زيارة “الفرصة الأخيرة”.. هوكشتاين في بيروت وانتخاب رئيس يتقدّم على وقف النار!

لبنان 21 تشرين الأول, 2024

على وقع التصعيد الإسرائيلي الخطير الذي طال مروحة واسعة من المناطق اللبنانية في الجنوب والضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع وجبل لبنان، بدأ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين جولته على المسؤولين اللبنانيين اليوم.

وعشية وصول هوكشتاين، شدد رئيس مجلس النواب نبيه برّي على أن هذه الزيارة هي الفرصة الأخيرة لأميركا للوصول إلى حل، مشيرًا في حديث لقناة “العربية” إلى أنه مفوّض من حزب الله منذ 2006 وهو موافق على القرار 1701، وهناك إجماع لبناني على القرار 1701، وهو إجماع نادر، ونحن نتمسك به.

واستبق بري وصول هوكشتاين برفض إجراء أي تعديلات على القرار 1701 بزيادة أو نقصان، وأعلن عن أن لديه خطة لإنقاذ لبنان يعمل عليها. ورأى أن الضوء الحقيقي في المنطقة هو التقارب السعودي الإيراني، وأوضح أنه لم يتحدث يومًا عن انتخاب رئيس قبل وقف النار.

في وقت نقلت مراسلة “هنا لبنان” عن مصادر، أنّه “حتى هذه الساعة لا تفاؤل عند الرئيس بري في موضوع المفاوضات بشأن إطلاق النار لا سيما وأن إسرائيل تواصل التصعيد على وقع زيارة هوكشتاين وتحاول التفاوض من أرض الجنوب في ظلّ محاولات التوغل عبر الحدود من أجل فرض شروط أقوى على طاولة الرئيس بري الذي يتولى عملية التفاوض نيابة عن حزب الله والشعب اللبناني”.

انتخاب رئيس يتقدم على وقف النار في لقاءات هوكشتاين!

بالمقابل، ورغم تصدر وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل أجندة المحادثات التي يجريها الوسيط الأميركي مع المسؤولين في بيروت، إلا أن دبلوماسيين غربيين شككوا في إمكانية التوصل إلى اتفاق، “ما يعني حكمًا تقدم ملف انتخاب الرئيس”.

وقال دبلوماسي غربي في بيروت لـ “الشرق الأوسط”، إن “الظروف ليست ناضجة للتوصل إلى وقف النار ما لم يكن مشمولًا بتحديد الحدود بين لبنان وإسرائيل لإخلاء بعض النقاط التي تحتلها وتتبع السيادة اللبنانية، في مقابل إخلاء جنوب نهر الليطاني من أي سلاح غير شرعي يعود إلى حزب الله الذي لم يعد أمامه سوى الانكفاء إلى شمال الليطاني”، في تطبيق للقرار الأممي 1701.

ولفت إلى أن “المجتمع الدولي يلح على توفير الضمانات لتطبيق القرار 1701 وهذا ما تقع مسؤوليته على الحكومة اللبنانية، بالإنابة عن حزب الله”.

ورأى الدبلوماسي أن إجماع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس السابق لـ “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، على الفصل بين جبهتي الجنوب وغزة “يلقى كل ترحيب ويؤسس، عندما تحين الفرصة، لتكثيف الجهود لإعادة الهدوء إلى الجنوب”.

واعتبر أن موقفهم يشكل “خريطة طريق للتوصل إلى وقف النار تمهيدًا لنشر الجيش شرطًا لتطبيق القرار 1701، جاءت متلازمة مع دعوتهم إلى التفاهم على رئيس توافقي لا يشكل تحدياً لأحد”.

كما قال دبلوماسي غربي آخر في بيروت لـ “الشرق الأوسط” إن “الظروف ليست مواتية لوقف النار، وهذا يعني حكمًا أن انتخاب الرئيس يمكن أن يتقدم على وقفها، وهو يلقى تأييد واشنطن”.

ولم يستبعد أن يتصدر الملف لقاءات هوكشتاين مع ميقاتي وبري وقائد الجيش العماد جوزف عون، “بحكم أولوية إنهاء الشغور الرئاسي كشرط لانتظام المؤسسات الدستورية، ليكون في وسع الرئيس المنتخب تولي المفاوضات إلى جانب حكومة تصريف الأعمال لوقف النار ونشر الجيش لتطبيق القرار 1701، انطلاقًا من تنفيذه بكامل بنوده وعدم إخضاعه للاجتهادات التي حالت دون تطبيقه كما يجب”.

لكن خلافًا لما نُقل عن هوكشتاين ونفته مصادر السفارة الأميركية، لن يسعى المبعوث الأميركي إلى تعديل القرار 1701، وإنما “الضغط لتحسين الشروط المؤدية إلى تطبيقه على نحو يعبد الطريق أمام تمكين الدولة اللبنانية من بسط سيادتها كاملة على منطقة جنوب الليطاني، ممثلة في الجيش اللبناني، بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل)”، كما يقول مصدر قريب من السفارة الأميركية في بيروت.

وأشار المصدر لـ “الشرق الأوسط” إلى أن “واشنطن ليست في وارد الانصياع، تحت أي ظرف كان، لرغبة إسرائيل بتعديل القرار 1701، وكل ما يهمها هو تطبيقه من دون شروط والالتزام بمضامينه”.

عسيري: نتنياهو لن يُفاوض إلّا تحت النار

في سياق متصل، أكد السفير السعودي السابق لدى لبنان علي عواض عسيري لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن الحل هو بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، لكنه أبدى شكوكه بأن تقتنع إسرائيل بالـ 1701 ولا حتى الـ 1559، مشيراً إلى أن بنيامين نتنياهو يقول بكل وضوح إنّه لن يُفاوض إلّا تحت النار وهذا يعكس سوء نيته.

وشدد السفير عسيري على ضرورة الدفع باتجاه انتخاب رئيس يحظى بتأييد داخلي وخارجي، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية لن تتدخل في الشأن اللبناني ولن تسمي رئيسًا للبنان وموقفها هو حث القوى السياسية لانتخاب رئيس بأسرع وقت. كما أنه مطلوب رعاية حوار وطني يدعو له الرئيس المنتخب لإيجاد الحلول اللازمة وتقريب وجهات النظر في القضايا الخلافية ومن المهم تعزيز دور الجيش اللبناني ونشره على كافة الاراضي اللبنانية وأن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة، وإبعاد لبنان عن سياسة المحاور.

توازيًا، كشف مصدر دبلوماسي رفيع لـ “الجمهورية”، عن اقتراح مصري بزيارة وزراء خارجية مصر والمملكة العربية السعودية وقطر لبيروت في الثالث من الشهر المقبل، لتأكيد الدعم العربي للبنان، والمساعدة في تحقيق وقف لإطلاق النار وإيجاد حل يوقف العدوان الاسرائيلي عليه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us