أكثر من مليون نازح هجروا منازلهم في لبنان… ومراكز الإيواء “لم تعد تأوي”!
لا يزال لبنان تحت وطأة النزوح الذي فرضته الحرب الأخيرة، فأكثر من مليون نازح هو رقم يصعب على الدولة تحمله، وهي أساساً منهمكة بأزماتها، ما يتطلب إجراءات استنثائية.
في هذه السياق، أوضح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنّ أزمة “النزوح من المناطق التي تتعرض للغارات الإسرائيلية تشكل عنصر ضغط اضافيا وملفا طارئا تجنّدت الحكومة بكل طاقاتها واجهزتها لمواجهته”.
وأشار إلى أنّ “اللجنة الوزارية الخاصة بهذا الملف تعمل بشكل متواصل وفق آلية محددة تم الاتفاق عليها منعا للتجاوزات ولضمان ايصال المساعدات الى المحتاجين”.
ولفت إلى أنّ “هناك بالتأكيد تقصير في هذا الملف بالنظر الى حجم النزوح الكبير وتسارعه وارتفاع اعداد النازحين يوميا، لكننا ماضون في مواجهة هذا التحدي بمسؤولية وباذن الله سنتجاوز، بتعاضدنا ووحدتنا، هذه الازمة المريرة”.
في المقابل، أعلن وزير البيئة ناصر ياسين، من السراي، أن “هناك ورقة عمل مع أفكار عدة حول الخيارات المتاحة بموضوع مراكز الايواء، من بينها انشاء بيوت جاهزة في بعض المناطق المفتوحة”، ولفت إلى أن “الامر يستلزم توافر معايير معينة.”
من جهته، أكد وزير الطاقة وليد فياض أن مراكز الايواء لم تعد تستوعب الجميع، وأنّه قد تمّ البدء البحث بأفكار جديدة.
بدوره، رأى وزير العمل مصطفى بيرم أنه لا يجب تبني اي رواية اسرائيلية، قائلا: “الاسرائيلي يمارس حربا نفسية وعلينا أن نضرب اشاعاته والمحافظة على التضامن الوطني”.
أما وزير الزراعة عباس الحاج حسن، شدد على أن المطلوب المساعدة ووقف حمام الدم وهذا المشهد لا يكتمل الا بتضافر الجهود من الدول الصديقة للبنان.
إلى ذلك، أكد المكتب الإعلامي لوزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور الحجار في بيان “التزام وزارة الشؤون الإجتماعية حماية كل النازحين على الأراضي اللبنانية، أكانوا من اللبنانيين أو اللاجئين الفلسطينيين أو العمّال الأجانب أو النازحين السوريين، وضمان سلامتهم وتأمين الدعم الأساسي لهم”. كما جدّد “رغبة الوزارة باستمرار التنسيق مع كل المنظّمات المعنيّة مثل الـ IOM، والـ UNRWA، والـ UNHCR وكل المنظمات التي تسعى لتأمين مراكز الإيواء لهم لحمايتهم وعائلاتهم في ظلّ الأوضاع الأمنية الصعبة، ومخاطر وجودهم في الأماكن العامّة”.
وتابع البيان: “وفي الإطار عينه، يرفض الحجّار أي اتهامات بالتمييز بين النازحين في لبنان، ويذكّر بالمبادرة التي أطلقها بالتعاون مع الـ UNHCR والـ IOM بهدف إيواء النازحين السوريين الذين ما زالوا يفترشون الطرقات، وحماية أطفالهم، وهو بانتظار الجواب الرسمي حول هذه المبادرة لوضع الحلول قيد التنفيذ.
كما يعمل الحجّار بشكلٍ متواصل مع الجهات الرسميّة في لبنان وسوريا على تسهيل عمليّة العودة الآمنة والطوعيّة لمن يرغب، ويشدّد على ضرورة تأمين الحدّ الأدنى من المساعدات الأساسيّة لهم في بلادهم لحمايتهم وتفعيل استقرارهم وأمنهم الغذائي”.
وناشد الحجار “الأمم المتحدة الضغط على الجانب الإسرائيلي لتأمين الحماية لمراكز الإيواء التي تحتضن النازحين من أطفال وذوي إعاقة وكبار السنّ بالإضافة إلى مخيّمات النازحين السوريين”.
مواضيع ذات صلة :
استنفار قيادي درزي منعاً لأي مغامرة | “في الحرب الجميع خاسرون”… الراعي: لتفريغ المؤسسات التربوية لأن العلم ضرورة | عن ذكريات محتها الحرب |