“الحلّ في وقف إطلاق النار”… قاسم: أعدكم بوعد نصرالله بأن تعودوا إلى بيوتكم التي سنعمّرها
وصف نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم إسرائيل بـ”الاحتلال التوسعي”، معتبراً أنّها تهدف لاحتلال “المنطقة العربية كلّها، والمحيط الإسلامي والتحكّم بالعالم”.
وفي كلمة هي الثالثة منذ اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، قال قاسم نّ “إسرائيل تراهن على ثلاثة أمور: الإجرام الذي يرعب الآخرين، والتبنّي المطلق من قبل أميركا، والزمن، فما لا يأخذه اليوم يمكن أن يأخذه غداً أو بعد غد”.
وأعلن قاسم أنّه “لا يمكن أن نفصل لبنان عن فلسطين، ولبنان ضمن المشروع التوسّعي الإسرائيلي، و سيتوسّع في كلّ وقت يشعر أنّه قادر على ذلك”.
وأضاف: “مساندتنا للفلسطينيين هي مساندة للحق، ونضيّق بالمساندة خيارات إسرائيل بتحقيق خياراتها التوسّعية”، متسائلاً: “أليس من حقّ الفلسطيينيين القيام بأمر يهزّ الاحتلال… فبدل أن تسألوا لماذا قام طوفان الأقصى، اسألوا لماذا قام الاحتلال؟ وهذا حقّ مشروع”.
في كلمته، أعلن قاسم أنّه “نحن أمام خطر شرق أوسط جديد على الطريقة الأميركية والإسرائيلية”، وقال: “نتنياهو يُكرّر اليوم أنّه يريد شرقاً أوسط جديداً، وهذا يعني أنّ أميركا وإسرائيل ستقوم بأعمال الإبادة”.
واعتبر قاسم أنّ “مقاومتنا مشروعة ودفاعية، فالمشروع الموجود الآن في المنطقة مشروع توسّعي، والمطلوب تحرير فلسطين لحماية أرضنا، ولسنا أمام مشروع إيراني”.
وأضاف: “إذا لم نواجه إسرائيل تحت عنوان قرارات دولية وأن لا علاقة لنا بفلسطين، فستصل إسرائيل إلى أهدافها، أمّا عندما نقف ونتحمّل التضحيات ونؤلمهم سنكون قد حمينا الأجيال لعشرات السنين في المستقبل”.
وحول الخسائر التي مُني بها “حزب الله”، قال قاسم: “طبيعي أن يكون للمواجهة ثمن، وهذه التضحيات تردع مشروع العدو وهو أيضاً يدفع الثمن”. كما لفت قاسم إلى أنّ “مشروع إسرائيل تدميري إلغائي للمقاومة وشعبها”.
وقال: “لإسرائيل ثلاثة أهداف: ضرب القيادة والقدرة العسكرية لـ”حزب الله”، وإنهاء وجود “حزب الله”، وصياغة لبنان بطريقة يرضى عنها الإسرائيلي والأميركي”.
كما كشف قاسم أنّ “نصرالله بنى مقاومة صلبة أعدّت عدّتها، ومجاهدوها لا يهابون الموت، أمّا العدوّ فلأنّه مفلس وقدراته لم تنفعه فقتل عناصر من الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل”، متسائلاً: “أين قوات طوارئ الأمم المتحدة، أين فرنسا وأميركا وبريطانيا”، مؤكداً أنّ “القرارت الدولية ملحقة والعدو يصنع ما يريد”.
أوضح قاسم أنّ الحرب الإسرائيلية على لبنان بدأت منذ 17 أيلول (أكتوبر) الماضي، وقال: انتقلنا من الإسناد إلى مواجهة حرب إسرائيل على “لبنان منذ 17 أيلول عند تفجير البيجر، وتجلّت الحرب في 27 أيلول باغتيال نصرالله”، مؤكداً أنّه “نحن أمام وَحش هائج لا يتحمّل أن تمنعه المقاومة من تحقيق أهدافه، ونحن من سيُمسِك رسنه ويُعيده إلى الحظيرة”.
وكشف عن انتقال المواجهة مع إسرائيل إلى معادلة جديدة اسمها “معادلة إيلام العدوّ”، قائلاً: “ما أنجزه المجاهدون منذ أسبوعين كان أفضل ممّا كانوا يتوقّعون، ومنذ أسبوع قرّرنا معادلة جديدة اسمها (معادلة إيلام العدوّ) وباتت تصل الصواريخ إلى حيفا وما بعد بعد حيفا، ووصلت إلى تل أبيب”.
وأضاف: “بما أنّ العدوّ الإسرائيلي استهدف كلّ لبنان، فلنا الحقّ باستهداف أيّ نقطة في كيانه سواء في الوسط أو الشمال أو الجنوب، فلم يعد هناك نقاط ضمن أيّ معادلة، وسنُركز على استهداف جيشه وثكناته”.
وتوجّه قاسم إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بالقول إنّ “الحلّ في وقف إطلاق النار، ولا نتحدّث من موقع ضعف، وبعد وقف إطلاق النار بحسب اتفاق غير مباشر يعود المستوطنون إلى الشمال”.
كما أكد أنّ “المقاومة لن تُهزَم لأنّها صاحبة الأرض ولأنّ مقاوميها استشهاديّون، وجيشكم الآن مهزوم”.
وحول الخسائر التي مُني بها “حزب الله” في هذه الحرب، قال قاسم: “لا يوجد أيّ مركز قياديّ شاغر، وثمّة بديل في كلّ مركز أيضاً، والميدان يشهد التطوّر الذي حصل، والحزب قويّ بإمكاناته وتماسكه وبحركة “أمل” وبجمهوره”.
وتابع: “حزب الله قويّ بالحلفاء والإعلام النبيل وبالحكومة المتعاونة، وبالوحدة الوطنية التي أخرست أصوات النشاز، وقوي بالاحتضان الشعب”.
وفي ختام كلمته المتلفزة، توجّه نعيم قاسم إلى الشعب اللبناني بالقول: “نحن في وطن واحد، وإسرائيل تُعطّل حياتنا جميعاً، وإنّ التفافكم الإنساني والوطنيّ من كلّ الطوائف يزيد اللحمة الوطنية”.
أمّا للنازحين اللبنانيين فقال: “أنتم أشرف الناس وأنبل الناس، ونحن في مركب واحد، يصيبنا ما يصيبكم، ونعلم أنّ التضحية كبيرة لكن علينا أنم نتحمّل ونصبر رغم الصعوبات اليوم، فإنّ النصر مع الصبر”.
وقال: “أعدكم بوعد نصرالله بأن تعودوا إلى بيوتكم التي سنعمّرها وستكون أجمل ممّا كانت عليه، وبدأنا بإعداد المقدّمات لنباشر للعمل مع كل الأطراف”.
وأشار إلى أن “الحزب” لن يترك أهله، مطالبًا إياهم بعدم التخلي عن المقاومة، مع تأكيده أن هناك استعدادات جارية لما بعد وقف إطلاق النار.