إيران تُصرّ على التدخّل بلبنان: سنتشاور مع أي دولة تُقدّم مقترحات لوقف الاعتداءات!
يومًا بعد آخر، وفيما يستمر التدمير الممنهج الذي يتعرض له لبنان من جرّاء الحرب التي أرادت إيران فتحها على مصراعيها رغم رفض معظم اللبنانيين لها، يُصرّ المسؤولون الإيرانيون على استمرار التدخل في الشؤون اللبنانية ضاربين بعرض الحائط المواقف الحازمة التي أطلقتها حكومة تصريف الأعمال منذ أيام على لسان رئيسها نجيب ميقاتي، برفض “الوصاية الإيرانية” والتدخل السافر في شؤون لبنان، والتي كررها اليوم أيضًا، معلنًا أنّه أبلغ القيادات الإيرانية أن يخففوا العاطفة تجاه لبنان.
فقد رفضت إيران اليوم الإثنين، على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، اتهامات رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لطهران، بالتدخل في شؤون بلاده، وذلك على خلفية تصريحات منسوبة إلى رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف.
وقال المتحدث إسماعيل بقائي خلال مؤتمر صحافي أسبوعي إن “إيران لم تكن لديها النية على الإطلاق و(لم تقدم على) أي خطوة يمكن أن تثير شبهة التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية”.
إلّا أنّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أصرّ بالمقابل، على أنّ طهران ستتشاور مع أي دولة تقدم مقترحات ومبادرات لوقف الاعتداءات في لبنان، على الرغم من موقف ميقاتي الذي جاء قبل أيام ليؤكد أنّ الدولة اللبنانية وحدها هي من تفاوض باسم لبنان من أجل تحقيق وقف إطلاق النار.
واعتبر المتحدث الإيراني في هذا السياق، أنّ أفضل مسار لتسوية الوضع السياسي في لبنان هو وجود حوار لبناني لبناني.
ميقاتي: أبلغت القيادات الإيرانية أن يخففوا العاطفة تجاه لبنان
بالمقابل، كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، اليوم الإثنين، عن أنّه أبلغ القيادات الإيرانية أن يخففوا العاطفة تجاه لبنان.
وقال ميقاتي: أتفهم أن تدعم إيران التفاوض، لكن لا أحد يتحدث نيابة عن الدولة اللبنانية.
أضاف: “راجعت حوار قاليباف بنفسي، وأبلغت اعتراضي، والرسالة وصلت”.
وكان ميقاتي قد استنكر في وقت سابق، تصريحات رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، قائلًا: “نستغرب هذا الموقف الذي يشكل تدخلًا فاضحًا في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان”.
وتابع: “أبلغنا وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، ورئيس مجلس الشورى، محمد باقر قاليباف، خلال زيارتيهما إلى لبنان أخيرًا، بضرورة تفهم الوضع اللبناني خصوصًا وأن لبنان يتعرض لعدوان إسرائيلي غير مسبوق، ونعمل لدى جميع أصدقاء لبنان ومنهم فرنسا للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار”.
وأوضح ميقاتي أن موضوع التفاوض بشأن تطبيق القرار الدولي رقم 1701 تتولاه الدولة اللبنانية، ومطلوب من الجميع دعمها في هذا التوجه، لا السعي لفرض وصايات جديدة مرفوضة بكل الاعتبارات الوطنية والسيادية.
وفي بيان لاحق، طلب ميقاتي من وزير الخارجية عبد الله بو حبيب استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت، توفيق صمدي، والاستفسار منه عن ما ورد في تصريحات قاليباف.
يشار إلى أنّ قاليباف كان قد أعرب خلال مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية عن استعداد بلاده للتفاوض بشكل ملموس حول إجراءات تنفيذ القرار 1701 مع فرنسا، التي ستعمل كدولة وسيطة بين حزب الله وإسرائيل.
مواضيع ذات صلة :
صفقة بين ترامب والأسد تقطع السلاح عن “الحزب”؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | الجميّل تعليقًا على رسالة خامنئي إلى الشعب اللبناني: “ومن الحب ما قتل”! |