“لبنان يشتعل”… حرائق كبيرة تلاحق الغابات والأحراج وجهود لإخمادها
كل عام، في مثل هذا الوقت، يشهد لبنان موجة من الحرائق التي تلتهم الغابات والأحراج، مما يثير قلق المواطنين والسلطات على حد سواء. تندلع هذه الحرائق بفعل عوامل عدة، منها الهواء، التلوث البيئي والإهمال، لتشكل تحدياً كبيراً للفرق المختصة التي تعمل على إخماد النيران. وهذا العام، تتجدد المأساة مع انتشار حرائق كبيرة تلاحق المناطق الخضراء، مما يستدعي تكاتف الجهود للحفاظ على البيئة وسلامة المواطنين.
وقد أفادت معلومات mtv، بأنّ الدفاع المدني يعمل على إخماد 19 حريقاً في مختلف المناطق اللبنانية.
من جهة أخرى، أعلن الجيش عبر منصّة “أكس”، أنّ طوافات من القوات الجوية تؤازرها وحدات الجيش المنتشرة، بالتعاون مع الدفاع المدني، تُشارك في إخماد حرائق في مناطق: البيرة – الشوف، جعيتا – كسروان، إهدن، عكار العتيقة.
تشارك طوافات من القوات الجوية تؤازرها وحدات #الجيش المنتشرة، بالتعاون مع الدفاع المدني، في إخماد حرائق في مناطق: البيرة- الشوف، جعيتا- كسروان، إهدن، عكار العتيقة. pic.twitter.com/kYTVtKCEE3
— هنا لبنان (@thisislebnews) October 26, 2024
فاندلع اليوم حريق عند الرابعة من بعد ظهر اليوم على طريق سيدة الحصن في إهدن، وعمل الدفاع المدني ومجموعة من الناشطين البيئيين على إخماده بعد أن أتى على نصوب من الأرز وبعض أغصان الاشجار.
كما اندلع حريق في بلدة فرحت قضاء جبيل، وتوجهت عناصر الدفاع المدني من مركز جبيل الاقليمي ومراكز بجه وقرطبا وعنايا لاخماده.
وشبّ حريق كبير اليوم في أحراج بلدة حوقا قضاء زغرتا.
حريق في حوقا – #زغرتا pic.twitter.com/keP6rHasdn
— هنا لبنان (@thisislebnews) October 26, 2024
في حين تستمر لليوم الخامس على التوالي عمليات إخماد الحريق الكبير المندلع في حرج السفيرة الصنوبري في الضنية لجهة بلدة بطرماز، من غير أن تستطيع الفرق والعناصر العاملة على إخماده من إطفائه أو السيطرة عليه، بعدما امتدت النيران اليوم إلى نقاط أخرى داخل الحرج، وشوهدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان الأسود التي غطت سماء المنطقة تندلع في نقاط جديدة داخل الحرج.
ودفع اتساع رقعة الحريق ببلدة طاران المجاورة، التي تتقاسم أجزاء من مساحة الحرج مع بلدتي السفيرة وبطرماز، إلى توجيه نداءات عبر مكبرات الصوت من مساجد البلدة تدعو أبناءها إلى المساعدة والمؤازرة في إطفاء الحريق، بعد طلب من مركز أحراج الضنية لهذا الغرض، وإلى التنسيق مع البلدية.
في غضون ذلك، واصلت طوافات الجيش اللبناني وعناصر الجيش والدفاع المدني ومركز أحراج الضنية والبلديات وجهاز الطوارئ والإغاثة ومتطوعون جهودها من أجل السيطرة على الحريق ومنع اتساعه، إلا أن وجود الحريق في مناطق وعرة داخل الحرج وعدم وجود طرقات داخله لا تسمح لآليات الإطفاء بالوصول إليه، ما جعل جهود إخماد الحريق تقتصر على طوافات الجيش اللبناني وعناصر ومتطوعين يسعون لإخماده يدويا بواسطة معدات بدائية.
وساعدت شدة الرياح في تمدّد الحريق داخل الحرج، وسط مخاوف أبداها الأهالي من القضاء على مساحة حرجية واسعة لا يمكن تعويضها، ومن إلحاقه أضراراً بيئية كبيرة بالحرج وبالمنطقة، واقترابه من الأراضي الزراعية والمناطق السكنية.
كما اندلع حريق بين زكريت وصولا حتى طريق مغارة جعيتا لم تعرف أسبابه بعد. وهرعت الى المكان سيارات الدفاع المدني. وتساهم طوافات الجيش بإخماد النيران.
طوافات الجيش تعمل على اخماد الحريق في #زكريت pic.twitter.com/B10pA2un7l
— هنا لبنان (@thisislebnews) October 26, 2024
أيضًا، إندلع حريق، بعد ظهر اليوم السبت، على طريق سيدة الحصن في إهدن، وعملت عناصر الدفاع المدني ومجموعة من الناشطين البيئيين على إخماده بعد أن أتى على نصوب من الأرز وبعض أغصان الأشجار.
وكان حريق آخر قد إندلع في بلدة بلوزا قضاء بشري.
الحريق يتوسع في #حوقا قرب #إهدن pic.twitter.com/9TITgM0nrR
— هنا لبنان (@thisislebnews) October 26, 2024
كذلك، إندلع حريق في بلدة فرحت قضاء جبيل، اليوم السبت، وتوجهت عناصر الدفاع المدني من مركز جبيل الاقليمي ومراكز بجه وقرطبا وعنايا لإخماده.
معوّض: عزمنا سيتغلب على كل الحرائق
في هذا السياق، كتب النائب ميشال معوّض على منصّة “أكس”: “في وقتٍ يتعرّض فيه لبنان لنيران الحرب، ها هي النيران الداخليّة تلتهم إرثنا الحرجي في أحراج مار سركيس وباخوس في إهدن، وسط تصاعد الأخطار على ثروتنا الطبيعية”.
أضاف: “كل الشكر لعناصر الدفاع المدني والمتطوعين الذين لبّوا نداء الاستغاثة فور نشوب حريق في حرش مار سركيس وباخوس في إهدن ويساهمون في هذه اللحظات بإخماد حريق يفترس بيئتنا وأشجارنا. كما أشكر قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون على تجاوبه الفوري، وقد أعطى توجيهاته لإرسال طوافة، وهي في طريقها الآن لتنفيذ مهمّتها. عزمنا سيتغلب على كل الحرائق”.
جمعية الارض: الحرائق مفتعلة
بدورها، اعتبرت “جمعية الارض- لبنان”، في بيان، أن “عكّار العتيقة وحرار- قبعيت وبطرماز- السيفرة والربوة- بيت مسك- نابيه ودبل وعين ابل وحمّانا وبطشيه وغيرها، كلها تحترق، ولبنان يحترق”.
أضافت: “ككل عام، نختم موسم الصيف بحرائق مفتعلة كارثيّة، تكافحها مراكز الدفاع المدني، والجيش اللبناني، والجمعيّات، بأدنى الموارد وباللحم الحي. ككل عام تبشّرنا وزارة البيئة باستراتيجيّات وملايين الدولارات من المساعدات الدوليّة لمكافحة الحرائق، والنتيجة: استراتيجيّات حبر على ورق وغابات بأدنى مستويات الرعاية والادارة والرقابة وبلديّات غير مجهّزة. ككل عام تبشّرنا وزارة الزراعة باستعدادها لمكافحة القطع الجائر للأشجار. والنتيجة: اعطاء عشرات الرخص في أماكن محروقة. تتقلّص غاباتنا عاماً بعد عام في حين أكبر إنجاز للدولة اللبنانيّة هو التوسل للدولة القبرصيّة”.
وختمت الجمعية بيانها: “هذه الكوارث لم تعد مسموحة!”.
مواضيع ذات صلة :
حرائق جراء الاعتداءات الإسرائيلية | بعد ليل طويل الدفاع المدني يسيطر على حريق الجديدة: دعوات للتحقيق.. ومحاولات “مشبوهة” لتزييف الحقائق! | الحرائق تستعر قرب لوس أنجلوس وتدمر عشرات منازل |