بشأن قدرة لبنان على الاستمرار في إطعام نفسه”، مضيفاً أنه لن يتم حصاد المحاصيل وسيصيب العفن الإنتاج في الحقول.